اختلاف الحياة بين منطقة وأخرى في لبنان
آخر تحديث GMT06:10:42
 العرب اليوم -
تصريحات ترامب تدفع الدولار للارتفاع في تعاملات آسيوية متقلبة اليوم الثلاثاء انخفاض أسعار النفط بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة لتعزيز إنتاج النفط والغاز الجيش اليمني يعلن توجيه ضربات قاصمة للحوثيين في محافظتي مأرب وتعز زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان ويخلف 15 مصابا بايدن يصدر عفواً لحماية الجنرال مارك ميلي والطبيب أنتوني فاوتشي وأعضاء لجنة التحقيق في أحداث 6 يناير وشهودها تحسبا لصدور قرارات ضدهم من إدارة ترامب الحوثيون يهددون باستئناف مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل وأميركا وبريطانيا إذا تعرض اليمن لهجوم من هذه الدول المديرية العامة للأمن العام اللبناني تحذّر من التفاعل مع صفحة تابعة لـ"الموساد" الإسرائيلي على منصة "فيسبوك" منظمة الصحة العالمية تحذر من تفشي الأمراض المعدية بشكل كبير ومن استمرار تهديد المجاعة في غزة درجة الحرارة في فلاديفوستوك تحطم رقما قياسيا صمد أكثر من 50 عاما اختناقات في نابلس بعد اقتحام قوات الاحتلال
أخر الأخبار

الضاحية الجنوبية في بيروت وحي السلم

اختلاف الحياة بين منطقة وأخرى في لبنان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اختلاف الحياة بين منطقة وأخرى في لبنان

العاصمة اللبنانية بيروت
بيروت - غنوة دريان 

تختلفُ الحياة بين منطقةٍ وأخرى، في لبنان ، وقد تختلف بين شارع وآخر تمامًا، بين الفوضى التي تزعجُ العينَ والقلبَ معً والهدوءِ المريحِ فرقٌ شاسعٌ ، إلا أنَّ القلوبَ قد لا تختلف والأحلامُ، اعتقدُها لا تفرقُ بين الشوارعِ، تمرُّ ليلًا أو حتى في اليقظة دونَ تمييز ، وقد يكونُ الفرقُ أنَّ الأحلامَ في الشوراعِ الضيقةِ وفي البيوتِ المتراصةِ بِعطف فوق بعضها لا تنامُ ولا تستريحُ.

لا يُخَيّلَنّ إليك حين دخولك الضاحية الجنوبية لبيروت أن تشهده من تنظيم في العمران وتناسق في المشهد كالذي تلحظه وسط العاصمة ، ذاك التنظيم يتلاشى شيئًا فشيئًا كلما ولجت عمق الضاحية أكثر.

حي السلم يرحب بك ، الحي الموسوم بالفوضى والحرمان والأزمات اللامتناهية هو صورة عن أماكن كثيرة ممتدة على طول الوطن ، عند تجوالك في الحي هنا تطالعك وجوه طبعَ الشقاءُ عليها بصمةً لا تزولُ إلا بِقدرةِ قادر.

أما الجدران هنا فتستندُ إلى بعضِها كأنَّ الواحدَ يَستمِعُ أنينَ وشكوى الآخر ، رقيقةٌ هذه الجدرانُ، لا تَحجُبُ عن سُكّانِها أصواتَ الخارِجِ ، وفي الخارجِ تَتناهى إلى أسماعِ المارةِ أحاديثُ البيوتِ ، أصواتُ شجارِ أهلِها ونجواهُم، أصواتُ نشراتِ الأخبار أو المسلسلاتِ التي تُتابِعُها "الصَّبايا" ، تَتطايَرُ تلك الحروفِ وتَلتحمُ معَ ذراتِ المَكان ، قد يفني أصحابُها وتبقى هي ، ومع الزمنِ تتكدَّسُ أكثر.

هذا وقتُ عودةِ الطُّلابِ مِن مَدارِسِهم ، تَزدَحِمُ شوارعُ المنطقةِ "البائسةِ" ، بالباصاتِ المترعَةِ بالأولاد ، عدا عَن العائدينَ مِنهم سيرًا على الأقدام ، هذا الوقتُ بالتحديد بَطيءُ الوتيرة ، لو اتيحَ للطُّرقاتِ أن تُطوي حتى يصِلَ هؤلاءِ إلى منازلهم سريعًا ويضعوا عن كواهلِهم حقائبَهم المثقلةَ بالكتبِ وقلوبَهم المثقلةَ أيضًا على صِغَرِها، فيحظوا بِقِسطٍ من الأمل.

على تلكَ الشُّرفةِ الصغيرةِ والمُطلّةِ على الزُّقاق، اجتمعَ ثلاثةٌ يَحتسونَ القهوةَ، شرابَهم المُفضَّل ، يتناولونّ في حديثِهم شجونَ أيامِهم وأمنياتهم ، أخالُ الحلمَ جليسَهُم الرابع ، ماذا لو كانتِ الشرفةُ أكثرَ اتساعًا ، ماذا لو كانت مطلةً على حديقةٍ تَفتَرِشُها الزُّهور المزركشةُ الألوان ، ليسَ من الضروري أن تكون تلك الحديقة المُتخيّلة كبيرة جدًا ، المهم أن يجد المرء ما يعينه على الاسترخاء بعد يوم منهك للغاية ، سعيًا في تأمين أدنى مستويات العيش الكريم.

الدراجات النارية، في هذا الحي النائي عن عين الدولة، تكاد تضاهي بعددها أنفاس البشر ، مرغمون هم على اقتنائها لتوفير تنقلاتهم بسبلٍ غير باهظة التكلفة.

صخب السيارات وضجيج الحياة هنا لا يترك مجالًا لطيرٍ أن يُرى ، وماذا سيفعل طائر هنا في هذه الفوضى والتبعثر الكئيب ، فالطيور تهوى الهدوء ولا تتخذ من الشقاء مساكن لها ، قد يكون مسكنها في شارع آخر.

لى بعد أمتار من تلك الشرفة المكتظة بالأمنيات حفرة أشغال كبيرة ، منظرٌ لا يروق للمتلذذ بطعم القهوة بعد عناء ، عمال كثر حول الحفرة التي يبدو أن لا وقت أنسب لوضعها عثرة في طريق الناس أكثر من بداية العام الدراسي وفصل الأمطار ، هذه الحفرة التي تنبئ بمشروع عظيم الشأن في المنطقة ، تضيّق العيش أكثر مما هو ضيق وتزيد المشهد المتعب اختناقًا ، هي ليست "الجورة" الوحيدة. ثمة زميلات لها في "الشارع" الذي يبقى إسم "شارع" فضفاضًا عليه كثيرًا.

 على الرغم من أن هذا المشهد يجب أن يكون غير اعتيادي ، إلا أن أهالي حي السلم ألفوا تفاصيل تلك اللوحة التي رسمتها يد الحرمان والإهمال ،
فأنى للشقاء أن يترك هذه الوجوه والمشهد نفسه منذ أعوام خلت، بل يزيد تعقيدًا وبؤسًا ، وبالرغم من تلك اللوحة البائسة إلا أن هناك نسوة لا يمكن أن يستقبلوك بالابتسامة وفنجان الشاي وطبق الفول وحلويات صنعوها على طريقتهم وابتسامتهم تدل على إنهم أصبحوا في أله توأمة ، مع هذا العالم  الغريب وهذه اللوحة التي يملئها الكثير من البؤس والقليل من الأمل أن يتغير الحال من  حال إلى حال أفضل  .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختلاف الحياة بين منطقة وأخرى في لبنان اختلاف الحياة بين منطقة وأخرى في لبنان



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد
 العرب اليوم - كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 09:03 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

دور مصر الطبيعى!

GMT 09:11 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 08:53 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

اليوم التالي.. الآن!

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك

GMT 03:51 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

اختناقات في نابلس بعد اقتحام قوات الاحتلال

GMT 03:31 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

إصابة 3 فلسطينيين في اعتداءات إسرائيلية شرق قلقيلية

GMT 09:54 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

أحمد السقا يكشف سبب تقديم "العتاولة 2"

GMT 03:28 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن إعادة بناء النظام الصحي لغزة مُعقد

GMT 14:02 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

تركي آل الشيخ يعلق لأول مرة على حفل أنتوني هوبكنز
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab