رفضت إيران ما جاء في بيان مشترك أصدرته بريطانيا وفرنسا وألمانيا يتهمها بأنها وراء الهجوم على منشآت نفط سعودية نهاية الأسبوع الماضي، وقال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إن الدول الثلاثة التي أصدرت هذا البيان "تردد الاتهامات الأميركية السخيفة".
وذكر البيان أنه لا يوجد أي تفسير مقبول حتى الآن سوى ضلوع إيران في تلك الهجمات التي تركت "أثرا كبيرا على إنتاج النفط السعودي"، لكنه شدد في الوقت نفسه على الالتزام بالاتفاق الدولي لعام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وتتهم السعودية إيران بشن الهجوم الذي وقع في 14 سبتمبر/ أيلول الذي نُفذ باستخدام 18 طائرة بدون طيار وسبعة صواريخ كروز على حقل نفطي ومحطة لمعالجة النفط في السعودية.
وأعلن الحوثيون، الموالون لإيران، في اليمن مسؤوليتهم عن الهجوم بينما نفت إيران علاقتها أن تكون متورطة في ذلك. كما هددت طهران بأن تصعد ضد أي هجوم بعد أن أعلنت الولايات المتحدة إرسال قوات عسكرية إلى منطقة الخليج.
وقالت الحكومات الثلاث في بيان مشترك بعد لقاء جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "حان الوقت لإيران كي تقبل بإطار مفاوضات طويل الأمد على برنامجها النووي وكذلك على القضايا الأمنية الإقليمية التي تشمل برامجها الصاروخية".
ولم يستبعد جونسون، في تصريحات أدلى بها قبل الصعود إلى متن طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي متوجها إلى الولايات المتحدة، التدخل العسكري، مؤكدا أن العقوبات تظل من الخيارات الممكنة للتعامل مع إيران.
في المقابل، رفض عباس موسوي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية تلك التصريحات ووصفها بأنها ما هي إلا "جهود بلا طائل ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، متهما بريطانيا بأنها "تبيع أسلحة قاتلة للسعودية".
ردود دبلوماسية
وكان مصدر في الحكومة البريطانية قال إن إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن الهجوم "غير معقول بسبب حجم الهجوم، وتعقيده، ونطاقه"، مما يرجح أنه يفوق قدرات الحوثيين.
من جانبه، استبعد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إمكانية التفاوض على صفقة جديدة مع القوى العالمية، قائلًا إن الشركاء الأوروبيين الثلاثة أظهروا "عدم قدرة على الوفاء بالتزاماتهم" دون موافقة الولايات المتحدة.
وقال على حسابه على تويتر "حل هذة الأزمة - يتمثل في حشد الإرادة لصياغة مسار مستقل، وليس التحول إلى ببغاء يكرر ادعاءات الولايات المتحدة السخيفة وطلبات تتعارض مع الاتفاق النووي "
وأضاف: "لا صفقة جديدة قبل الامتثال للصفقة الحالية".
ماذا يحدث في المنطقة؟
تقود السعودية تحالفا عسكريا في اليمن دعما للرئيس عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين وأنصارهم، ويطلق الحوثيون صواريخ وطائرات بدون طيار صوب مناطق سعودية آهلة بالسكان من حين لآخر.
وثمة صراع على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط بين السعودية وإيران التي توترت علاقاتها مع الولايات المتحدة منذ انسحاب الأخيرة من الاتفاق النووي الإيراني.
وزادت حدة هذا التوتر منذ بداية العام الجاري، إذ تتهم الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراء هجوم على اثنتين من ناقلات النفط في منطقة الخليج في يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز الماضيين، علاوة على هجمات على أربع ناقلات أخرى في نفس المنطقة في مايو/ أيار الماضي. لكن إيران تنفي تلك الاتهامات.
قد يهمك أيضًا
بيان أوروبي يحمل إيران مسؤولية الهجمات على أرامكو
قمة سعودية ـ بحرينية في جدة تبحث تداعيات الهجوم على منشآت "أرامكو"
أرسل تعليقك