المدفعية الأوكرانية تطلق صلية من قذائف «الهاوتزر» من مرابض قريبة من غرب أوكرانيا
آخر تحديث GMT18:37:17
 العرب اليوم -

المدفعية الأوكرانية تطلق صلية من قذائف «الهاوتزر» من مرابض قريبة من غرب أوكرانيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المدفعية الأوكرانية تطلق صلية من قذائف «الهاوتزر» من مرابض قريبة من غرب أوكرانيا

جانب من الدمار بعد القصف الروسي
خاركيف - العرب اليوم

إنها الثانية عشرة ظهراً في خاركيف، تطلق المدفعية الأوكرانية صلية من قذائف «الهاوتزر» من مرابض قريبة من غرب المدينة، فتنطلق أجهزة إنذار العشرات من السيارات في المدينة لعدة دقائق قبل أن يتمكن كل أصحابها من إسكاتها. يتكرر الأمر كل ساعة أو بعض الساعة، وتعود أجهزة الإنذار للصياح في أحياء المدينة شبه الخالية.في وسط المدينة، تعرض المصرف للتدمير الليلة الماضية ولم يجد جرس الإنذار من يسكته. وعلى بعد حوالي نصف كيلومتر، يقف ثلاثة عناصر من الجيش الأوكراني يدققون في هويات المارة قرب كتل خرسانية مخصصة لإعاقة تقدم الدبابات. يتحدث أحدهم الإنجليزية بطلاقة، فيخبرك عما جرى لوسط المدينة.

الوسط التجاري لخاركيف، المدينة التي يشعر أهلها بالفخر الشديد بجمالها وسعة طرقها، يحصل على جرعة شبه يومية من الصواريخ الروسية. فيزداد الدمار يوماً إثر آخر. لم يتبق الكثير من الزجاج صامداً في وسط المدينة، وحده المتحف العسكري في وسط الساحة لم يفقد بريقه الزجاجي. انتشرت قطع الزجاج في الأرض، ما صعب التمييز بينها وبين الجليد الذي لا يزال يغطي أغلب أرصفة المدينة.يمكن أن تسير للعديد من الدقائق دون أن تصادف أحداً؛ المدينة شبه خاوية. يشير شرطي قرب محطة القطارات في شارع بولتافسكي شلياخ إلى كشك لبيع هدايا تذكارية بسيطة، ويقول: «هذا كل ما لدينا في هذا الشارع، لقد رحل الجميع».

في محطة القطارات، تجمع العديد من السكان، غالبيتهم يغادرون المدينة. ما زالت موجات النزوح تتوالى مع اشتداد المعارك على أطراف خاركيف. القصف يطال أغلب الأحياء، دون تمييز بينها وبين الأهداف العسكرية. في المحطة الكبيرة، تجد المئات ينتظرون قطارهم، غالبيتهم يتجهون نحو كييف، ليواصلوا منها طريقهم نحو مدن أخرى أو دول أوروبية.القرى المحيطة بالمدينة لناحية الغرب والجنوب لا تزال تعج بالسكان. هناك طوابير انتظار أمام المحال التجارية أطول مما تشهده كييف. أما في خاركيف، فلا طوابير، إذ بالكاد تجد دكاناً لشراء الطعام، وبالكاد تجد من يشتري منه أيضاً. العديد من الكلاب والقطط الشاردة تفترش الأرض وتستمع بدفء الشمس بعد أن تخلى عنها أصحابها فارين من القصف واقتراب الدبابات الروسية. وأصبحت هذه الحيوانات الأليفة تسلية لبعض رجال الشرطة الذين وقفوا على جوانب الطرق، ينتظرون مرور سيارة أو مشاة ليدققوا في أوراقهم.

طوال النهار، تتناهى أصوات القصف. «بعض أجزاء المدينة في الشرق تدمرت بالكامل»، يقول فيتالي (28 عاماً). فيتالي يُعرف عن نفسه بأنه متطوع عسكري، وهو يعاني من وضع مالي صعب بعد أن فقد وظيفته بسبب الحرب، ويعيش إلى جانب المقاتلين بما يتوافر من طعام وشراب.أصبحت العديد من الأشياء مجانية في خاركيف، إذ يمكنك أن تحصل على غرفة فندق مجاناً إذا حالفك الحظ بالعثور على فندق غير مدمر ولا يزال يستقبل الزبائن، كما يمكن الحصول على الطعام والشاي أو القهوة في محطة القطارات أو بعض محطات المترو، وملابس مجانية من العديد من تجمعات المتطوعين بحال تمكنت من الوقوف في الصف للوقت اللازم في صقيع المدينة الشرقية.

الحصول على الأساسيات مجاناً لا يعني أن المدينة تنعم بالرخاء. فالعديد من السلع مفقودة، كما أن الأسعار تختلف عن العاصمة وباقي المناطق الأوكرانية، وتضاعف سعر الخبز الذي يعد من المواد الضرورية في المحال التجارية القليلة في خاركيف.يعاني السكان المتبقون في خاركيف كذلك من شح في السيولة النقدية، بعد أن تعطلت أغلب ماكينات الصراف الآلي في وسط المدينة وفرغت أخرى في أطرافها. ورغم إصرار السلطات المحلية في خاركيف على إزالة آثار القصف فوراً وتأمين الطرقات وكنس الشوارع التي تعرضت للتدمير، إلا أنها لا تنجح دائماً في مواكبة القصف الروسي الكثيف. فحتى في وسط المدينة، تتدلى أسلاك الكهرباء وتتراكم أكوام من الزجاج وكتل الإسمنت الواقعة من المباني. وفي العديد من الأحياء الشرقية والشمالية في خاركيف وحتى في وسطها تعطلت شبكة الكهرباء، وفقد السكان فيها مستلزمات الحياة مما اضطرهم إلى هجرها.

يعد سكان الوسط الأوكراني أن التعامل مع أهل المناطق الشرقية والشمالية أصعب من أهالي المناطق الغربية والجنوبية، إلا أن وسط الحرب الدائرة حالياً، يبدو سكان خاركيف أكثر مرحاً وقرباً من بعضهم بعضاً، وأكثر مراعاة لحاجات الآخرين، كما يقول فيودور (50 عاماً) العامل في كافيتريا محطة القطار المركزية.يوزع فيودور الشاي والقهوة على طالبيها مجاناً، ويبدي إعجابه بالترجمة الفورية التي يقدمها الهاتف الذكي، رغم أنه لا يحتاجها، إذ تعلم بعض الإنجليزية حين سافر إلى أميركا، وعاد بعدها إلى وطنه على أمل أن الأمور ستتحسن. والآن، عادت الحرب لتعصف ببلاده. إلا أنه لا يزال يأمل ويبتسم في وجوه الناس المتعبة في المحطة.على جبهات القتال، لا يزال المقاتلون يدمرون كل يوم المزيد من الآليات الروسية. فيما لا يزال خط الإمداد العسكري متماسكاً وسريعاً، أو بالحد الأدنى متواتراً بما يكفي مع حاجات الجبهات الأولى، والحاجات الغذائية للمقاتلين والسكان على حد سواء.

قد يهمك ايضاً

بوتين يدعو الجيش الأوكراني إلى تولي السلطة في كييف

الجيش الأوكراني يعلن إسقاط 6 طائرات روسية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدفعية الأوكرانية تطلق صلية من قذائف «الهاوتزر» من مرابض قريبة من غرب أوكرانيا المدفعية الأوكرانية تطلق صلية من قذائف «الهاوتزر» من مرابض قريبة من غرب أوكرانيا



النجمات يتألقن في فساتين سهرة ذات تصاميم ملهمة لموسم الخريف

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:11 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز صيحات العبايات المصممة على طراز المعطف لشتاء 2024
 العرب اليوم - أبرز صيحات العبايات المصممة على طراز المعطف لشتاء 2024

GMT 16:47 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الوجهات السياحية التي تعدّ الأكثر أمانًا في العالم
 العرب اليوم - أفضل الوجهات السياحية التي تعدّ الأكثر أمانًا في العالم

GMT 15:45 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أبو الغيط يدعو إسرائيل إلى الانسحاب الفوري من لبنان
 العرب اليوم - أبو الغيط يدعو إسرائيل إلى الانسحاب الفوري من لبنان

GMT 07:45 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

آثار التدخين تظل في عظام الشخص حتى بعد موته بـ 100 سنة
 العرب اليوم - آثار التدخين تظل في عظام الشخص حتى بعد موته بـ 100 سنة

GMT 16:12 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سلاف فواخرجي تعتذر عن مسلسل حكاوي المدينة مع حورية فرغلي
 العرب اليوم - سلاف فواخرجي تعتذر عن مسلسل حكاوي المدينة مع حورية فرغلي

GMT 01:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

عقار من سم العنكبوت لعلاج تلف النوبة القلبية

GMT 07:45 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

آثار التدخين تظل في عظام الشخص حتى بعد موته بـ 100 سنة

GMT 03:23 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله يستهدف قوات إسرائيلية في عدة مناطق جنوبي لبنان

GMT 07:09 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

محمد رمضان يشوّق جمهوره بعمل مع محمد منير

GMT 16:54 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد اللواء 401 في قطاع غزة

GMT 23:41 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

دار الأوبرا في سيدني تتألق ترحيبا بالملك تشارلز

GMT 10:58 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ملعب إنتر ميامي يستضيف افتتاح في كأس العالم للأندية 2025

GMT 13:39 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يخسر 7% في أسبوع بسبب الصين وتوترات الشرق الأوسط

GMT 09:08 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الروسي يعلن تحرير بلدة في "دونيتسك"

GMT 18:50 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله يقصف قاعدة عسكرية شرقي صفد في شمال إسرائيل

GMT 01:53 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

عواصف شمسية قد تعطل الإنترنت في العالم لأسابيع

GMT 05:09 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 5,8 درجات في شرق اندونيسيا

GMT 16:49 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل فجرت بلدات بأكملها في جنوب لبنان

GMT 08:06 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إلهام شاهين توضح وضع فيلمها بعد حريق ديكوراته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab