طهران ـ مهدي موسوي
انطلقت، السبت، شرارة اليوم الثالث من انتفاضة الإيرانيين المستمرة ضد النظام الحاكم، بمظاهرة حاشدة من وسط العاصمة طهران، وسط دعوات في أغلب المدن والمحافظات الإيرانية لانطلاق مظاهرات عارمة بعد ظهر السبت. ومع تصاعد واتساع الاحتجاجات المناهضة للحكومة والمرشد، حذرت السلطات المتظاهرين من مخالفة القوانين والمشاركة في احتجاجات غير قانونية.
وأجمع الحرس الثوري والحكومة والهيئة الدينية على اعتبار الاحتجاجات "مؤامرة ضد الثورة" فيما عمدوا إلى حشد تظاهرات مؤيدة لمواجهة المناهضين. وردد المتظاهرون في طهران شعارات "الموت للديكتاتور " و "لا غزة ولا لبنان، روحي فداء ايران"، و"اخرجوا من سورية وفكروا بحالنا"، وسط اشتباكات مع عناصر الأمن والشرطة، بحسب ما أظهرت المقاطع التي نشرها نشطاء عبر مواقع التواصل.
وخرجت تظاهرات في اصفهان ثالث كبرى مدن البلاد بعد مشهد التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات، حيث دعا المحتجون في أصفهان قوات الأمن إلى دعم المتظاهرين بدل مهاجمتهم. ونشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورًا تظهر جموع المتظاهرين، وهي تسير في شارع " انقلاب" وسط العاصمة، ويهتف المحتجون بشعارات: "أيها الإيراني الغيور.. الدعم.. الدعم ".
وكما انتشرت صور تظهر انتشارا مكثفا لقوى الأمن والشرطة ووحدات مكافحة الشغب في أنحاء مختلفة من العاصمة، وسط تحذيرات من السلطات بمواجهة المنتفضين. وكانت السلطات الإيرانية قد سيرت صباح السبت مسيرات مؤيدة للنظام في العديد من المدن الإيرانية في ذكرى مظاهرات مماثلة نظمتها السلطات في 30 كانون الأول/ ديسمبر عام 2009، ضد الانتفاضة الخضراء المناهضة للنظام، والتي قمعت بعنف دموي.
وتجمع العشرات من طلاب جامعة طهران، أمام مدخل الجامعة، وهم يهتفون: "لعبة الإصلاحيين والأصوليين قد انتهت". كما أفادت صفحات عبر مواقع التواصل وقنوات على تطبيق "تلغرام"، تغطي مظاهرات إيران، بخروج العشرات بمدينة كرج، جنوب العاصمة طهران. وانتشرت مقاطع فيديو تظهر امتداد الاحتجاجات إلى مدينة شهركرد، وسط إيران، التي شهدت صدامات مع الشرطة، ومدينة كرمانشاه غربا، حيث ألقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع على جموع المتظاهرين.
وطالب وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، المواطنين الإيرانيين بعدم المشاركة في المظاهرات، ووصف التجمعات الاحتجاجية الأخيرة بـ "غير القانونية"، وقال إن "الشرطة والقضاء حاولا عدم تحويل المظاهرات إلى قضية مثيرة للقلق".
أرسل تعليقك