شاطر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على حفظ وحدة العراق ورفضه نتائج الاستفتاء ، فيما حثّت الولايات المتحدة الأميركية القوات العراقية والبشمركة على "تجنب الأعمال الاستفزازية"، ودعت الطرفين إلى "العودة إلى طاولة الحوار، وحل الخلافات بينهما من خلال التفاوض"
وأكّد مكتب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أنّ الملك سلمان "أكد دعم المملكة لوحدة العراق ورفضها نتائج الاستفتاء الذي حصل في إقليم كردستان،" مشيرا إلى أنّ "المملكة العربية السعودية تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في كركوك، خصوصا وأن العراق قد حقق انتصارات ملحوظة ضد الإرهاب"، وشدّد الملك سلمان على "حرص المملكة العربية السعودية على إقامة افضل العلاقات مع العراق وتعزيز التعاون بين البلدين".
وشكر العبادي موقف المملكة الداعم للعراق،" مشيرا إلى أن "ما قامت به الحكومة العراقية هو إعادة لنشر القوات العراقية في محافظة كركوك بعملية سريعة وسلسة لم تسفر عن وقوع أي ضحايا أو جرحى، وتم الانتشار بيسر إذ أن كركوك ينبغي أن تكون تحت سيطرة السلطة الاتحادية وفق الدستور"، وأكد العبادي "حرص العراق أيضا على إقامة افضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية والتي سيزورها في الأسبوع المقبل وفد وزاري عراقي لتوقيع اتفاقيات تعاون تصب في صالح البلدين".
وحثّت الولايات المتحدة الأميركية القوات العراقية والبشمركة على "تجنب الأعمال الاستفزازية"، ودعت الطرفين إلى "العودة إلى طاولة الحوار، وحل الخلافات بينهما من خلال التفاوض"، فيما ثمنت تركيا خطوة بغداد لـ"صد الهجوم على وحدة أراضي العراق"، معتبرة أن "خطوة الحكومة حيال كركوك جاءت متأخرة"، ورداً على سؤال عن موقف الولايات المتحدة من سيطرة القوات العراقية على مدينة كركوك، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع، لورا سيل، الإثنين، إن "واشنطن ترفض العنف من أي طرف كان، وتدعو إلى وقف أعمال التصعيد التي تعرقل الحرب على تنظيم "داعش" وتزعزع استقرار العراق".
وأكدت سيل أن "الولايات المتحدة مستمرة في دعم عراق موحد"، مشيرة إلى أنه "بالرغم من القرار المؤسف لحكومة إقليم كردستان بإجراء استفتاء الانفصال، فإن الحوار يبقى الطريقة الأفضل لتهدئة التوتر القائم حالياً، وإيجاد حلول بعيدة الأمد للقضايا العالقة بين الجانبين، وفق ما نص عليه الدستور العراقي"، وطالبت السفارة الأميركية في العراق الطرفين بـ"الوقف الفوري للأعمال العسكرية"، مشددة على أن "تنظيم "داعش" يبقى العدو الحقيقي للعراق، ونحن نطالب كل الأطراف بإبقاء التركيز على الانتهاء من تحرير بلدهم من هذا العدو".
ودعت بعثة الولايات المتحدة الأميركية في العراق مواطنيها المتواجدين في كركوك إلى ملازمة أماكنهم والحفاظ على أعلى درجات الوعي الأمني، واتخاذ التدابير المناسبة لتعزيز أمنهم الشخصي في كافة الأوقات، وتلقى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، مكالمة هاتفية من الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية فيديريكا موغيريني، وجرى خلال الاتصال "بحث عملية انتشار القوات العراقية الاتحادية في محافظة كركوك وفرض النظام وتطبيق الإجراءات الدستورية والقانونية لفرض السلطة الاتحادية في جميع مناطق العراق".
وأكد العبادي خلال الاتصال أن "الحكومة العراقية تسعى إلى فرض سلطتها الاتحادية بحسب القانون والدستور وهي مستمرة بهذه الإجراءات التي تصب في مصلحة جميع العراقيين بما فيهم شعبنا الكردي، مبينا أن "دعوتنا لقواتنا كانت هي الحفاظ على المدنيين وأن أهالي كركوك قد استقبلوا قواتنا بالترحيب الحار وجرت عملية الانتشار بانسيابية عالية".
وأشارت موغريني إلى "دعم الاتحاد الأوروبي لوحدة العراق واحترام الدستور العراقي وتطلعه بان تكون تطورات الوضع بالاتجاه الصحيح واستعداده لحمل أي رسالة للعالم من شأنها أن تسهم في استتباب الأوضاع الحالية"، وعبّر السيناتور الأميركي، جون ماكين، عن قلقه من أنباء تقدم قوات الحكومة العراقية باتجاه مواقع تابعة للأكراد قرب كركوك، لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية قامت بتسليح القوات العراقية لقتال تنظيم "داعش."
وأضاف ماكين، أنّ "الولايات المتحدة الأميركية قدمت معدات وتدريب للحكومة العراقية لقتال داعش وحماية نفسها من المخاطر الخارجية وليس لقتال عناصر مهمة في الحكومات الإقليمية، الذين يعتبرون شركاء مهمين لأميركا، ولا تدعوا مجالا للشك، سيكون هناك عواقب وخيمة إذا استمرينا برؤية المعدات الأميركية تستخدم بصورة خاطئة كهذا، أنا قلق بصورة خاصة حيال تقارير تفيد بأن الإيرانيين والقوات المدعومة من قبل إيران هم جزء من هذا الهجوم، على القوات العراقية القيام بخطوة فورية ونزع فتيل التصعيد ووقف التقدم."
وقررت أنقرة، اليوم، إغلاق المجال الجوي أمام إقليم شمال العراق، وذلك بموجب توصية من مجلس الأمن القومي التركي، وقال بوزداغ، في مؤتمر صحافي عُقد في العاصمة أنقرة إنّه "بعد الآن، لن تحلّق أي طائرة مستخدمة المجال الجوي لتركيا إلى المطارات الموجودة في إقليم شمال العراق، ولن تستخدمه أيضًا الطائرات التي تقلع من هناك".
ودعت مصر، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها في وقت سابق اليوم، الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان إلى "ضبط النفس، وعدم الانجرار إلى مواجهات من شأنها أن تزيد من تعقيد الموقف، وتأجيج التوتر، وحالة عدم الاستقرار في المنطقة"، وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، للصحافيين، إن أنطونيو غوتيريس يتابع عن كثب الوضع في كركوك ويدعو لمنع التصعيد، وتمكنت القوات العراقية، اليوم، من فرض سيطرتها على مدينة كركوك والمناطق المحيطة بشكل كامل، بعد انسحاب أعدادٍ كبيرةٍ من عناصر قوات البشمركة الكردية من مواقعها، فيما قالت قيادة قوات البشمركة إن "الحكومة العراقية ستدفع ثمناً باهظاً لهجومها على كركوك".
أرسل تعليقك