بيروت - فادي سماحه
اجتمع الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون واللبناني ميشال عون مساء الإثنين في باريس، خلال زيارة دولة، هي الأولى منذ انتخاب الرئيس الفرنسي، وأحيطت بمراسم لافتة، وعقد الرئيسان خلوة ثنائية دامت أكثر من ساعة، تناولت الوضع اللبناني الداخلي في ظل الأزمة السورية ومشكلة النازحين السوريين وعبئها على اقتصاد لبنان، وأعقبتها محادثات موسعة بحضور وفدي الجانبين.
وقال ماكرون في بيان صحافي، إنّ “لبنان يجب أن يبقى نموذجا للتعددية والتسامح والديموقراطية، وأنوه بالتقدم الذي حصل فيه منذ انتخاب رئيس الجمهورية، وحقق تقدما ملحوظا على صعيد إقرار قانون جديد للانتخاب وضرب الإرهاب”، وأضاف أنّ “فرنسا بحاجة إلى دولة قوية لضمان الأمن في لبنان ومنذ انتخابكم فإن التزامكم ثمين في نظرنا”.
وشدد ماكرون على ضرورة تعزيز التعاون الأمني مشيرا إلى أن “لبنان واجه هجمات كبيرة من الإرهاب، وأحيي هنا شجاعة الجيش اللبناني”، ورأى أن “انتصار الجيش ليس نهاية المواجهة مع الإرهاب” وقال إن “فرنسا ستعبئ شركاءها لعقد مؤتمر لدعم الجيش اللبناني بالتعاون مع إيطاليا والأمم المتحدة”، واكد أن تعزيز قدرات الجيش ضرورية كي تتمكن الحكومة من بسط سيادتها على كامل أراضيها، وتابع أن لبنان يتحمل عبئا ثقيلا جدا جراء وجود النازحين السوريين، وغياب الحل لأزمة سورية يمنع عودتهم، مشددا على أن الهدف هو التوصل إلى حل سياسي للأزمة وهو ما جعل فرنسا تعمل على إنشاء مجموعة اتصال “وسنعمل مع لبنان والأمم المتحدة لهذا الغرض”.
وتضارب موقف ماكرون مع الموقف الذي عبر عنه الرئيس عون في كلمته الذي قال إنه ابلغ الرئيس الفرنسي “الضرورة الملحة لعودة النازحين إلى بلدهم وعدم انتظار عودتهم الطوعية، خصوصا أن ظروف معيشتهم في لبنان هشة على رغم الدعم اللبناني والمساعدة الدولية”، ولفت عون إلى انه طلب من ماكرون دعم ترشيح لبنان لدى الأمم المتحدة ليكون مقرا دائما لحوار الحضارات، ولفت ماكرون إلى أن فرنسا راغبة في تعبئة الشركاء الدوليين لتنظيم مؤتمر مانحين للبنان، ليس للحصول على تعهدات، بل على إنجازات، وهو ما سبق أن طرحه خلال محادثاته في باريس مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، وذكر أن فرنسا عازمة على تقديم مئة مليون يورو بين عامي ٢٠١٦ و٢٠١٨ ، والوكالة الفرنسية للتنمية ستستمر في عملها وستقدم ١٩ مليون يورو وهناك مساع لمؤتمر جديد لتنسيق المساعدات.
وأوضح أن “فرنسا تعتبر أن الحفاظ، من خلال الحكومة اللبنانية، على سياسة النأي بالنفس إزاء النزاعات هي افضل طريقة ووسيلة للحفاظ على استقرار لبنان وسيادته”، أما عون فاعتبر أن فرنسا كانت حاضرة إلى جانب لبنان في مختلف المحطات التي عاشها وخصوصا في الفترات العصيبة، وقال:” حللنا مع الرئيس ماكرون الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط وراجعنا كل الحلول السلمية الممكنة، بخاصة في سورية، حيث تظهر ضرورة وجود حل، وذكرت أيضا النزاع الإسرائيلي الفلسطيني حيث يتفق الجميع على هذه المسألة، وهي تغيير السياسة، وعلى رغم كل ذلك تستمر ويستمر الجيش الإسرائيلي في انتهاك الأراضي من دون أي أمل في إقامة دولتين جنبا إلى جنب، على رغم المبادرة العربية التي اقترحت في العام 2002 وما زالت ميتة”، وأشار إلى أن “تطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن هو أولوية للبنان للحفاظ على السلام في المنطقة، محييا “الدور الذي تلعبه القوات الفرنسية ضمن القوات الدولية في جنوب لبنان، وموقفكم في دعم التمديد لمهمة يونيفيل في الجنوب”.
وعن النازحين السوريين قال "ذكرت للرئيس ماكرون ضرورة تنظيم عودتهم إلى بلادهم، خصوصا أن معظم المناطق التي يأتون منها أصبحت أمنة، وهؤلاء ليست لديهم صفة لاجئ في لبنان وارغموا على الهرب من المشاكل الصعبة، وظروف عيشهم في لبنان صعبة أيضا، مع مخاطر كثيرة صحية كبيرة على رغم كل الدعم الذي نقدمه، ويجب أن تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إلى حل وإعادتهم إلى بلادهم ابتداء من الغد”.
أرسل تعليقك