غزة – محمد حبيب
كَشَفَت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى عن اجتماع سيُعقد بين رئيس السلطة محمود عباس والفصائل الفلسطينية في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة للتشاور في تشكيلة حكومة التوافق الوطني، فيما تنتظر هذه الحكومة ملفَّات كثيرة أهمٌّها الحصار والمعبَر والوَقود والأزمات التي تعاني منها غزّة.
وأعلنت المصادر، اليوم الأحد، أن عباس سيدعو القوى والفصائل كافة، بما فيهم الشخصيات المستقلة، إلى حضور اجتماع مهم يهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على أسماء حكومة التوافق.
وأوضحت أن عباس سيبدأ بشكل فوري مشاورات تشكيل حكومته، وأنه أوعز لمقربين منه بتجهيز جميع الأسماء المقترحة للحكومة التي ينوي تشكيلها، وسيتم عرضها على اجتماع الفصائل المقرر منتصف الأسبوع المقبل.
ولَفَتَت المصادر إلى أن "عباس حريص جدًا على أن تكون جميع الأسماء الوزارية تتكون من شخصيات مستقلة وذات كفاءات وطنية بعيداً عن أي انتماء سياسي، وذلك خوفاً من أي عقاب إسرائيلي أو أميركي".
وتوقّعت المصادر أن توافق القوى والفصائل على الأسماء المطروحة من قِبل عباس في تشكيل حكومته الانتقالية، تمهيدًا للمصادقة عليها بشكل رسمي للبدء بمهامها في التجهيز للانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وأكّد عباس في اجتماع المجلس المركزي، السبت، أن مشاورات تشكيل حكومته ستبدأ خلال أيام، وستتكون من شخصيات مستقلة، وستعترف بإسرائيل وجميع الاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير".
وعن ما يُثار في الأروقة ويُشاع عبر وسائل الاعلام من اخبار عن شكل الحكومة ورئيسها، أكد الامين العام لحزب "الشعب" الفلسطيني وعضو وفد القيادة الفلسطينية لحوارات المصالحة بسام الصالحي أن رئيس الحكومة المقبل هو الرئيس محمود عباس عملا باتفاق الدوحة، واشار الى انه لم يجر أي تغيير أو بحث حتى اللحظة في موضوع الحكومة.
وعن الذي اشيع عبر وسائل الاعلام عن نية الرئيس تعيين نائبين له وانه سيكون بمثابة رئيس الحكومة الفخري نفي الصالحي ما نُشر، وأكد ان الامر لن يكون على اساس تقسيم جغرافي نائب في غزة ونائب في الضفة الغربية، مشيرا الى أن هذا الامر ليس مطروحا بهذه الكيفية.
واوضح ان موضوع "نائب" الرئيس لم يُبحث حتى اللحظة، مشيرا الى ان هذه المسألة يمكن ان تعالج في اطار القانون الفلسطيني وفي اطار التجربة الفلسطينية للحكومات المتعاقبة , منوهًا الى انه لم يجر البحث بخصوص موضوع النواب لرئيس الحكومة سواء كما يشاع بتعيين نائب او نائبين.
وعن البدء في المشاورات لتشكيل الحكومة اكّد الصالحي أن" "الرئيس ابو مازن أعلن اليوم انه سيبدأ المشاورات في تشكيل الحكومة بعد ايام عدة، وهذا ما ابلغنا به، مشيرا الى انه على استعداد للمساعدة في هذا الاتجاه".
وبالإشارة الى عقد جلسات الحكومة وزيارة الرئيس الى قطاع غزة نوه الصالحي الى انه لا يوجد فرق بين الضفة وغزة، مؤكدا: انه "من الطبيعي وفور تشكيل الحكومة او بعد تشكيلها ان يكون الرئيس ابو مازن في غزة".
وبخصون الخطوات الاولى التي من شأنها ان تتخذها الحكومة المقبلة وآلية العمل التي تنتظرها اوضح الصالحي لـ"دنيا الوطن" ان الحكومة المقبلة ينتظرها عدد من القضايا والاشكاليات المهمة والمسائل المعقدة، واهمها ان تبدأ في اعادة توحيد المؤسسة الفلسطينية، والعمل على توحيد الوزارات، والتغلب على نتائج الانقسام ومعالجة جميع القضايا الحياتية للمواطنين، ومعالجة القضايا الملحة، ومنها ازمة الكهرباء والحصار والمعبر والوقود وجميع الازمات التي يعاني منها قطاع غزة خصوصًا.
وعن ارتباط الحكومة بموضوع الانتخابات لفت الصالحي الى ان "الانتخابات" موضوع منفصل عن عمل الحكومة، موضحًا انه تم الاتفاق على ان يجري الرئيس مشاورات عدة مع القوى والفصائل الفلسطينية لتحديد موعد الانتخابات وفق ما هو متفق عليه، منوهًا إلى ان الحكومة ستساعد في تنفيذ الآليات المطلوبة لاجراء الانتخابات.
ورحب بالاستقالة التي وضعها د"الحمدلله" امام الرئيس معتبرًا اياها خطوة جيدة لانهاء الانقسام مشيرا الى ان حكومة غزة دخلت في عداد الاستقالة بمجرد ان اعلن بيان المصالحة.
ومن جهته، أكّد رجل الأعمال وعضو وفد القيادة الفلسطينية الى غزة لاتمام المصالحة منيب المصري: "أن دور وفد القيادة الفلسطينية اتم مهمته باتفاق جميع الاطراف والتوقيع على اتفاق المصالحة بين حركة حماس ووفد منظمة التحرير الفلسطينية".
وأشار إلى أن التفاصيل الأخرى من اختصاص اللجان التي شُكِّلت في القاهرة والدوحة لمتابعة الاتفاق مثل لجنة "المصالحة المجتمعية" وغيرها من اللجان التي شُكلت لحل إشكاليات غزة.
ونوه إلى أن الرئيس أبو مازن أعلن بأنه سيبدأ المشاورات لتشكيل الحكومة الفلسطينية، بعد يومين وأنه أبلغهم بهذا الخصوص.
وتطرّق المصري، خلال حديثه مع "دنيا الوطن" إلى أنه يأمل أن تنال غزة حصتها من اجتماعات الحكومة، مشيرًا الى انه يجب الأخذ في الاعتبار الإشكاليات التي تواجهها القيادة الفلسطينية والوزراء أثناء تنقلهم عبر معبر "ايرز"، متمنيًا أن تكثف القيادة من اجتماعاتها في غزة لحل الاشكاليات التي تعاني منها غزة، والتي عانت من حصار طويل دام قرابة الثماني سنوات.
والجدير بالذكر أن وفد القيادة الفلسطينية أتَمَّ اتفاق المصالحة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "حماس" في منزل هنية في غزة، وبحسب المصادر فإن الوفد انتهت مهمته عند هذه النقطة، وما تبقى من اختصاص اللجان التي شكّلَت في القاهرة والدوحة لتذليل العقبات التي تواجه إنهاء ملف الانقسام.
أرسل تعليقك