30 عامًا على اغتيال الرئيس رينيه معوض الذي امتزج دمه بذكرى استقلال لبنان
آخر تحديث GMT00:50:54
 العرب اليوم -

فتح الباب لانطلاق مسيرة المصالحة والسلم في جريمة بشعة

30 عامًا على اغتيال الرئيس رينيه معوض الذي امتزج دمه بذكرى استقلال لبنان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - 30 عامًا على اغتيال الرئيس رينيه معوض الذي امتزج دمه بذكرى استقلال لبنان

رينيه معوض
بيروت ـ كمال الأخوي

«يد الغدر التي أمعنت في تقسيم لبنان وتشريد أبنائه امتدت أمس وفي يوم ذكرى الاستقلال إلى رئيسه الجديد رينيه معوض (64 عاماً) فقتلته بعد 17 يوماً من انتخابه الذي فتح الباب لانطلاق مسيرة المصالحة والسلم في جريمة بشعة أثارت جواً من الذهول والغضب في كل أنحاء لبنان، وكانت موضع شجب واستنكار شديدين في العواصم العربية والدولية»، هكذا استهلت «الشرق الأوسط» الخبر الذي احتل صفحتها الأولى في عدده الصادر في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1989، أي بعد يوم على مقتل الرئيس اللبناني الأسبق رينيه معوض أثناء مرور موكبه من القصر الحكومي في طريقه إلى منزله. عبوة ناسفة قتلت الرئيس و16 ممن كانوا في الموكب، بينهم ستة من رجال الأمن السوريين.

وبعد 30 عاماً على الجريمة، وفي ذكرى استقلال لبنان، نسترجع تغطية الصحيفة في الأيام التي تلت. وفي الصفحة الثانية من العدد مقال بقلم روبرت فيسك، الذي وصف من بيروت لحظات اغتيال معوض، وقال: «كان معظم الناس يعلمون أن شيئاً في غاية الخطورة قد حدث، بسبب الدخان الذي كان يرتفع على بعد مئات قليلة من الياردات من مكتب رئيس الوزراء». وفي أعقاب الانفجار، أضاف: «رحت أبحث عن ملجأ من نيران المدافع في صيدلية في أحد أركان شارع ابن رشد، ووجدت هناك شاباً بشارب مشذب يستند إلى الطاولة... وقال بلهجة العارف: لقد مات الرئيس. لي صديق رأى جثته».

بدوره، وفر الدكتور عصام نعمان قراءة في دستور لبنان في تقرير لـ«الشرق الأوسط» تحت عنوان: «لمن سلطة الرئاسة بعد اغتيال معوض؟». وقال نعمان، إن أعراف لبنان الدستورية تقضي بأن تتولى الحكومة المستقيلة (حكومة سليم الحص) تصريف الأعمال لغاية صدور مرسوم بقبول استقالتها وتعيين أعضاء الحكومة الجديدة. كما تضمنت الصفحة أبرز محطات حياة الرئيس الراحل.

واختارت «الشرق الأوسط» أن تنشر مقابلة أجراها غسان شربل مع معوّض قبل 11 يوماً من مقتله. وكتب شربل: «في الطريق إلى منزل الرئيس رينيه معوّض وعبر خط التماس رحت أفكر في قساوة المهمة التي أوكلت إليه. فهو لم يكلف بالمحافظة على وحدة البلاد، بل بإعادة توحيدها. ولم توكل إليه مهمة ترميم المؤسسات، بل إعادة بنائها من الصفر. كان يفترض أن يكون الرئيس معوض في القصر الجمهوري في بعبدا، لكن الظروف التي رافقت الانتخاب جعلته يتخذ مقراً مؤقتاً للإقامة في الشطر الغربي من بيروت وكأنه أراد أن يعبّر منذ البداية عن رفضه لما يقسم المدينة والوطن». وأضاف: «خلال اللقاء القصير بدا معوض واثقاً وحذراً في اختيار الكلمات... وأعرب عن ارتياحه إلى بداية انطلاق السلام». واستطرد شربل: «حين امتزج دم رينيه معوض بذكرى الاستقلال تذكرنا حواراً دار بيننا على الهاتف في الطائف (قبل تعيينه) قال: حين نعثر على الجمهورية نبحث عن الرئيس».

شمل العدد متابعة لردود الأفعال العربية والأجنبية واستنكار العواصم إلى جانب تقرير يسرد أهم محطات رئاسة معوض التي استمرت 17 يوماً فقط. كما كرست «الشرق الأوسط» صفحة كاملة لصور من أرشيف معوض، منها مع الراحلين رشيد كرامي وكمال جنبلاط، وفي يومه الأول في مقر الرئاسة.

أما افتتاحية العدد فقالت: «جريمة الاغتيال البشعة للرئيس اللبناني رينيه معوض استهدفت الشرعية قبل أن تستهدف الرئيس، وهي استهدفت أولاً وأخيراً لبنان الذي كان قد بدأ يلملم جروحه للانطلاق في مسيرة السلام». وفي صفحات الرأي، كتب سمير عطاالله مقالاً بعنوان «مبعد حياً، منفي ميتاً: رئيس لبنان!». وقال فيه: «تقوم التحالفات في لبنان ليس على الصداقات بين أهل الجبهة الواحدة، بل على العداوات بين الآخرين». وأضاف: «لعل الاستقلال الوحيد الناجح حتى الآن هو استقلال اللبنانيين عن بعضهم البعض، يا له من استقلال».

التغطية لم تتوقف؛ إذ حرصت «الشرق الأوسط» على مواكبة الحدث المحوري في عددها الصادر في 24 نوفمبر من عام 1989، وكان عنوان الصفحة الأولى: «اتجاه لاجتماع برلماني عاجل وانتخاب رئيس جديد للبنان... أصابع الاتهام تشير لأجهزة غير محلية وراء قتل معوض»، وصاحب الخبر صورة للسيدة نايلة معوض أرملة الرئيس الراحل تبكي قرب صورته في منزلهما في بيروت الغربية. كما أفاد الخبر المصاحب بأن مراسم تشييع الرئيس اللبناني الراحل ستجري بعدها بيوم في مسقط رأسه زغرتا.

وفي الصفحات الداخلية تقرير من روبرت فيسك كشف فيه عن أن معوض تلقى تحذيراً من مؤامرة تعد لقتله في بيروت قبل أيام من اغتياله. وكان معوض عبّر للنائب بطرس حرب في حينها عن قلقه.

كما تابعت «الشرق الأوسط» الاستنكار العربي والدولي للجريمة والدعوات لوضع حد للعنف.

وفي اليوم التالي، نقلت «الشرق الأوسط» خبر انتخاب إلياس الهراوي رئيساً للبنان خلفاً لمعوض بعد 48 ساعة من اغتيال الأول.

قد يهمك أيضا

:مُحتجّون يحرقون العلمين الأميركي والإسرائيلي في صيدا اللبنانية ويُطلقون هتافات ضدهما

اللبنانيون يستيقظون على حرق "مجسم الثورة" وسط بيروت والمتظاهرون يتوعّدون بالرد الفوري

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

30 عامًا على اغتيال الرئيس رينيه معوض الذي امتزج دمه بذكرى استقلال لبنان 30 عامًا على اغتيال الرئيس رينيه معوض الذي امتزج دمه بذكرى استقلال لبنان



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - سوسن بدر تتحدث عن حبها الأول وتجربتها المؤثرة مع والدتها

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 13:50 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن غياب موسيالا بسبب معاناته من الإصابة

GMT 04:51 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حلول زائفة لمشكلة حقيقية

GMT 04:58 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيران: الحضور والدور والمستقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab