بغداد ـ نجلاء الطائي
أعرب الجانب الروسي عن استعداده لإرسال وفد فني متخصص إلى مدينة النمرود، والحضر، ونينوى، لتقدير حجم الأضرار التي لحقت بالمواقع الأثرية، والقيام بمسح كامل، لمعرفة إمكانية تحديد الأضرار، وتقديم دراسة متكاملة لإعادة بناء ما يمكن، وإعادة تأهيله، لاسيما أن الجانب الروسي له تجربة مماثلة في سورية.
جاء ذلك استجابة للنداء الذي وجهه وزير الثقافة والسياحة والآثار، فرياد رواندزي، أثناء الجلسة الحوارية، في المنتدى الثقافي الخامس حول الإرث الثقافي في مناطق النزاع المسلح، الذي عقد الجمعة، في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية.
وفي سياق ذي صلة، التقى "رواندزي" مع مدير عام متحف "أرميتاج" الروسي، الدكتور ميخائيل بيوتروفسكي، واتفق الجانبان على توقيع اتفاقية تعاون مشترك، بين المتحف الوطني العراقي، ومتحف "أرميتاج". وتقرر أن يتبادل الجانبان النسخة الأولية لتلك الاتفاقية، لدراستها، ومن ثم التوقيع عليها.
ويأتي استعداد الجانب الروسي لزيارة المواقع الأثرية، المتضررة من جراء العمليات الحربية، وكذلك الاتفاق المبدئي للتوقيع على اتفاقية للتعاون بين المتحف الوطني ومتحف "أرميتاج"، في إطار زيارة وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي إلى مدينة سانت بطرسبرغ، للمشاركة في المنتدى الثقافي الخامس، الذي تقيمه وزارة الثقافة الروسية سنويًا.
وركزت المباحثات على العلاقات الثنائية بين الوزارة والمتحف من جانب، وبين المتحف الوطني العراقي ومتحف "أرميتاج" من جانب آخر، إذ أبدى مدير المتحف "بيوتروفسكي" استعداده لإقامة يوم المتحف الوطني العراقي في أروقة "أرميتاج"، وإقامة "يوم أرميتاج" في المتحف الوطني في بغداد. وأعرب عن حزنه للأخبار الواردة من الموصل، حول تعرض مدنها ومواقعها للتدمير والسرقة، من قبل تنظيم "داعش".
وتركز الحديث على كيفية تعاون العراق وروسيا لمحاربة السرقة، والاتجار غير المشروع في الآثار العراقية. وبشأن تدريب الكادر الأثري الفني العراقي، أعرب مدير متحف "أرميتاج" عن استعداده للعمل من أجل تدريب الكادر العراقي، بعد توقيع الاتفاقية الثنائية بين الجانبين، وفي النهاية تبادل الجانبين الهدايا التذكارية.
والجدير بالذكر ان مدير متحف "أرميتاج" يجيد اللغة العربية، وقد خلف والده في إدارة المتحف، الذي يعد واحدًا من أكبر المتاحف في العالم، ويضم ثلاثة ملايين تحف فنية (لا تعرض مرة واحدة).
وفي الشأن ذاته، قامت جامعة "كافيسكوري" الإيطالية، في فينسيا، بتجهيز المتحف العراقي بقاعدة حديثة لتثبيت "رأس الوركاء"، مع طريقة عرض جديدة، تتيح للزائر مشاهدة القطعة من جميع الجهات، وكان وكيل وزير الثقافة لشؤون السياحة والآثار، قيس حسين رشيد، في استقبال السفير الإيطالي ماركو كارفيلوس، الذي حضر الفعالية، ثم وضع الوكيل "رأس الوركاء" في مكانه، وعلى قاعدته الجديدة، بحضور جمع من الفنيين والجمهور. ويعد رأس الوركاء أحد القطع المميزة في المتحف العراقي، وهو معروض في "القاعة السومرية".
أرسل تعليقك