المنطقة المتنازع عليها في جزر الفولكلاند
مدريد ـ لينا عاصي
أكّدت مصادر إسبانية أن وزير الخارجية الإسباني جوزيه مانويل غارسيا مارغللو سوف يستغل زيارته إلى العاصمة الأرجنتينية بيونس أيريس، خلال الشهر المقبل، لإثارة مسألة إمكان القيام بحملة دبلوماسية مشتركة مع الأرجنتين بشأن الأراضي المتنازع عليها مع بريطانيا، في إطار السعي لاسترداد كل من جزر الفولكلاند
وجبل طارق.
ونسبت صحيفة "إل بايس" الإسبانية إلى مصادر قولها "إن وزير الخارجية الإسباني يفكر أيضًا في إمكان إحالة النزاع بشأن جبل طارق إلى الأمم المتحدة".
ولم تحدد تلك المصادر ما إذا كانت إسبانيا ستطلب من الأمم المتحدة دعم مطالبتها لبريطانيا بالتخلي عن سيادتها، أو مجرد الالتزام بعدد من الاتفاقيات المحددة.
وقد تقوم إسبانيا برفع شكواها إلى مجلس الأمن الدولي، أو طرح المسألة على الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتفكر إسبانيا أيضًا في رفع قضية جبل طارق إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي بحجة أن احتلال بريطانيا للمضيق احتلال غير مشروع.
يذكر أن المضيق هو عبارة عن شريط يربط شبه الجزيرة بالأرض التي لم تُدرَج في معاهدة أوتريخت المبرمة في العام 1713.
وسيلتقي وزير الخارجية الإسباني نظيره الأرجنتيني لمناقشة ذلك الاقتراح الإسباني الأرجنتيني الجديد، وكان مارغاللو هدد باتخاذ إجراءات انتقامية ضد المضيق، والتي تتضمن فرض مبلغ 50 يورو كضريبة حدود، وإغلاق المجال الجوي الإسباني أمام المرور إلى مضيق جبل طارق.
وأمّمَت الرئيسة الأرجنتينية كريستينا كريتشنر العام الماضي شركة نفط "واي بي إف"، وهي شركة فرعية لشركة "ريبسول" الإسبانية، الأمر الذي أغضب الحكومة الإسبانية، واعتبرته بمثابة ضربة قوية للعلاقات الثنائية بين البلدين، إلا أن صحيفة "إل بايس" تقول: إن وزيري خارجية البلدين سوف يلتقيان، الشهر المقبل، لمناقشسة مسألة التحالف في ما بينهما في الأمم المتحدة بشأن مضيق جبل طارق وجزر الفولكلاند.
وجدّدت رئيسة الأرجنتين مطلب بلادها أمام مجلس الأمن الدولي في السيادة على تلك الجزر.
وقالت كريشنر إنها تريد قرارًا من مجلس الأمن، وأن يجلس البلدان معًا لمناقشة القضية.
وتعهّد رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راجوي، الجمعة الماضي، باتخاذ الإجراءات القانونية كافة اللازمة لحماية مصالح إسبانيا في جبل طارق.
وجاء تهديده بعد يوم واحد من قيام بريطانيا بإرسال بوارجها الحربية إلى جبل طارق، في إطار ما تقول بريطانيا "إنه إجراء روتيني لا صلة له بالأزمة الحالية بين البلدين".
يُذكر أن إسبانيا دائمًا ما تلتزم الحرص عند إظهار دعمها للأرجنتين في خلافها الدائم مع بريطانيا بشأن جزر الفولكلاند، في ضوء الشراكة التي تربط إسبانيا ببريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وفي ضوء المشاكل الراهنة بين إسبانيا والأرجنتين.
أرسل تعليقك