فيلما امرأة عذبة ونحو التلاشي يحقّقان نجاحًا كبيرًا في كان
آخر تحديث GMT12:46:00
 العرب اليوم -

العملان تشويقيان وينتميان إلى السينما السياسية الشعبية

فيلما "امرأة عذبة" و"نحو التلاشي" يحقّقان نجاحًا كبيرًا في "كان"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فيلما "امرأة عذبة" و"نحو التلاشي" يحقّقان نجاحًا كبيرًا في "كان"

سيرغي لوزنيتسا مخرج فيلم "امرأة عذبة"
باريس – العرب اليوم

عرض مهرجان "كان" فيلميْن اعتُبرا عملين كبيرين ونالا تصفيقا حادّا ودخلا في حيّز التكهنات، الأول هو الروسي "امرأة عذبة" من إخراج سيرغي لوزنيتسا، والثاني "نحو التلاشي" من إخراج فاتح آكين، وكان من الممكن في ظروف أخرى أن يُعتبرا سينما جيدة فحسب، لكنهما هنا، وفي سياق الخيبات العامة التي ميّزت معظم عروض هذه الدورة، اعتُبرا عملين مهمين وأصبحا مرشحين لجائزة أفضل فيلم.

ويختلف الفيلمان إلى حدّ بعيد في النوع الذي ينتمي إليه كلّ منهما، وفي لغتي صاحبيهما السينمائيتين، ولكنهما يشتركان في عدد لا بأس به من الأمور، وعلى رأس هذه كونهما كُتبا انطلاقا من إسناد البطولة إلى امرأة، وهو كما نعرف، أمر نادر في سينما اليوم، خاصة أن هذا الأمر لا علاقة له هنا بأي قضية نسوية أو بحكاية غرام، بل وفي الفيلمين امرأة جُرحت بفعل ظروف خارجة عن إرادتها، سياسية على الأرجح: امرأة لوزنيتسا اختفى زوجها من دون أن تعرف أين هو، مفترضة فقط أنه معتقل في سجن، فتبدأ رحلة كافكاوية باحثة عنه، أما امرأة آكين فألمانية قتل النازيون الجدد في هامبورغ زوجها الكردي التركي وطفلهما، فتبدأ رحلة الانتقام له، أولا متكلة على عدالة القضاء واصلة، بعد إخفاق هذا في الثأر لها، إلى السعي للانتقام بنفسها. الأولى تصل في رحلتها العجيبة إلى السجن لكنها لن تعثر على الزوج فتدفع الثمن غاليا، أما الثانية فتحقق انتقامها، لكنها بدورها تدفع الثمن. الأولى تدفع رغماً عنها، بينما تدفع الثانية بملء إرادتها.

العملان في نهاية الأمر تشويقيان، وربما ينتميان بشكل أو بآخر إلى السينما السياسية الشعبية، ولكن في ما لا يخفي آكين أنه في فيلمه استوحى ابتكارات كوستا غافراس، يخوض لوزنيتسا نوعا من سينما مقلقة حبلى بالمفاجآت، تبدأ على شكل حكاية كافكاوية، لتنتهي في مشهد طويل ربما أكثر مما يجب، على شكل أمثولة بريختية، قبل أن يغوص الفيلم في مشهد مرعب وعنيف يقول لنا شيئاً عن "ديمقراطية" ما بعد انهيار الشيوعية، في روسيا تحديدا.

من ناحيته، يبدو "نحو التلاشي" أكثر وضوحا بكثير، وربما أكثر خطية، في متابعته، لحظة بلحظة، كما حال الفيلم الآخر، مسارَ المرأة، وهي هنا كاتيا، التي تلعب دورها بأداء رائع ديان كروغر عاملة للمرة الأولى في فيلم ألماني، مع أنها هي أصلا ألمانية مثلت حتى الآن في العديد من الأفلام الأميركية والفرنسية. ومن المحتمل أن تنافس كروغر على "أفضل ممثلة"، فازيلينا ماكوفتسيفا التي لن نعرف لها اسما في "امرأة عذبة" لكننا لن نكون قادرين، ولزمن طويل، على نسيان وجهها في شتى حالاته وهي تتنقل كالغريبة بين الأماكن باحثة عن مصير زوجها، مختلطة بشتى أنواع البشر والحزن واليأس في عالم اليوم.

مهما يكن من أمر، وإن كان الفيلمان معا ينتميان بقوة إلى عالم اليوم وراهنيته وانسحاق الفرد فيه أمام صعود الفاشيات الجديدة، سواء كانت فاشيات شعبوية أو سلطوية، فإن ما يميز فيلم آكين، كونه يضيء بقوة على واقع ألماني يشهد منذ زمن اغتيال النازيين الجدد مقيمين أتراكا وأكرادا، حيث يقدم حتى هؤلاء النازيون هنا بشرا عاديين، ما يجعل خطرهم بالتالي أكثر إثارة للرعب. وانطلق آكين من حوادث حقيقية شهدها في أحياء مجاورة لمنطقة سكنه في ألمانيا، حيث يعيش ويعمل، وهو التركي الأصل، في انتماء واضح إلى سينماها، محققا أفلاما يزداد أكثر فأكثر اهتمامه فيها بقضايا أبناء جلدته، مع حرص تام على أن لا ينهل من أيديولوجية الأسود والأبيض.

ففي فيلمه، في نهاية الأمر، ليس الزوج التركي المقتول ملاكا، والأب الألماني الذي يشهد ضد ابنه النازيّ في المحكمة، يقدم تعازيه واعتذاره للأرملة البائسة واشيا بابنه.​

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلما امرأة عذبة ونحو التلاشي يحقّقان نجاحًا كبيرًا في كان فيلما امرأة عذبة ونحو التلاشي يحقّقان نجاحًا كبيرًا في كان



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 05:56 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

تدمير التاريخ

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 17:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يحاول استعادة بلدات في حماة

GMT 06:19 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

اللا نصر واللا هزيمة فى حرب لبنان!

GMT 02:32 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا تعلن عن طرح عملة جديدة يبدأ التداول بها في 2025

GMT 08:33 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي

GMT 20:57 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يؤكد موقف الإمارات الداعم لسوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab