في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه
آخر تحديث GMT10:04:32
 العرب اليوم -

في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه

الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير هاني مظهر
لندن - زكي شهاب

تشهد العاصمة البريطانية  يوم الأحد المقبل في الواحد والعشرين من  الشهر الجاري معرضاً  أختار ذووه ليكون مناسبة لتخليد ذكرى مرور عام على رحيله بحضور أصدقاء وأهل ومحبّين لفنّه الذي يبدو واضحاً لكل من شاهد لوحاته ،  أنها   تبدو  أكثر عمقاً سواء لمتتبعي خطوطه السوداء والبيضاء أو المزركشة .في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه
ريشة هاني مظهر الفنان التشكيلي العراقي ورسّام الكاريكتير التي كانت تنشر في صحيفة الحياة اللندنية كانت  ساطعة  في تفجير مزيج  من الالوان الصارخة التي كان يستخدمها.أما العيون لنسائه فكانت تبوح بحزنه المتخّفي، و خيباته في الحب والاوطان التي تستوطنها، ومع ذلك لا يلبث ان يتوالد للمتأمل فيها ان يعشق شرارات الفرح التي كانت توزّعها على الناظرين  .
حازمة نظرته لذاته، ولإرتدادات  اللون عليه، لا يخجل من صخبها،و يعيد البنفسجي الى وروده والأحمر الى ارجوانيته، يسعى لتتويجها بعد ان تقترب من الاكتمال تحت ناظريه.مسيرة شاقة في توليد تشكيلاته، تحدث عنها مراراً،ينبثق الحلم بسرعة البرق، تتلوى الألوان قبل أن ترتاح وتصبح حرة كما اراد ان يكون، خارج كل تصنيف اولقب، يرتقي للانسانية دون سواها.
لم يخف هاني مظهر إبتعاده عن صراع الهوية، قال مراراً " إنه وليد التجارب التي قادته الى ما وصل اليه من عالمية ، منذ مغادرته بغداد عام ١٩٧٩ ثم الى المغرب فالكويت قبل لندن التي أصبحت مقره، فيما كانت لوحاته دورية  في المعارض الأوروبية والعربية العديدة ،بل حتى والآسيوية التي كانت طوكيو مسرحها  .
تخرج الوجوه والاشجار والعصافير من لوحاته بفرح ممزوج بالالم.يتأملها ، يبتعد عنها ، ليعيد تشكيلها، كأننا بتلك اللوحات نتتبع تعرجات ارتحاله الذي طال.خبّأ أحزانه خلف تلك التجاعيد التي تراكمت وسكنت فيه، لكنها لم تنل من عزيمته على التجديد.في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه
 كان هاني مظهر بين قلّة ، يستهويها التجديد ، و لا تركن لمماشاة السائد او نيل رضى الحكّام .بل كان يجاهر بأنه ينشد الجمال في فنه ولا يحملّه شعارات او قضايا، كان مسيساً كارهاً للسياسة وتحزباتها التي تضيّق حرية الفرد وتصنّف الفنون طبقاً لأهوائها ومصالحها.
إستعادة كلماته اليوم تجعل صوته أقرب، كأننا في هذه اللحظات نمّر على مسيرة آلامه المكتومة،صوته المتعب يخرج صادحاً،يده عالقة هنا ، تمزج لوناً، تحز ريشتها بوجه تفضح عيباً وتكشف نتوءات في عورات مجتمعاتنا.
هل رحل هاني مظهر؟ نراه خلف اللوحة مبتسماً،تلك اللوحات تغطّي جماد الجدران في قاعة يحتشد فيها محبّوه ، يلقون عليه التحية، يحتفظون ببعض اثره بإقتناء بعضها، بجعله اقرب اليهم، يمرون قربه في صورته الأخيرة ، ملوحاً بالوداع ، كأنه في تلك اليد الممدودة لشريكة عمره في ايامه الاخيرة كان يلم جناحيه متأهباً لسفره الطويل، كعصفوره الذي سكن عالم لوحاته منذ ان سكب خربشاته الاولى على القماش،  وهو فتى يافعاً في الصفوف الابتدائية.في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه

 

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الفنان هاني مظهر يرسم شجرة العاشق داخل غاليري دن في الكويت

 

الفنان هاني مظهر يرسم شجرة العاشق داخل غاليري في الكويت

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه في ذكرى رحيله ريشة هاني مظهر أبدعت في مزج الألوان و نجحت في إخفاء أحزانه



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab