منذ مائة عام، تغير فهمنا لمصر القديمة إلى الأبد عندما عثر على قبر الملك توت عنخ آمون في 4 نوفمبر 1922، في وادي الملوك.
ولد توت عنخ آمون حوالي عام 1305 قبل الميلاد، وحكم مصر لمدة 10 سنوات فقط. ومع ذلك، كان قبره غنيا بثروات لم يسبق لها مثيل.
ويعد افتتاننا بالمومياوات أمرا مفهوما. إن التحديق في وجه ملك مصري من عصور ما قبل التاريخ يجعل هؤلاء الحكام المهيبين يبدون أكثر واقعية.
كما أن اكتشاف توت عنخ آمون في مثواه الأصلي، مكتملا بجميع ممتلكاته، يجعلنا نشعر بالارتباط بالماضي البدائي.
وغالبا ما تطغى الشائعات المثيرة التي تحيط باكتشاف قبره على الدراسات التي أجريت على حياة توت عنخ آمون، مثل همسات لعنة مستمرة.
لكن إذا سمحنا للقيل والقال بأن يقف في طريق رؤية توت عنخ آمون، فسنفوت الفرصة.
1. موت توت عنخ آمون لا يزال لغزا
من الصعب معرفة سبب وفاة شخص عاش منذ زمن طويل. توت عنخ آمون ليس استثناء.
عاش الناس في مصر القديمة حياة أقصر لأنه لم يكن لديهم الرعاية الصحية نفسها التي نتمتع بها. لكن توت عنخ آمون توفي عن عمر يناهز 19 عاما، وهو ما كان صغيرا حتى بالنسبة لمصر القديمة.
وفي الآونة الأخيرة، أظهرت الدراسات التي أجريت باستخدام الأشعة السينية والأشعة المقطعية واختبار الحمض النووي أن توت عنخ آمون مصاب بالملاريا، إلى جانب بعض الحالات الطبية الأخرى مثل الحنك المشقوق. كما كسرت ساقه قبل وفاته بقليل.
وتساعدنا هذه المعلومات في تكوين صورة عن صحة توت عنخ آمون قبل وفاته. لا يخبرنا بالضبط كيف مات، إلا أنه لا توجد علامة على مقتله.
2. دفن بالورود
عندما فتحت مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، كان يرتدي طوقا مصنوعا من الزهور. وكانت في حالة جيدة لأنها كانت محكمة داخل التابوت.
وتم العثور على باقات الجنازة في مومياوات أخرى. لكن هذا هو الدفن الملكي الوحيد حيث تم العثور على جميع الزهور تماما كما تركها المعزين المصريون القدماء.
وكانت الأزهار مهمة للمصريين القدماء، الذين رسموا صورا لحدائق الزهور على جدران مقابرهم.
وتظهر الدراسات التي أجريت على الأزهار والفواكه المستخدمة في الطوق أن توت عنخ آمون دفن بين منتصف مارس وأواخر أبريل. ويستغرق تحضير جسده للدفن 70 يوما، ما يعني أن توت عنخ آمون مات على الأرجح في فصل الشتاء.
3. الحفاظ على مظهر توت عنخ آمون بتقنيات خاصة
اتبع قدماء المصريين "وصفة" عندما قاموا بتحنيط شخص ما. وبعد إزالة الدماغ والأعضاء الداخلية، تم استخدام ملح يسمى النطرون لتجفيف الجسم. وأنتج هذا مومياء يمكنها البقاء على قيد الحياة لآلاف السنين ولكن كان لها مظهر منكمش وهزيل.
واعتقد المصريون القدماء أن الروح بحاجة إلى العودة إلى جسدها لتوجد في الحياة الآخرة، لكن كان عليها أن تكون قادرة على التعرف على جسدها.
إقرأ المزيد
اكتشاف مقابر تعود للعصر الحجري الحديث في شمال غرب الصين
اكتشاف مقابر تعود للعصر الحجري الحديث في شمال غرب الصين
لذلك، لجعل وجهه يبدو أكثر واقعية، تم دفع مواد مثل الراتينج تحت جلد وجه توت عنخ آمون لتثبيته.
وحتى وقت قريب، كان يُفترض أن توت عنخ آمون قد تم تحنيطه بسرعة وبطريقة سيئة لأنه مات فجأة.
لكن أحدث فحوصات التصوير المقطعي المحوسب تظهر أن هذا غير صحيح. كان تغليف الوجه يستغرق وقتا ومهارة.
4. توت عنخ آمون مع رفقة في رحلته إلى الآخرة
من الصعب الهروب من الصورة الذهنية لتوت عنخ آمون راقدا في قبره في عزلة رائعة. ومع ذلك، لم يكن الشخص الوحيد المدفون في القبر.
وتم العثور على نعشين صغيرين في صندوق خشبي بخزينة المقبرة.
وأظهرت دراسة نُشرت في عام 2011 أن هذه التوابيت تحتوي على جنينين.
ومن النادر العثور على جنين محنط. وقام المصريون القدماء بتحنيط بعض الأطفال ولكن حتى هذا كان غير شائع.
5. لم تكن الشهرة دائما لطيفة مع توت عنخ آمون
كما يشهد العديد من مشاهيرنا اليوم، فإن الشهرة ليست جيدة دائما لك. وهذا بالتأكيد هو حال توت عنخ آمون، الذي جلبت شهرته دراسة علمية مفرطة وألحقت أضرارا بجسده.
ومن المحتمل أن يكون توت عنخ آمون أكثر المومياء دراسة في العالم، مع استثناء محتمل لـ Otzi the Iceman.
وأظهرت أحدث الدراسات التي أجريت على توت عنخ آمون باستخدام الأشعة المقطعية المتطورة أن جسده لم يعد سليما أو حتى مكتملا.
وتمت الدراسة الأولى في عام 1925، بعد وقت قصير من اكتشافه. وفي حرصهم على رؤية توت عنخ آمون نفسه، قام علماء التشريح الذين درسوه بإزالته بالقوة من نعشه لأنه كان عالقا به بالراتنج. وأدت المعاملة القاسية إلى فصل أطرافه ورأسه عن جذعه.
ويعد توت عنخ آمون المومياء الملكية الوحيدة التي بقيت في مقبرته في مصر. وفي مرحلة ما، ربما خلال الحرب العالمية الثانية، دخل قبره مرة أخرى شخص أو أشخاص مجهولون.
وقطعت بعض ضلوع توت عنخ آمون أثناء البحث عن التمائم أو المجوهرات.
وساعدنا العلم في فهم المزيد عن صحة وحياة واستعداد توت عنخ آمون للحياة الآخرة. إرثه ليس مجرد دراسة لحياته الشخصية. إنه سجل يوضح كيف يغذي العلم انبهارنا بالملك الصبي.
يذكر أن التقرير أُعدّ بمشاركة جينيفر ميتكالف، محاضرة في علم المصريات الطبية الحيوية، جامعة مانشستر.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك