صورة لأنفاق رفح التي تربط الأراضي المصرية الحدودية بقطاع غزة
غزة ـ محمد حبيب
أفادت مصادر أمنية فلسطينية لـ"العرب اليوم" عن توقف العمل بشكل كامل في أنفاق رفح، التي تربط الأراضي المصرية الحدودية بقطاع غزة بشكل غير رسمي، السبت، في إطار تشديدات أمنية عشية تظاهرات دعت لها قوى المعارضة المصرية في 30 حزيران/ يونيو الجاري، لسحب الثقة من الرئيس
المصري محمد مرسي وإجباره على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وأكد أصحاب أنفاق في مدينة رفح أن توقف العمل جاء بعد التشديدات الأمنية للجيش، حيث منعت القوات المرابطة حول مدينة رفح والحدود مع غزة أي نشاط خاص بالأنفاق، فضلاً عن منعها دخول الشاحنات التي تحمل بضائع ووقود ومواد بناء في طريقها إلى أنفاق رفح من دخول المدينة.
وقالت مصادر أمنية في تصريحات صحافية، إن قوات الجيش تحكم قبضتها على الأنفاق، وتمكنت خلال الساعات الماضية من مصادرة شحنات وقود ومواد بناء وإغلاق عدد من الأنفاق.
وأبدت حركة حماس غضبها من القرار غير المعلن رسمياً بغلق الحدود، وقال القيادي في الحركة ووكيل خارجية الحكومة المقالة بغزة غازي حمد، إن القاهرة لم تبلغ رسمياً بغلق الأنفاق الحدودية المنتشرة على حدود مصر مع قطاع غزة خلال المظاهرات المتوقعة في 30 حزيران/ يونيو الجاري بمصر.
وقال ، إن مصر نفذت إجراءات مشددة ضد الأنفاق الأيام القليلة الماضية، وأغلقت العديد منها، كما أغرقت بعضها بالمياه وهدمت أخرى، مما أثر على تدفق حركة السلع والبضائع لقطاع غزة بشكل ملموس.
وأضاف أن حفر الأنفاق "عبء سياسي وأمني" اضطر له سكان قطاع غزة لمواجهة الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، لافتاً إلى وقوع العديد من الضحايا جراء العمل فيها. وتابع: "ساهمت الأنفاق في كسر حصار غزة بالفعل.
وشدد قيادي حماس على عدم تدخل حركته في الشأن الداخلي المصري، مضيفاً: "هناك تنسيق سياسي وأمنى مع مصر مستمر". وأضاف: "حدثت تغيرات إيجابية بشكل محدود في العلاقة بين غزة ومصر بعد ثورة 25 يناير، ظهرت في تحسن آلية العمل داخل معبر رفح البرى بخلاف تشغيله طوال أيام الأسبوع.
وأضاف حمد: "هناك انفتاح على المستوى العلاقات السياسية والأمنية مع مصر، فيما رفض اقتصار علاقة حركته على جماعة الإخوان المسلمين بدليل لقاءات عقدها قادة من حماس مع مختلف الأحزاب السياسية المصرية".
وعن هجوم بعض وسائل الإعلام المصرية على "حماس"، أكد غازي حمد أن لدى حركته وثائق حول من يقف وراء هذه الحملات، مضيفاً: "جميع المسئولين الأمنيين الذين التقتهم حماس بمصر لم يقدموا اتهاماً واحداً ضد غزة أو حماس".
وأشار إلى أن حركته "قدمت لمصر مشاريع تجارية للتعاون منها إمكانية ضخ الغاز المصري لغزة وإنشاء منطقة تجارة حرة، لكن الظروف الآن التي تمر بها مصر لا نريد أن نثقل كاهل القيادة المصرية بالمطالب، بخلاف أن القاهرة حريصة على تطبيق المصالحة الداخلية"
هذا وترقب عيون الشارع الغزي إلى ما سيحدث في الـ 30 من حزيران/ يونيو في مصر وما ستؤول إليه الأوضاع بعد التظاهرات في ظل تخوفات فلسطينية من تأثيرها على الأوضاع الاقتصادية ومعبر رفح البري .
الدكتور مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الازهر قال "عمليا الأحداث بدأت وأثرت على قطاع غزة على مدار الـ 10 أيام الماضية بسبب قيام الجيش المصري بإغلاق أنفاق ووقف الإمدادات سواء الوقود ومواد البناء، ومن الناحية الاقتصادية تعطل القطاع سلبا على مدار الأيام الماضية.
وتوقع أبو سعدة أن تستمر هذه الأزمة إلى حين معرفة ما ستؤول إليه الأمور بعد 30 حزيران/ يونيو في مصر، مضيفا "إذا تغير الحكم او استمرت الاشتباكات والخلافات من المؤكد سيكون هناك تأثيرا أيضا على النظام السياسي.
من ناحيته رأى المحلل السياسي محمود العجرمي أن هذا يعتمد على كيف ستعالج الحكومة المصرية الأوضاع الداخلية، حيث يرى بعض المتابعين ان خطاب الرئيس المصري محمد مرسي الأخير كان ينم عن ثقة.وأشار العجرمي الى انه اذا ما تطورت الأوضاع بشكل سلبي سيكون التاثير واضحا خاصة أن هناك موالين لنظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك الذين يحاولون تعطيل العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والمصري والتي لاحظناها خلال الأيام الماضية.
وحول التأثير الاقتصادي قال :"لا اعتقد ان يكون هناك تأثير خاصة أن الأنفاق مصلحة للطرفين ولم تغلق أيام الرئيس المخلوع مبارك".
بدوره قال المحلل السياسي هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة "اعتقد أن الأزمة بدأت في قطاع غزة قبل 30 حزيران/ يونيو وشهدنا أزمة في الوقود المصري بشكل عام بالإضافة إلى مواد البناء والمواد السياسية .
من جهته استبعد الكاتب والمحلل السياسي حمزة أبو شنب وجود تأثير مباشر لتظاهرات 30 حزيران/ يونيو في مصر على قطاع غزة كونها ستكون في المدن الكبرى وان كان هناك حملة تشويه تقودها بعض وسائل الإعلام المصرية ضد حركة حماس والحكومة المقالة.
وقال "ما يجري في مصر خلاف سياسي بين النظام الحاكم والمعارضين والجميع ينتظر ما ستؤول إليه الأمور".
ورأى أبو شنب أن النظام الحاكم في مصر لن يتغير وربما تشهد مصر توترا لأيام ولكن سرعان ما ستعود إلى طبيعتها الأمور - على حد قوله.
في المقابل قال مصدر سيادي مصري ان معبر رفح البري لن يغلق خلال تظاهرات 30 حزيران/ يونيو المقبلة وسيعمل كالمعتاد.
وأضاف المصدر أن إغلاق معبر رفح البري خلال تظاهرات 30 حزيران/ يونيو مرهون بخطورة "الحالة الأمنية"، إلا أن السيطرة الأمنية لقوات الجيش المصري برفح والشيخ زويد العريش، إضافة إلى إغلاق الأنفاق الحدودية من قبل الجيش وبمساعدة الجانب الفلسطيني، هيأت المناخ الأمني لاستمرار فتح معبر رفح البري خلال يوم 30 حزيران/ يونيو المقبل، باستثناء تطور المشهد المصري لأعمال عنف موسعة قد تصدر تعليمات في حينها لإغلاق المعبر.
أرسل تعليقك