لندن - سليم كرم
حث خبراء أوروبا على ضرورة إعداد نفسها لاستقبال وصول فيروس "زيكا" بسبب البعوض الذي يحمل الفيروس، والذي سيتزاحم على القارة بحلول فصل الصيف، ورغم انخفاض معدل الإصابة في البرازيل لكن هناك احتمال زيادة ملحوظة لهذا الفيروس في مناطق جديدة في العالم وفقا لمعلومات منطقة الصحة التابعة للأمم المتحدة.
واستطاعت أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي أن تحتوي الفيروس لحد كبير، ولكن مع اقتراب فصل الصيف هناك توقعات أن يقترب المرض من النصف الشمالي للكرة الأرضية لأن البعوض الذي يحمله يسافر إلى أوروبا في هذا الوقت. وصرحت مساعدة مدير عام منظمة الصحة العالمة ماري بول كيني بـ" عندما ترتفع درجة الحرارة الموسمية في أوروبا هناك نوعان من البعوض سيبدأ في الانتشار أحدهما معروف بنقل الفيروس، فالبعوض لا يعرف الحدود."
وتابعت " وقد يشهد هذا زيادة ملحوظة في عدد الأشخاص الذين يعانون من زيكا والمضاعفات ذات الصلة، ويمكن للرجال المصابين بالفيروس أن ينقلوه للنساء عبر الجنس." ويعرف عن الفيروس انتقاله بواسطة بعوضة الزاعجة المصرية الموجودة بكثرة في المناطق الاستوائية، بجانب بعوض "الزاعجة المنطقة بالأبيض" الموجودة في الدول الأوروبية في الصيف مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان وكرواتيا.
ووجد بحث جديد أجراه معهد باستور أن بعوض "الزاعجة المنقطة" أقل عرضة للتسبب في تفشي المرض من بعوض الزاعجة المصرية، ويمكن للفيروس الوصول إلى أوروبا أيضا من الأشخاص المصابين العائدين من أميركا الجنوبية، الذين يمكن أن يتعرضوا للدغات البعوض التي بدورها ستنقل المرض من شخص إلى آخر.
يسبب "زيكا" أعراضا خفيفة مثل الطفح الجلدي وآلام المفاصل لدى معظم المصابين، ويشتهر في تسببه بولادة أطفال صغيري الرأس بشكل غير معتاد بسبب مشاكل في النمو، وربط أيضا بمتلازمة غيلان باريه وهي اضطرابات أعصاب تسبب شلل العضلات المؤقت. وتعد البرازيل أكثر البلدان ضررا من تفشي المرض، ويحقق المسؤولون في أكثر من 2500 حالة اشتباه ذات رأس بحجم صغيرة، وأكدت السيدة كيلي أن العدوى تتراجع بوضوح مستمر.
وقدمت هذه الملحوظات في مؤتمر "زيكا" في باريس، والتقي 600 خبير من 43 دولة لتحليل بيانات تفشي المرض، ورغم سلسلة الأبحاث لا يُعرف سوى القليل جدا عن الفيروس، بما في ذلك كم الوقت الذي يختبئ فيه في جسم الإنسان ودرجة مخاطره بين الأمراض المنقولة جنسيا. ولا تُعرف بالضبط الأمراض أو الاضطرابات التي يستطيع البعوض نقلها، وأوضح البروفيسور ديفيد هيمان من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي " ما يقلقنا أكثر هو ما لا نعرفه عن المرض، لا يمكننا تقديم توصيات للوقاية إذا لم نفهم الإمكانات الكاملة للفيروس أو البكتيريا."
ووصفت السيدة كيني أن حالة الطوارئ العالمية ما زالت معلنة ضد زيكا نظرا إلى عدم وجود لقاح أو علاج للفيروس، ويعد تطوير أداوت جديدة للتشخيص المرض وخاصة بين النساء الحوامل من الأولويات الملحة. ويعمل العلماء في أميركا وفرنسا والبرازيل والهند والنمسا على 23 مشروعا لتطوير اللقاحات، ولكن الأمر سيستغرق سنوات قبل إنتاجه؛ لذلك تفحص منظمة الصحة العالمة جدوى إنتاج لقاح للاستخدام في حالات الطوارئ، وقال الخبراء إن خط الدفاع الأول ضد المرض ما زال في البعوض للسيطرة عليه، وينصحون النساء في المناطق التي ينتشر فيها المرض بتأجيل الحمل قليلا.
وأشار دوان فوبلر من كلية ديوك في جامعة سنغافورة الوطنية الطبيعة إن زيكا أدهش العالم تماما مثل الإيبولا رغم أن كل الفيروسات كانت معروفة لعقود من الزمن. وأضاف: أعتقد أننا يجب أن نأخذ الأمر بمثابة جرس إنذار للبدء في تطوير نظم المراقبة لدينا حتى نتمكن من رصد هذه الفيروسات." وقالت كيني إن المطلوب يقظة في أفريقيا فقد اكتشف المرض أول مرة في أوغندا عام 1947. وبدأ زيكا في الانتشار في البرازيل في أوائل عام 2015، وجاء بعد 9 أشهر من موجة ولادة أطفال برأس صغير وزيادة في حالات متلازمة غيان باريه، وأفادت البرازيل أن نحو 1.5 مليون إصابة من أصل المجموع العالمي الذي يقدر بمليوني إصابة في أكثر من 40 بلدا كانت لديها، وهناك تقارير عن انتقال الفيروس من شخص إلى آخر عن طريق الجنس في 8 دول أخرى.
أرسل تعليقك