الأميرات والدوقات تنافسن على إبراز العراقة والأناقة في جنازة الملكة إليزابيث
آخر تحديث GMT11:52:54
 العرب اليوم -

الأميرات والدوقات تنافسن على إبراز العراقة والأناقة في جنازة الملكة إليزابيث

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الأميرات والدوقات تنافسن على إبراز العراقة والأناقة في جنازة الملكة إليزابيث

أفراد العائلة المالكة البريطانية
لندن - العرب اليوم

وصلت أمس المراسم الملكية لدفن الملكة إليزابيث الثانية المحطة الأخيرة وسط استنفار أمني غير مسبوق وحالة حزن لوَنها أسود قاتم. قبعات واسعة تُخفي الوجوه والمشاعر ومعاطف وفساتين تحمل إرثاً بدأ في عهد الرومان واستقوى في عهد الملكة فيكتوريا متخفياً وراء تصاميم عصرية. المتابع لهذه المراسم يرى مدى الدقة التي تمت بها. كانت بمثابة عملية عسكرية تستمد حركاتها ورسمياتها من عصور اعتقد عديدون أن الحداثة عصفت بها ووارتها إلى كتب التاريخ، إلا أن حبكة لوجيستياتها حولتها إلى سيمفونية تخترق بنغماتها المهيبة الحواس فتنتزع الدموع والإعجاب على حد سواء.

رغم اللون الأسود الذي صبغ يوماً خاصاً بوداع ملكة عشقت الألوان الزاهية وجعلتها ماركتها المسجلة، كانت اللوحة مهيبة في جمعها عراقة التقاليد بأناقة تنافست الأميرات والدوقات على إبرازها رغم أن هذا اللون بالنسبة للمصممين يحتاج منهم إلى جُهد أكبر لإبراز ما يتضمنه من تفاصيل دقيقة. ربما لهذا السبب كان الأسود واحداً من لونين لا تميل إليهما الملكة الراحلة وقلما ظهرت بهما. اللون الثاني هو «البيج»، الذي أسرَت للمؤرخ الملكي، روبرت هاردمان في إحدى المقابلات أنه يجعلها تذوب بين الآخرين «فلا أحد سيعرف من أكون» حسب قولها له. ويشير هاردمان إلى أنها كانت تلبس هذا اللون فقط في حياتها الخاصة وعندما تكون متوارية عن الأنظار بين جدران قصورها.

 كان الأصفر الصارخ والأخضر والأحمر والبرتقالي والأزرق والأرجواني رفاق دربها تتحدى بها موجات الموضة وصرعاتها وتُرسل من خلالها رسائلها الدبلوماسية. ملامحها الهادئة والرزينة كانت كفيلة بالتخفيف من صراخ هذه الألوان. لكن في يوم وداعها، كان لا بد للأسود أن يسود، وهي تعرف ذلك تماماً كونها أكثر من صان هذه التقاليد المتوارثة منذ قرون، واحترمت بروتوكول يتعدى اللون إلى طول الفساتين التي يجب أن تغطي الركبة والجوارب السوداء والقبعات. كان الخيار بالنسبة للرجال واضحاً. بذلات صباحية لا بأس أن تكون بذيل أو بزات عسكرية. الملك تشارلز ارتدى زياً احتفالياً مزيناً بميداليات حاملاً سيفاً بالأحمر والذهبي قدمته له الملكة في عام 2012، بينما ارتدى الأمير إدوارد والأميرة آن والأمير ويليام الزي العسكري مزيناً أيضاً بالميداليات. أما الأميران آندرو وهاري، اللذان لم يعودا من الأفراد العاملين في العائلة الملكية، فقد ارتديا سترتي حداد ولم يقوما بالتحية رغم خدمتهما من قبل في مناطق صراع مثل جزر فوكلاند وأفغانستان.

 الأمر اختلف بالنسبة لنساء العائلة المالكة. فمنذ إعلان القصر عن موت الملكة، وهن يُحضرن أنفسهن لهذا اليوم وكأن ما سبق طوال الأسبوع مجرد بروفات. فصورهن ستتداولها الصحف وتُوثقها كتب التاريخ. وبالفعل لم تُخيب أي منهن الآمال رغم صعوبة هذا اللون في مثل هذه المناسبة. فهو يحتاج من المصممين أن يصبوا فيه الكثير من الإبداع والدقة في التفصيل حتى يكتسب التفرد المطلوب. بيد أن الأمر هنا لم يقتصر على مصممي الأزياء بل أيضاً على مصممي القبعات، الذين كانت العملية بالنسبة لهم سباقاً مع الوقت لتوفيرها بالشكل المطلوب. مصمم القبعات ستيفن جونز مثلاً لم يتوقف عن العمل طوال الأسبوع، حسبما صرح، مشيراً إلى أن مهمته تعدت التصميم إلى تقديم اقتراحات، إن لم نقل نصائح، لبعض الشخصيات من دول أخرى لا تدخل القبعات ضمن ثقافتهم لكن يحرصون على احترام التقاليد الملكية والبروتوكول البريطاني. تنوعت تصاميمها وأضفت على اللوحة في كاتدرائية ويستمنستر بهاء ومهابة، وإن كان لا بد من التنويه بأن أميرة وايلز الحالية، كايت ميدلتون، كانت الأكثر تألقاً بقبعتها الواسعة وخمارها الشفاف الذي غطى كامل وجهها من دون أن تُخفي تخريماته ملامحها الحزينة.

 وإذا كانت القبعات لعبت دوراً مهماً في الصورة أمس، فإن الفساتين كانت الحلقة الأقوى. من جهة لأنها بلونها القاتم، كما قال ماثيو ستوري، أمين المتحف التاريخي للقصور الملكية، جزءاً من ثقافة الحداد الملكية الأوروبية لعدة قرون، كما تعكس تمسك القصر البريطاني بتقاليد تاريخية لم تتأثر بهجمة الجديد على القديم، ومن جهة ثانية لتصاميمها الأنيقة. دوقة ساسيكس، ميغان ماركل، اختارت فستاناً على شكل «كايب» تفوح كل تفاصيله بالعصرية. حملت قفازات طويلة لدى وصولها ثم ارتدتها بعد دخولها الكاتدرائية. في المقابل اختارت أميرة وايلز، كايت، فستاناً كلاسيكياً مستلهماً من تصميم التوكسيدو أو بدلة الصباح عند الصدر وتنورة ببليسيهات عريضة، علماً بأن اختياراتها في الآونة الأخيرة تنم عن رغبة في فرض قوتها إما من خلال التفصيل الصارم أو الأكتاف المحددة. لكن الاثنتان اختارتا مجوهرات من اللؤلؤ أهدتها لهما الملكة في مناسبات مهمة من حياتهما، لإضفاء بعض البريق على مظهر قاتم، وأيضاً تحية لملكة أتقنت استعمال مجوهراتها لإرسال رسائل خاصة أو سياسية لا يمكنها الإفصاح عنها بلسانها.

 اختيار ميغان ماركل كالعادة، بما في ذلك عدم ارتدائها للقفازات لدى حضورها، يكشف عن رغبة دفينة في الاختلاف لكي تعكس صورة عصرية، لكن البروتوكول الذي أرسته الملكة فكتوريا كان لها بالمرصاد. فقد فشلت هذه المرة في سرقة الأضواء من المناسبة كما فشلت الملكة الأم قبلها في إلحاق أي تغيير بهذا البروتوكول الصارم. ففي عام 1938 حاولت هذه الأخيرة استبدال الأسود بالأبيض، حين ارتدت فستاناً أبيض من تصميم نورمان هارتنل بعد وفاة والدتها وجدة الملكة إليزابيث الثانية، كونتيسة ستراثمور. باءت محاولتها بالفشل وظلت التقاليد كما أرستها فكتوريا صامدة وعريقة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الملكة رانيا بكامل أناقتها في جنازة الملكة إليزابيث الثانية

أسبوع الموضة في لندن يُكرم الملكة إليزابيث ويعلق حفلات اليوم لوداعها

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأميرات والدوقات تنافسن على إبراز العراقة والأناقة في جنازة الملكة إليزابيث الأميرات والدوقات تنافسن على إبراز العراقة والأناقة في جنازة الملكة إليزابيث



الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ العرب اليوم

GMT 21:28 2024 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله
 العرب اليوم - ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله

GMT 21:28 2024 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله

GMT 08:12 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو

GMT 07:05 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

اليابان تستعيد الاتصال بالوحدة القمرية SLIM

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

النفط يهبط 1% مع زيادة مخزونات الخام الأميركية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab