متاحف مصرية تروّج لمقتنياتها ومعالمها عبر استعمال فنّ الحكي الأثري
آخر تحديث GMT10:39:05
 العرب اليوم -

تستعين بمؤثرات صوتية وبصرية طبيعية لإثارة حماس الجمهور

متاحف مصرية تروّج لمقتنياتها ومعالمها عبر استعمال فنّ "الحكي الأثري"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - متاحف مصرية تروّج لمقتنياتها ومعالمها عبر استعمال فنّ "الحكي الأثري"

جانب من ورشة حكي للأطفال في أحد المتاحف المصرية
القاهرة _ العرب اليوم

الحضور الجديد لفن "الحكي" في أروقة المتاحف المصرية وساحات المساجد التاريخية والمناطق الأثرية ارتبط في بدايته بمحاولات الحفاظ على هذا النوع من الفنون التراثية النادرة، ونقله إلى الأجيال الجديدة، غير أن هذه المحاولات سرعان ما أدت إلى ميلاد شكل جديد من فن تاريخي يتمتع بسحر خاص أُطلق عليه فن "الحكي الأثري"، ويستوحي مفرداته الفنية وأدواته من فن الحكي التراثي الذي يُعد أحد أشهر الفنون الشعبية الشفهية.

واتجهت المتاحف المصرية أخيرًا إلى توظيف المكانة التاريخية لفن "الحكي" في الترويج لمقتنياتها وللمعالم الأثرية المختلفة واستبدال السيَر التاريخية المعروفة التي ألهمت الشعراء، وأثارت حماس الجمهور لأجيال متعاقبة، مثل أدهم الشرقاوي وأبو زيد الهلالي، لتحل محلها شخصيات تاريخية ارتبطت بالمعالم الأثرية والتراثية ومقتنيات المتاحف، ليصبح فن "الحكي الأثري" بسحره الذي يجذب معظم فئات المجتمع وسيلة جديدة للترويج لمقتنيات المتاحف والمعالم الأثرية ونشر الوعي الأثري، والتعريف بالتاريخ والتراث من خلال سرد القصص والحكايات التاريخية برؤية جديدة تعتمد على عنصر التشويق الذي يعد أحد مفردات فن "الحكي".

وأدى الإقبال الجماهيري وتفاعل فئات متنوعة خاصة الشباب والأطفال إلى تحول ورش "الحكي الأثري" إلى ضيف دائم في فعاليات وأنشطة المتاحف كافة، وبرز إلى الساحة جيل جديد من الحكائين الشباب يعملون على صياغة الحكايات التاريخية المرتبطة بالمعالم الأثرية، وروايتها بطريقة مبسطة تناسب الجمهور الجديد.

و"شهد فن الحكي الأثري نموًا لافتًا خلال السنوات الماضية" وفق الدكتورة هبة عبد العزيز، مفتش الآثار بإدارة الوعي الأثري والتواصل المجتمعي بوزارة السياحة والآثار، التي تقول لـ"الشرق الأوسط"، إن "ورش الحكي أصبحت موجودة دائمًا في كل الأنشطة والفعاليات الأثرية والفنية، وقد بدأت الفكرة باتجاه الحفاظ على هذا الفن التراثي، لكنها سرعان ما تطورت إلى شكل فني جديد يساهم في الترويج للمعالم الأثرية من خلال رواية القصص التاريخية بطريقة بسيطة ومشوقة تجذب جميع الأعمار والفئات".

وتستخدم ورش "الحكي الأثري" مفردات الأماكن الأثرية ومقتنياتها كمؤثرات صوتية وبصرية تمتزج مع الحكاية، حيث تنساب الكلمات في فضاء تراثي يُعزز التشويق ويثير خيال الجمهور.

صياغة الحكاية الأثرية يجب أن تكون مناسبة لعمر الجمهور المستهدف؛ ففي ورش الأطفال تكون الحكايات أكثر بساطة ولا تتضمن الكثير من المعلومات التاريخية، على عكس ورش الشباب أو الكبار، لكن يظل عنصر التشويق قاسمًا مشتركًا في كل الحكايات، بحسب تعبير الباحثة الأثرية الشابة رنا إيهاب، والتي تضيف لـ"الشرق الأوسط"، "تنقسم أي قصة خلال سردها إلى ثلاثة محاور رئيسية، هي البداية، والقمة أو العقدة، ثم الحل التدريجي في نهايتها".

القطع الأثرية النادرة حتى وإن كانت صغيرة لا تخلو من القصص الشيقة، وفق الدكتورة هبة عبد العزيز، التي تؤكد على "أنه تتم الاستعانة بهذه القطع خلال نسج القصص، لإضفاء أجواء من الواقعية لإثارة خيال الجمهور، وفي ورش الحكي الخاصة بالأطفال نطلب منهم قبل أو بعد سرد القصة أن يقوموا برسم ما يريدونه حول الحكاية أو المقتنيات، وفي البنايات الأثرية نستخدم المؤثرات الصوتية والبصرية الطبيعية من المكان، فيمكننا أن نستخدم صوت الآذان في مسجد تاريخي، أو صوت الريح داخل إحدى الساحات؛ فالأمر يعتمد على ضبط توقيت السرد مع هذه المؤثرات".

وتقوم الكثير من المتاحف المصرية، بينها متحف الفن الإسلامي والمتحف المصري بميدان التحرير "وسط القاهرة" بإصدار قصص "حكي أثري" مطبوعة للأطفال يتم توزيعها مجانًا خلال هذه الورش، وتتضمن القصص حكايات شيّقة حول شخصيات تاريخية من عصور مختلفة، أو قضايا تعبّر عن شكل الحياة في حقبة زمنية بعينها.

وأصدر المتحف المصري بميدان التحرير خلال الفترة الماضية الكثير من القصص التي تسلط الضوء على جوانب مختلفة للحياة خلال عصر الفراعنة، منها قصص تتعرض لفن التحنيط، والكتابة والتعليم والزراعة، والأمومة والأسرة في العصر الفرعوني، إضافة إلى القصص التي تتناول حياة ملكات وملوك الدولة الفرعونية.

وهو ما تعتبره صباح عبد الرزاق، مدير عام المتحف المصري، "وسيلة فعالة لنشر الوعي الأثري والتعريف بالتاريخ، خصوصًا بين الأطفال والشباب"، وتقول لـ"الشرق الأوسط"، "خلال بعض الجولات يطلق الباحثون الأثريون مؤثرات صوتية وبصرية كثيرة خلال صياغة الحكاية، فمثلا في ورشة (حكي) عن الزراعة في مصر القديمة نسمع أصوات الطيور خلال السرد ونشاهد القطع الأثرية الخاصة بها".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

جهود كبيرة لهيئة الثقافة والفنون في دبي لتعزيز حضور المتاحف التخصصية

تعرف على أفضل المتاحف التي يمكنك زيارتها في سلطنة عمان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متاحف مصرية تروّج لمقتنياتها ومعالمها عبر استعمال فنّ الحكي الأثري متاحف مصرية تروّج لمقتنياتها ومعالمها عبر استعمال فنّ الحكي الأثري



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 02:58 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

نتنياهو يشكر ترامب وبايدن لدورهما في الإفراج عن الرهائن
 العرب اليوم - نتنياهو يشكر ترامب وبايدن لدورهما في الإفراج عن الرهائن

GMT 10:46 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 12:08 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

مصرع شخصين بسبب انهيار جليدي بجنوب شرق فرنسا

GMT 05:30 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

زلزال جديد بقوة 4.3 درجة يضرب إثيوبيا

GMT 03:15 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

السلطات الأميركية تطالب بإخلاء 85 ألف شخص في لوس أنجلوس

GMT 03:00 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

تفعيل حالة التأهب الجوي في 10 مقاطعات أوكرانية

GMT 11:43 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

لوهافر يعلن رسميا ضم أحمد حسن كوكا لنهاية الموسم الحالى

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

بلو أوريجين تؤجل إطلاق صاروخها الجديد لمشكلة فنية

GMT 03:06 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

مقتل 8 أشخاص بسبب تفشي فيروس ماربورغ في تنزانيا

GMT 03:09 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الأوروبي يخطط لفرض عقوبات على سفن نفطية روسية

GMT 11:28 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

كاف يكشف عن شعار وكأس بطولة أمم أفريقيا للمحليين 2024

GMT 12:16 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد "موضوع عائلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab