قلب سقوط بلدة عدرا العمالية في يد القوات الحكوميّة السوريّة من معادﻻت الصراع على الأرض، ما ينذر ببوادر معركة ضخمة ستجري على أسوار دمشق، في الأيام المقبلة، على جبهتي الدخانية وجوبر.
وأوضح "جيش الإسلام"، في بيان له، أسباب انسحابه من عدرا العمالية، مؤكّدًا أنَّ "الانسحاب جاء لتجنب الحصار على المقاتلين، بعد سقوط تل الكردي وعدرا البلد"، مشيرًا إلى أنَّ "القصف بالمواد السامة أدى إلى اختناق عدد من المقاتلين والأسرى"، مبيّنًا أنَّ "الهدف من السيطرة على عدرا قد تم، ولم يعد لها قيمة استراتيجية، وهناك جبهات أخرى أهم بحاجة للقوات المعارضة".
وكشفت مصادر ميدانية عن نجاح المصالحة بين "جيش الإسلام" و"جيش الأمة"، وتوحيد جهودهم على جبهة الدخانية وجوبر، فيما كثّفت القوّات الحكومية قصفها على الدخانية ووادي عين ترما، واستخدمت فيها صواريخ موجهة، بالتزامن مع اشتباكات في المنطقة.
وأكّد مصدر من القوات الحكومية، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ "معركة الدخانية قد انتهت تقريبًا، وتم قطع جميع طرق الإمداد والأنفاق"، مبرزًا أنَّ "التقدم في عين ترما تحصيل حاصل، والهدف هو حصر الفصائل المسلحة في دوما".
ولا يزال مصير 1400 مخطوف من عدرا بيد "جيش الإسلام" مجهولاً، مع مخاوف من وضعهم في الخطوط الأمامية.
وأعلن "جيش الإسلام" المعارض للحكومة السورية، الخميس، النفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرته، بعد انحسابه المفاجىء من عدرا العمالية.
وأشارت مصادر ميدانية إلى أنَّ "الانسحاب لم يكن منظمًا، وحدثت حالات موت مجهولة السبب، قبل الانسحاب، كما أنَّ مجموعات صغيرة هربت بطريقة عشوائيّة نحو الضمير والبادية السورية".
وبعد سقوط عدرا، أحكمت القوات الحكومية سيطرتها على المدينة الصناعية، والأوتستراد الدولي، وتل الكردي، حيث يبدو الطريق ممهدًا في اتجاه دوما، معقل "جيش الإسلام"، الذي يستعد لمواجهة كبرى مع القوات الحكومية.
وتبقى أنباء الخلافات بين الفصائل تضفي جوًا ضبابيًا على مستقبل المعارك في الغوطة الشرقية، حث أكّدت مصادر أهلية أنَّ "مخطوفي عدرا العمالية قد تم فصلهم من جيش الإسلام إلى مجموعات، حيث وضع الرجال على جبهة المواجهة مع القوات الحكومية ونقلت النساء إلى مكان مجهول".
إلى ذلك، أكّدت مصادر ميدانية من جوبر حدوث انفجار ضخم استهدف أحد الابنية التي تتمركز فيها الفصائل المسلحة.
وفي القلمون الغربي، شنت "جبهة النصرة" هجمات على حواجز مشتركة للقوات الحكومية و"حزب الله" اللبناني، في عسال الورد، وجرود فليطة، في محاولة لفك الحصار عن بلدة عرسال اللبنانيّة، فيما قصفت القوات الحكومية الزبداني ببراميل متفجرة.
واشتبك مقاتلو الكتائب الإسلامية و"جبهة النصرة"، صباح الجمعة، مع القوّات الحكوميّة مدعمة بقوّات الدفاع الوطني و"حزب الله" اللبناني عند أطراف حي جوبر، في العاصمة السوريّة دمشق، من جهة المتحلق الجنوبي، وسط قصف للقوّات الحكوميّة على منطقة الاشتباك، فيما سقطت قذيفة "هاون" على منطقة في مساكن برزة.
وقصفت القوّات الحكوميّة، في ريف دمشق، مناطق في بساتين بلدة الكسوة، كما تدور اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية و"جبهة النصرة" ( تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة، والقوّات الحكوميّة والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، على أطراف عين ترما والدخانية، وعلى أطراف المتحلق الجنوبي من جهة مدينة زملكا.
وتدور اشتباكات بين الكتائب الإسلامية والمدنيّة، ومقاتلي تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة، والقوّات الحكوميّة وقوّات الدفاع الوطني و"حزب الله" اللبناني من جهة أخرى في جرود القلمون، وسط قصف من طرف القوّات الحكوميّة على مناطق الاشتباك، ما أدى لاستشهاد مقاتل من الكتائب الإسلامية.
ودارت، في محافظة حمص، اشتباكات بين القوّات الحكوميّة والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلين من جهة أخرى في ريف حمص الشرقي.
ونفّذ الطيران الحربي غارات على مناطق في بلدات معرة ماتر وبداما والسكيك، ومناطق أخرى في مدينتي معرة النعمان وخان شيخون، وقرية جبالا قرب كفرنبل، في محافظة إدلب.
وقصف الطيران الحربي مناطق في محيط مطار أبو الظهور العسكري، وجنوب شرقي مدينة معرة النعمان، ومناطق أخرى في محيط مدينة إدلب، كما استشهد رجل إثر قصف جوي على مناطق في بلدة سراقب.
وقتل في محافظة حلب 7 مواطنين من عائلة واحدة، بينهم مواطنات وأطفال جراء قصف الطيران المروحي ببرميل متفجر على منطقة قرب سوق الخضار، في حي الصاخور شرق حلب، كما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مخيم حندرات وعلى منطقة الجندول شمال حلب.
واستهدفت الكتائب الإسلامية تمركزًا للقوّات الحكوميّة في تلة الشيخ يوسف، ريف حلب الشرقي.
وألقى الطيران المروحي براميل متفجرة عدة على مناطق في بلدة علما، التابعة لمحافظة درعا، ما أدى لأضرار مادية في ممتلكات مواطنين.
أرسل تعليقك