الرئيس الأميركي باراك أوباما
واشنطن ـ يوسف مكي
حذر ، الجمعة، بشدة من مخاطر تحول سورية، في مرحلة ما بعد سقوط الأسد، إلى معقلٍ للمتطرفين الإسلاميين، وذلك في الوقت الذي يقاوم فيه أوباما ضغوطًا من الكونغرس والخارجية الأميركية لمزيد من المشاركة الأميركية في الأزمة السورية.ووصف أوباما ذلك السيناريو بأنه "كابوس
تتحدد ملامحه في تدمير المؤسسات السورية، وتنقسم فيه البلاد إلى طوائف دينية وعرقية، ويقوم المتطرفين الدينيين بملء فراغ السلطة، وأضاف أوباما، أثناء المؤتمر الصحافي المشترك، الذي عقده في عمان مع الملك عبد الله، الجمعة، في ختام زيارته للشرق الأوسط، قائلاً "لقد انكسر شيءٌ ما في سورية، وأن هذا الشيء لن يلتأم شمله سريعًا، حتى بعد رحيل الأسد"، لكنه أكد على إمكان البدء بالتحرك باتجاه أفضل من ذلك، من خلال وجود معارضة سورية موحدة ومتماسكة.
ويقاوم أوباما ضغوطًا من بعض أعضاء الكونغرس، ومن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، من أجل مزيد من المشاركة الأميركية في الأزمة السورية، حيث يلح عدد من النواب الجمهوريين والديموقراطيين عليه، بغية الموافقة على فرض منطقة حظر طيران فوق سماء سورية، تمنع نظام الأسد من استخدام قواته الجوية ضد المقاومة السورية، بينما يؤيد جون كيري عملية تسليح المقاومة السورية، في المقابل لا يرغب أوباما في التورط بالمزيد من الحروب بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق، استعدادها للانسحاب من أفغانستان، مع نهاية العام المقبل، حيث ترك لكل من فرنسا وبريطانيا مهمة قيادة الحرب في ليبيا، التي ساهمت في إسقاط نظام القذافي.
وأعرب أوباما عن قلقه الشديد من احتمالات قدرة "الجهاديين المتطرفين الإسلاميين" على التحرك بحرية ودون قيود في سورية، حيث قال "أنا قلق للغاية من احتمال تحول سورية إلى معقل للتطرف، لأن قوة المتطرفين تزداد فيها على نحو فوضوي، ليس لدي الكثير الذي يمكن أن أقدمه في هذا السياق، لاسيما وأنهم يتمتعون بمهارة في استغلال المواقف، عندما تعجز مؤسسات الدولة عن العمل، وهم يجيدون ملء الفراغ".
وردًا على سؤال بشأن تردد الولايات المتحدة في زيادة مشاركتها في الأزمة السورية، قال أوباما "أعتقد أنه من الإنصاف القول بأن الولايات المتحدة غالبًا ما تجد نفسها عرضة لانتقاد، عندما تتدخل عسكريًا، وعندما لا تتدخل عسكريًا، تجد هناك من يقول لماذا لم تتدخل أميركا عسكريًا، ما من شك في أن الأسد سوف يرحل، وأن المسألة ليست مسألة ما إذا كان سيرحل أم لا، وإنما المسألة مسألة وقت لا أكثر".
وطالب أوباما المجتمع الدولي المساعدة في "إيجاد بديل لنظام الأسد، يكون جديرًا ويتمتع بمصداقية، وذلك من خلال دعم المعارضة السورية"، وقال "نحن لا نستطيع أن نفعل ذلك وحدنا، كما أن المحصلة في سورية لن تكون مثالية، وحتى مع تقديم المساعدات والتنسيق والخطط والدعم، فإن الموقف في سورية الآن سوف يزداد صعوبة وتعقيدًا، نحن لا نكتفي في قيادتنا بالكلمات، وإنما نشارك أيضا بالأعمال، فقد واظبنا على العمل والتعاون مع المجتمع الدولي للمساعدة في حشد وتنظيم معارضة سياسية سورية جديرة بالثقة، لأنه دونها من المستحيل علينا التحول السلمي نحو إقامة كيان حكومي داخل سورية، يتمتع بقدر أكبر من التمثيل النيابي والشرعية".
وفيما يتعلق بالتقارير الصحافية بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، قال الرئيس الأميركي أنه "لا يزال ينتظر في هذا الشأن نتائج تحقيق تجريه الأمم المتحدة"، معلنًا عن تقديم مساعدات إضافية إلى الأردن بقيمة 200 مليون دولار، لمساعدتها في التعامل مع أزمة تدفق اللاجئيين السوريين، والذي يقدر عددهم بحوالي 460 ألف لاجئ.
أرسل تعليقك