فنانة تمنح فتيات ضحايا العنف فرصة لإخفاء ندوبهن بالوشم
آخر تحديث GMT09:44:31
 العرب اليوم -
أخر الأخبار

أوضحت أنها لا تستطيع أن تتبرع بما يكفي من المال لهن

فنانة تمنح فتيات ضحايا العنف فرصة لإخفاء ندوبهن بالوشم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فنانة تمنح فتيات ضحايا العنف فرصة لإخفاء ندوبهن بالوشم

الوشم "شتيشجبيت"
برلين ـ جورج كرم

أطلقت بيجي ميكش (24 عاماً) المالكة لاستوديو الوشم "شتيشجبيت"، مشروعها أخيرًا لتمنح الشابات، اللاتي عانين من العنف، فرصة أن يخفين ندوبهن بالوشم. وتريد ميكش العمل مع الجمعيات التي سوف تجعلها على اتصال بالضحايا، وذلك حسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.

من زبوناتها، ليزا رينر التي تحمل ندبات نتيجة لسنوات من إيذاء النفس. ولكن اليوم، سوف تقوم بتغطيتها بوشم من الزهور زاهية الألوان، والكلمات التي لها معنى خاص بالنسبة لها. وليزا رينر ليس اسمها الحقيقي، وهي لا تريد أن ترى اسمها الحقيقي منشوراً في الصحف. وتبلغ رينر من العمر 20 عاماً، لكنها تبدو أصغر سنا بينما تستلقي على كرسي فنانة رسم الوشم في مدينة لايبتسيج الألمانية، وهي ترتدي قميصا عليه صورة لكتاب هزلي في واجهة القميص.

وكانت تمسك بلعبتين لينتين وناعمتي الملمس، ولهما عيون مفتوحة واسعة مستديرة وكبيرة، وقالت إنها تصطحبهما دائماً معها تحسباً للحظات التي يطغى عليها فيها الشعور بالقلق. وكانت على وشك رسم وشم لها بواسطة ميكش وقالت: "يجب أن أقول إن ذراعي لا يبدو في صورة جميلة".

وردت ميكش، وهي ذات شعر بألوان قوس قزح، وثقوب في شفتيها والأنف، بينما بدأت في استخدام معداتها، قائلة: "سوف يكون ذراعك جميلا". وحصلت رينر على رسم زهور أرجوانية اللون على ساعدها الأيمن، وسوف تكون أوراقها متشابكة حول عبارات تقول: "انتهى الكرب والغم والألم، واخلدي للنوم جيداً يا أمي الحبيبة»، و«عندما تكون قوتكم قد خارت، فإن التخلص من الهموم والأعباء رحمة". هذه الكلمات كانت مهداة لأجدادها.

وذكرت رينر، بينما اختلست فترة راحة لتدخين سيجارة أمام الاستوديو: "هذه هي الطريقة التي أريد أن أقول من خلالها وداعاً لهم". وقد توفي جدها لوالدها منذ عدة سنوات، ولكن جدتها، أهم شخص في حياتها، توفيت فقط في وقت سابق من هذا العام. وكانت الزهور الأرجوانية هي المفضلة لديها. وعانت رينر من كل أنواع العنف خلال حياتها القصيرة، على يد والدتها وصديقها السابق. وفي الآونة الأخيرة، كانت تعيش في ملجأ للنساء.

وأعلنت ميكش عن مشروعها "الوشم ضد العنف" أخيرًا، وكانت رينر هي عميلتها الثانية فقط. ولكنها تريد توسيع نطاق المشروع وتتطلع إلى العمل مع الجمعيات التي سوف تجعلها على اتصال بالضحايا. وهدفها هو رسم الوشم لنحو امرأتين إلى ثلاث في الشهر. والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا تفعل ذلك؟ فكان جوابها: «لأن من المهم بالنسبة لي أن أنخرط في الأنشطة المجتمعية». وقالت إنها لا تستطيع أن تتبرع بما يكفي من المال لإحداث فرق حقيقي، ولكنها يمكن أن تقدم الوشم مجاناً. فبعد جلسة معها، بدلا من أن تضطر النساء إلى النظر إلى ندوبهن، يمكن أن ينظرن إلى شيء جميل.

وذكرت ميكش، التي عانت هي أيضا من الاكتئاب في الماضي، إن «الأمر يتعلق بمنحهن شجاعة وقوة جديدة». وميكش ليست أول شخص طرح الفكرة. ففي مدينة كوريتيبا البرازيلية، تزين فلافيا كارفالهو ندوب الناس، وفي مدينة أوفا الروسية هناك أيضا فنان رسم الوشم الذي يساعد ضحايا العنف المنزلي على محو أي آثار بدنية تذكرهم بذلك.

ما هي التداعيات البدنية للوشم على الندوب؟ أجاب كريستيان لورين، طبيب الأمراض الجلدية في مدينة كارلسروه جنوب غربي ألمانيا: «ليس هناك ما يدعو في طب الأمراض الجلدية للقول إنه ليست هناك تداعيات». وتنطبق المخاطر نفسها على الوشم على الجلد الخالي من العيوب، بما في ذلك، على سبيل المثال، الحساسية بالنسبة للأصباغ المستخدمة.

ومع ذلك، ليس كل ندبة يمكن تغطيتها بوشم. وقالت ميا زيلكه كنوب، نائبة رئيس الجمعية الألمانية لفناني رسم الوشم، إن أولئك الذين عانوا من إصابات أكثر خطورة يجب أن ينتظروا عاما على الأقل، قبل أن يتم رسم وشم على ندوبهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن واحدة من كل 5 ندبات لا يمكن تغطيتها بوشم لأنها سميكة جدا، أو لأن الأنسجة قد التأمت على نحو لا يسمح بتطبيق تصميم الوشم المرغوب فيه. وأضافت كنوب، التي تملك استوديو لرسم الوشم في ترير، بالقرب من الحدود الألمانية مع لوكسمبورج، إنه عندما يتم رسم الوشم، فإن الألوان تبدو ثخينة لأن الدهون التي تحت الجلد لم تعد موجودة هناك. ولكن الخطوط يمكن أن تبدأ في الظهور مع مرور الوقت. وتابعت كنوب، أنها «ليست بالجودة نفسها عندما يتم رسمها على جلد خال من العيوب».

وتابعت أن العملاء الذين يرغبون في تغطية الندوب، سواء كانوا ضحايا للعنف أو النساء اللاتي ربما فقدن أحد أو كلا الثديين بعد عمليات السرطان، كثيرون. وقال الطبيب النفسي نوربرت كروجر، الذي يعالج ضحايا العنف في برلين، إن الوشم لا يمكن أن يكون عوضاً عن العلاج. «قد يعطي ذلك الثقة بالنفس، ولكن في نهاية المطاف هو إجراء يعالج عرضا من الأعراض». وأضاف أنه مع ذلك قد يساعد رسم الوشم الناس الذين يعتقدون أن ندوبهم تجعل الآخرين يحدقون النظر إليهم. وبعد أسابيع قليلة من الوشم بالزهور الأرجوانية، لا تزال ليزا رينر سعيدة للغاية بها. وقالت، إن «الوشم يغطي الندوب». وتابعت: «أنا أنظر إليه طوال وقت، ويذكرني بجدتي. وهناك أيام يكون فيها النظر إلى ذراعي أكثر إيلاما من نظرة الآخرين، ولكن أعتقد أن هذا أمر طبيعي».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنانة تمنح فتيات ضحايا العنف فرصة لإخفاء ندوبهن بالوشم فنانة تمنح فتيات ضحايا العنف فرصة لإخفاء ندوبهن بالوشم



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 06:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:44 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود حميدة يكشف سرّاً عن مشاركته في "موعد مع الماضي"
 العرب اليوم - محمود حميدة يكشف سرّاً عن مشاركته في "موعد مع الماضي"

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 09:36 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 07:54 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab