إجتاحت المخاوف من فيروس "زيكا" جميع أنحاء العالم نظراً لما يسببه من تشوه في الجنين وإتلاف خلايا المخ لديه.
وتجري السلطات في البرازيل تحقيقها بشأن ( 4,000 ) مولود برأس غير طبيعي, وأصغر من المعتاد, بحيث تكون خلايا المخ لديه غير مكتملة , ويرجع السبب في ذلك إلى الإصابة بفيروس (زيكا).
وإمتد إنتشار ذلك الفيروس الخطير في الوقت الحالي في أوروبا مع التأكيد على إصابة أربعة حالات في بريطانيا، والإعلان عن ظهور أول حالة لفيروس (زيكا) في فرنسا الشهر الماضي والتي إنتقلت عبر الإتصال الجنسي.
وبينما ينتشر الذعر بسبب فيروس (زيكا)، إلا أنه ووفقاً لما ذكره, الحاصل علي الأستاذ الفخري في علم الفيروسات في كلية الملكة ماري Mary’s للطب وطب الأسنان (شون أوكسفورد), فإنه ربما يكون من السهل القضاء عليه أكثر من فيروس الإنفلونزا الشائع.
وأكد (أوكسفورد) في كتابته بالمدونات الطبية وأبقراط بوست ((Hippocratic Post على أن فيروس (زيكا) قد شهد تحوراً بالكاد خلال الخمسون عاماً الماضية، في الوقت الذي تشهد فيه فيروسات الإنفلونزا تحوراً بوتيرة سريعة ويتأخر العلماء عنها بخطوة, مشيراً إلى أنه من المحتمل التوصل إلي لقاح خاص بفيروس (زيكا) ولكن من غير المرجح القضاء تماماً علي فيروس الإنفلونزا العادية.
وإرتبط إنتشار فيروس (زيكا) بالزيادة الهائلة في عدد الأطفال في البرازيل والذين يولدون برأسٍ صغيرة ، وهو ما يجعله الفيروس الأكثر رعباً في الوقت الحالي, ومع هذا، فإنه ربما يكون الفيروس الأسهل في معالجته والقضاء عليه مقارنة بفيروس الإنفلونزا العادية الذي باءت كل محاولات العلماء معه بالفشل في القضاء عليه علي مدار عدة عقود.
وإعتاد العلماء من جميع أنحاء العالم في شباط / فبراير من كل عام على الإجتماع في المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية في جنيفGeneva) )، وذلك من أجل الوقوف على أي أنواع الفيروسات الثلاثة المرجح تسببها في أغلب المشاكل خلال موسم الإنفلونزا القادم.
فيما يستند العلماء في ذلك على ما حدث في الشتاء السابق ( أو الصيف بالنسبة لسكان نصف الكرة الجنوبي ) مما يعطي مؤشرا مبكراً على أي فيروسات الانفلونزا من المرجح أن تؤثر علينا مستقبلاً، ومن ثم يقوموا بتطوير اللقاح ويرسلونه للأشخاص الذين يحتاجون إليه في تشرين الأول / اكتوبر أو تشرين الثاني / نوفمبر أي قبيل بدء موسم الإنفلونزا في نصف الكرة الشمالي.
وكما حدث في عام ( 2015)، فقد أخطأ العلماء في توقعاتهم بسبب تحور فيروس الإنفلونزا بشكلٍ أسرع، بينما وعلى جانب آخر نجد بأن فيروس (زيكا) الذي إرتبط بتلف خلايا الدماغ وسط حديثي الولادة في ( 23) دولة من بينها البرازيل قد تحور بصعوبة علي مدار الخمسون عاماً الماضية.
وإستغل فيروس (زيكا) المناطق الحضرية المكتظة بالسكان التي كانت بمثابة البيئة الخصبة حيث يجمع الكثير من الناس لمياه الأمطار من أجل إستخدامها في الشرب وتخزينها بالقرب من منازلهم، ما يسهل نقل الفيروس عبر (الناموس) المزعجة التي تلدغ في أي وقت خلال اليوم وتمرر الدم المصاب بشكل سريع من شخصٍ إلى آخر.
ومن جانبها، أعلنت شركة (جلاكسو سميثكلاين (GlaxoSmithKline بأن دراسات الجدوى تحاول التوصل بشكل سريع إلي إمكانية إستخدام تقنية اللقاح الحالي للعمل علي لقاح فيروس (زيكا) , فيما كشف العالم الكندي (غاري كوبنغر) والذي عمل علي لقاح فيروس (إيبولا(Ebola ويشارك في مجموعة الشركات التي تعمل على لقاح (زيكا) عن أن المرحلة الأولى من التجارب على البشر قد تبدأ في أوائل شهر آب / أغسطس, بما يعني أن اللقاح قد يكون جاهزاً بحلول خريف عام ( 2016).
وتجدر الإشارة إلي أن أوبئة الإنفلونزا قد حدثت بين كل بضعة عقود في عام (1918) و(1957) و (1968) بالإضافة إلي عام ( 2009). إلا أن الإنفجار السكاني وإقتراب الناس كثيراً من بعضها البعض قد يكون سبباً في السماح للفيروس بالإنتشار بشكل أكثر إنتظاماً في المستقبل.
أرسل تعليقك