لندن ـ كاتيا حداد
وجدت العديد من الدراسات أن إزعاج دورة النوم والأرق يمكن أن يجعل الناس أكثر عرضة لأمراض مثل مرض السكري، السمنة، اضطرابات الجهاز الهضمي وأمراض القلب، أما الآن، فقد وجدت دراسة أجريت على ما يقرب من 300 متقاعد في انكلترا أن أفضل وقت لمحاربة الانفلونزا يكون على الارجح في الصباح، لأن هذا هو الوقت الذي يكون فيه جهاز المناعة لكبار السن أكثر قدرة على إنتاج الأجسام المضادة للفيروس، حيث أن ساعات الاستيقاظ لها إيقاع معين، الإفطار في الصباح، والعمل خلال النهار، والاسترخاء في المساء يليه النوم، ناتج عن دوران الأرض على مدار 24 ساعة، مما يؤثر في نمط النوم البشري الذي يستمر غالبا في الليل لمدة 7 أو 8 ساعات.
ويعتقد العلماء أنه يمكن إنقاذ ما يصل إلى 2400 شخص من كبار السن إذا أعطيتهم كل أمصال انفلونزا الشتاء قبل الظهر، لأن هذا هو الوقت المناسب حيث أن دفاعات المناعة لديهم تكون في أفضل حالاتها، وهذا دليل آخر على أن التوقيت يمكن أن يكون حاسما بالنسبة لأنشطة معينة، وهذا ما يعرف بالساعة البيولوجية.
ما هي الساعة البيولوجية ولماذا أجسامنا تتبع إيقاعها؟
وتأكد العلماء من أن هناك نوعان من الساعات التي تتحكم في الجسم على مدار الساعة، ومجموعة من حوالي 20 ألف من الخلايا العصبية التي تتأرجح في منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، وترتبط تلك الساعة بشكل معقد مع ضوء النهار من خلال العصب البصري للعين. إنك تستقبل هذه الإشارات من الساعة الداخلية عندما يحن الوقت لتكون مستيقظا أو نائما، كما ترتبط مع مستويات الهرمونات ودرجة حرارة الجسم، التي تتقلب في المقابل على مدى الساعة البيولوجية في اليوم الواحد، ومع ذلك، في الآونة الأخيرة اكتشف العلماء أن الأنسجة الأخرى في الجسم لها ساعات طرفية خاصة، والتي تتأثر بالعوامل البيئية الأخرى. تناول الطعام، على سبيل المثال، يمكنه إعادة عقارب الساعة الطرفية للجهاز الهضمي.
وهناك أدلة واضحة تشير إلى أن ما تفعله لكسب العيش يؤثر بشكل غير مباشر على ساعتك البيولوجية، عمال الورديات الذين يعملون ليلا على سبيل المثال، من المعروف أنهم أكثر عرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية، كما وجدت دراسة واحدة أنهم كانوا 40٪ أكثر عرضة للمعاناة من هذا المرض مقارنة مع العمال الذين يعملون نهارا، إن تغيير دورة النوم والاستيقاظ في الجسم تؤدي إلى فك ربط الساعة البيولوجية في الجسم المركزي بالساعات الطرفية في بقية الجسم، ويتسبب ذلك مثلا عن طريق تناول الطعام في أوقات غير مناسبة على مدى دورة ال24 ساعة، وكما أظهرت الدراسة على المتقاعدين، أن النوم يمكن أن يؤثر أيضا على مستويات النشاط من الدفاعات المناعية.
لذلك ما هو أفضل وقت لتناول الطعام والبقاء في صحة جيدة؟
إن أولئك الذين يتناولون وجبتهم الرئيسية قبل 03:00 فقدوا وزنا أكبر من أولئك الذين أكلوا في وقت لاحق، وهذا يؤكد أن عليك تناول أكبر وجبة لك في ساعات النهار، أما عن الوقت المثالي للنوم فهذا يعتمد على الفرد، حيث أن 8 ساعات من النوم قد لا يكون مناسبا للجميع، فالبعض يفضل البقاء طوال ساعات الليل للكتابة أو التفكير بشكل خلاق، على عكس آخرين مما يحتم عليهم عملهم النوم والاستيقاظ مبكرا.
أرسل تعليقك