توافد المتظاهرين على"التحرير"
القاهرة، الإسكندرية، العريش ـ أكرم علي، نسرين فؤاد، يسري محمد
توافد المتظاهرون إلى ميدان التحرير منذ الصباح، للمشاركة في فعاليات جمعة "لا لمشروع الدستور"، التي دعت إليها العديد من الأحزاب والحركات السياسية، فيما توجَّه "الإسلاميون" على محيط مسجد "رابعة العدوية" لتأييد الرئيس محمد مرسي، وللمشاركة في تظاهرات "نعم للشرعية"،
بينما قامت "جماعة الإخوان" بتنظيم "حملات طرق أبواب"، بهدف حشد الملايين للموافقة على الدستور، في حين أصدرت وزارة الداخلية تعليمات إلى كافة أفرادها بـ"التصدي لأي أفعال قد تُعكر سير عملية التصويت، أو تؤثر على حركة الناخبين أو آرائهم"
ويطالب المشاركون في التظاهرات بـ"تأجيل الاستفتاء على مشروع الدستور، المقرر البدء فيه السبت، وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لكتابة دستور البلاد بشكل متوازن يضمن التعبير عن كل المصريين".
وقام المعتصمون في الميدان بإزالة المنصة المقامة أمام مسجد عمر مكرم، والاكتفاء فقط بالأخرى التي تم نصبها بالقرب من شارع محمد محمود لإذاعة فعاليات الجمعة، فيما وضعوا لافتة كبيرة مطبوعاً عليها صورة الزميل الصحافي الشهيد الحسيني أبوضيف، ومكتوباً عليها "كلنا الحسيني فارس الصحافة ضحية همجية الإخوان".
ومن المقرر أن تشهد فعاليات الجمعة، قيام أعضاء "التيار الشعبي" بتنظيم العديد من المسيرات من مناطق مختلفة في محافظة القاهرة لحث المواطنين على التصويت السبت بـ"لا" على مشروع الدستور.
في المقابل توافد "الإسلاميون" على محيط مسجد "رابعة العدوية" لتأييد الرئيس محمد مرسي، وللمشاركة في تظاهرات "نعم للشرعية"، ومن أبرز المشاركين في هذه التظاهرات "جماعة الإخوان المسلمين"، و"الجماعة الإسلامية"، و"حزب الحرية والعدالة"، و"حزب البناء والتنمية"، وحركة "حازمون،" و"الدعوة السلفية في الجيزة".
وردد المتواجدون أمام مسجد "رابعة العدوية" في مدينة نصر هتافات مؤيدة للرئيس محمد مرسي ومشروع الدستور، فيما قام أبناء "الجماعة الإسلامية" بتعليق لافتات مؤيدة للرئيس، وأخرى تدعو إلى التصويت بـ"نعم" على مشروع الدستور.
ويغيب عن تظاهرات الإسلاميين حزب "النور" السلفي، الذي أعلن متحدثه يسري حماد "عدم المشاركة"، لافتًا إلى أن "موقف الحزب عدم الإكثار من المظاهرات إلا للضرورة القصوى لتحقيق هدفها، خاصة أن كل المظاهرات يندس فيها البعض لإخراجها عن سلميتها، بالإضافة إلى تفرغ الحزب إلى إقناع الشعب المصري بقراءة الدستور والموافقة عليه".
من ناحيته، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء أسامة إسماعيل، أن "جهاز الشرطة وفقاً للقانون سوف يؤدي دوره المنوط به في تأمين الاستفتاء على مشروع الدستور بمرحلتيه"، مشددًا على أن "وزارة الداخلية اتخذت كافة الاستعدادات اللازمة للتأمين، دون أي تدخل في مُجريات عملية التصويت".
وشدد إسماعيل، على أن "دور الوزارة يقتصر على تأمين اللجان والمقار من الخارج فقط، بالتنسيق مع القوات المسلحة"، قائلاً:" تهيب وزارة الداخلية بكافة المواطنين المشاركين في عملية الاستفتاء "العمل على إعلاء فريضة أمن وسلامة المواطنين كافة، والتعبير عن الآراء في إطار تعظيم قيم الديمقراطية التي تحترم الرأي والرأي الآخر".
وأضاف إسماعيل:" إن التعليمات صدرت لكافة القيادات والضباط والأفراد والمجندين المشاركين في عملية التأمين بالتصدي لأي أفعال قد تُعكر سير عملية التصويت، أو تؤثر على حركة الناخبين أو آرائهم، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال ذلك".
في الإسكندرية نظمت القوى السياسية والثورية، مليونية "دم الشهداء ولا للدستور؟"، فيما أعلنت حركة "شباب 6 ابريل" في المحافظة عن مشاركتها، وقررت الخروج عصر الجمعة من أمام المبنى الإداري لحى المنتزة في منطقة سيدي بشر، لاستكمال نشاطها في عرض أجزاء من الدستور وشرحها إلى الجمهور.
وقال المتحدث باسم الحركة في الإسكندرية محمود الخطيب:"سوف نقوم بعرض (داتا شو) عن المواد الكارثية في مسودة الدستور، وشرح أضرارها بمقدرات الشعب وحقوقه ضمن سلسلة فعاليات تقوم بها الحركة لحشد المواطنين وحثهم على رفض هذا الدستور المعيب"، مشيرًا إلى أن "الحركة سوف تمضي قدمًا في جهودها للنضال ضد من يستخف بعقول المصريين أو بحقوقهم".
وفي المحافظة أعلن نحو 48 حزبًا وحركة وائتلافًا سياسيًا، ينضمون تحت مسمى "التيار المدني الديموقراطي" مشاركتهم في مليونية الجمعة، للتذكير بأهداف الثورة، رافعين صور جميع الشهداء، الذين استشهدوا دفاعًا عن مساواة المصريين في دستور يضمن مدنية الدولة.
وقال المنسق العام للتيار عبد الرحمن الجوهري:" سوف تخرج مسيرات القوى السياسية من مناطق مختلفة في المحافظة، وتحديدًا منطقة المنشية من أمام محكمة الحقانية، مرورًا بمحطة الرمل، وصولاً إلى منطقة سيدي جابر المحطة كالمعتاد، وسوف تتضمن الفاعلية توزيع بعض المنشورات التي وقعت عليها جميع الأحزاب والحركات في التيار، والتي تنادى بالتصويت بـ (لا) على الدستور، ويحوي المنشور المواد الخلافية كلها، وشرح واف وبسيط في نفس الوقت للمواطن العادي حول هذه المواد، حتى يتسنى لنا إعادة تشكيل جمعية تأسيسية جديدة، وإعادة كتابة دستور توافقي يضمن حقوق المصريين جميعًا".
من ناحيتها قررت جماعة "الإخوان المسلمين" في الإسكندرية، الخروج الجمعة في مليونية مؤيدة للرئيس محمد مرسي، وقراراته، وتأييدًا للدستور الجديد، وحشد المواطنين للموافقة عليه ضمن حملة "دستور صح"، وذلك عقب أداء صلاة الجمعة في مسجد القائد إبراهيم
وقال المتحدث باسم الجماعة في الإسكندرية أنس القاضي:"إننا في هذه الحملة نعمل على مسارين هما الشارع ووسائل الإعلام المجتمعي، حيث أنتجت اللجنة الإعلامية للإخوان المسلمين في الإسكندرية عددًا من المواد الفيلمية التي توثق أداء الجمعية التأسيسية للدستور والمجهود المبذول لإخراج الدستور".
وأضاف القاضي، أنه "تمت طباعة كتيبات تحمل المسودة النهائية للدستور للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين،وسوف يتم إعداد نشرات توزع على رجل الشارع"، فيما أشار إلى أن "خطة الحملة تتضمن قيام أفراد الجماعة بعمل 35 نقطة ثابتة في أبرز ميادين الإسكندرية للتفاعل مع المواطنين، وتعريفهم بمواد دستور مصر الثورة، ولماذا سيصوت الإخوان عليه بـ(نعم) وترك حرية الاختيار إلى الجمهور".
وأكد أنه سوف يتم عمل حملات لطرق الأبواب بهدف الوصول إلى قرابة 2 مليون مواطن سكندري والحديث معهم بشأن دستور مصر الثورة.
بدورهم، طالببعض أهالي محافظة شمال سيناء بتأجيل طرح الدستور إلى الاستفتاء لحين الوصول إلى التوافق الوطني عليه، وقالوا في بيان لهم:" تعيش سيناء، وخاصة المنطقة ( ج ) على الحدود الشرقية حالة من التهميش، وقد تم إقصاء أبناء سيناء من المشاركة في كتابة الدستور، ورفض التجاوب مع مقترحاتهم بشأنه".
وأضاف البيان:" ولأن الدستور المطروح للاستفتاء كُتِب ووافق عليه جزء من أبناء الوطن وتهميش الآخرين، فإننا نؤكد أن الدستور الجديد يدعو إلى تقسيم المجتمع المصري لعدم توافق جميع فئات الشعب على كتابته، ويؤدي إلى صراع سياسي وقبلي حتى وصل الصراع إلى أفراد الأسرة الواحدة".
وتابع:" نحن هنا في سيناء، ومن أخر نقطة على حدودنا الشرقية المكان والرمزية نؤكد أن الدستور المعروض على الشعب المصري يفرق ولا يجمع.. يقسم ولا يجمع الشمل ويعرض شبة جزيرة سيناء وبالتحديد المنطقة ( ج ) إلى سيطرة أميركا وإسرائيل على هذا الجزء الأهم في الدولة المصرية لحماية أمن إسرائيل، دون اعتبار للمواطن الذي يعيش على هذه الأرض".
وواصل البيان:"رسالتنا واضحة للرأي العام في مصر، أن الدستور الجديد تكريس لإقصاء غالبية الشعب المصري من المشاركة في كتابته، ويدعو إلى التقسيم والصراع الداخلي، مؤكدين أن أبناء سيناء جزء أصيل من النسيج الوطني، ورفضوا مخططات مبارك لجعلها شريطاً آمناً لإسرائيل، وسوف يقفون دائمًا ضد مخططات تكرارها".
ومن ناحيته، عقد محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة اجتماعًا موسعًا مع القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية ومشايخ القبائل، لبحث ترتيبات وإجراءات تأمين الاستفتاء على الدستور، المقرر إجراؤه السبت.
وأكد فودة، أنه تم الانتهاء من إعداد وتجهيز 13 مدرسة تضم 20 مقرًا انتخابيًا, يستقبل 65407 ناخبين في أنحاء قرى ومدن ووديان المحافظة، لافتًا إلى أن "الجيش سوف يتسلمجميع المقرات الانتخابية, بعد صلاة الجمعة"، مشددًا على أن "أية مدرسة سوف ترد منها شكوى سوف يتم خصم المكافأة فورًا من الإداريين الـ4 الذين سيتم ندبهم للجنة".
وشدد المحافظ على رؤساء المدن بـ"ضرورة التأكد من تجهيز المدارس المخصصة للجان وإصلاح أي أعطال فيها سواء بالإضاءة أو النوافذ، وتجهيز أجهزة إطفاء الحريق ومبيت للجان تأمين الاستفتاء"، فيما ناشد المحافظ مشايخ القبائل "حث المواطنين على المشاركة سواء بالرفض أو القبول وممارسة حقهم السياسي".
أرسل تعليقك