واشنطن - رولا عيسى
كشفت إحدى الأبحاث الجديدة عن أن زرع سلك في المنطقة أسفل الظهر يرسل إشارات كهربائية خفيفة قد يكون وسيلة لمعالجة الجهاز الهضمي الذي يعاني من التباطؤ. ووجد ستة من أصل عشرة مرضي عانوا من الإمساك الذي لم يستجيب لجميع الطرق العلاجية الأخري – بدايةً من تغيير النظام الغذائي وحتي اللجوء إلي المخدرات - بأن العلاج الجديد يعمل على تخفيف الأعراض.
وينطوي ذلك الإجراء الذي خضع له مرضي في ليدز Leeds على غرس سلك رفيع تحت الجلد إلى جوار الأعصاب العجزية في أسفل الظهر بالقرب من عجب الذنب، حيث تعتمد هذه الأعصاب علي المعلومات التي ترسلها وتستقبلها من الدماغ إلى الأمعاء الغليظة. ويتصل السلك الذي يتم غرسه مع جهاز خارجي صغير أو مولد في حجم الهاتف المحمول يعمل على تحفيز الأعصاب.
وبلغت تكلفة الإجراءات على حدة حوالي 13,000 جنيه إسترليني، وقد أظهرت الأبحاث التي أجريت في جامعة ليدز بأن العلاج يمكن أن يكون فعال للغاية مع بعض المرضى بعد تحقيقه لنتائج رائعة، ولكنه أيضاً لا يعمل مع أي مريض بحسب ما يقول الأستاذ ديفيد جين وهو أستاذ الجراحة والمدير الطبي لمعهد ليدز الوطني للبحوث الخاصة بالرعاية الصحية.
وكشفت التحاليل عن أنه وبوجهٍ عام، فإن ما يزيد عن 55% من المرضي الذين قاموا بتجربة كافة أنواع العلاج الأخرى بإستثناء إجراء عملية جراحية مستفيدين من هذا الإجراء في العلاج، عبر التحفيز العصبي في تسريع مرور المواد من خلال الأمعاء وفق ما يقول الأستاذ جين. ولكن قد يكون آثاراً أخرى تتمثل في زيادة الإحساس بمنطقة الأمعاء للمساعدة في الإفراغ السليم.
ويعاني أغلب الأشخاص من الإمساك في بعض الأوقات، إلا أن حوالي 15% من البالغين يواجهون مشاكل على المدى الطويل مع الأعراض التي يمكن أن تشمل ألم شديد في البطن، والإنتفاخ، والنزيف، فضلاً عن عدم التمتع بحياة طبيعية. وقد تكون هذه الأعراض لمرض السكري أوإضطرابات الغدة الدرقية، ومرض باركنسون أو الحمل، أو حتى بسبب الأدوية مثل المسكنات القوية وأدوية ضغط الدم. وفي حالاتٍ أخرى يمكن أن يحدث من دون سبب واضح.
ولا تزال علاجات التحفيز الأخرى خاضعة للتجربة بما في ذلك ما يسمى التحفيز الكهربائي المتداخل عبر الجلد، والذي ينطوي علي أربع لاصقات يتم وضع إثنين منها على أسفل الظهر بينما اللاصقات الأخرى يتم وضعها على البطن مع عمل كلاهما على التحفيز في ذات الوقت. وقد تم إستخدامه بنجاح على الأطفال الذين يعانون من الإمساك، كما تشير نتائج دراسة تجريبية على البالغين بأنها تعمل أيضاً معهم. ومع إجراء أولى التجارب السريرية في فرنسـا، فقد شدد الأساذ جين على ضرورة العمل أكثر للتوصل إلى مزيد من العلاجات الجديدة لهذه المشكلة الصحية العامة.
أرسل تعليقك