بغداد – نجلاء الطائي
كشف مسؤول حكومي عراقي، السبت، أن 700 عائلة هربت من مناطق يسيطر عليها تنظيم "داعش"، في غرب الأنبار إلى مناطق تسيطر عليها القوات العراقية في المحافظة، في وقت أكد قال فوج بطوارئ الأنبار، العقيد عاشور جلو، السبت، في تصريح صحافي إنّ تنظيم "داعش" يسيطر بشكل كامل على منطقة وادي حوران الواقعة في الصحراء الغربية، لمحافظة الأنبار، والممتدة حتى الحدود مع الأردن وسورية.
وقال نائب محافظ الأنبار يوسف العرسان لوكالة الأنباء الألمانية، إن "نحو 700 عائلة تركت ديارها في أقضية القائم والمناطق المحيطة بها منذ يوم الجمعة، وحتى ظهر السبت، هربًا من بطش داعش، الذي يفرض حصارًا خانقًا عليهم، ويرفض خروجهم من المناطق التي يسيطر عليها، بحجة الخروج والارتداد من أرض الخلافة".
وأضاف العرسان أن "الهاربين وصلوا الى أقضية الرطبة، 450 كيلومترًا غرب بغداد، والرمادي، عاصمة الأنبار، بعد استقبالهم من قبل القوات الأمنية العراقية، ووضعهم في مخيمات خاصة بالنازحين، مبينًا أن أعداد نازحي أقضية غرب الأنبار في تزايد مستمر، ما يتطلب وجود دعم كبير لهم من قبل الحكومة العراقية، والمنظمات الدولية لايوائهم".
وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، السبت، عن مقتل ثلاثة انتحاريين من تنظيم "داعش"، واعتقال آخر بعد محاصرتهم في قرية بقضاء الكرمة في محافظة الأنبار. وقال المديرية في بيان تلقى "العرب اليوم" ، "بالتنسيق مع استخبارات عمليات شرق الأنبار والفرقة 14 والحشد العشائري تم محاصرة مجموعة من الانتحاريين في احدى المضافات، في قرية الرشاد في قضاء الكرمة بالأنبار".
وتابعت المديرية، أن "القوة قتلت أحدهما واعتقل أخر، فيما فجر أثنان من الانتحاريين نفسيهما بعد محاصرتهما"، مشيرة إلى أن "القوة عثرت داخل المضافة على حزامين ناسفين، وأسلحة m16 ومجموعة من الموبايلات وناظور وكاتم الصوت". وأعلن آمر لواء الحشد العشائري في قضاء الكرمة بمحافظة الأنبار العقيد خميس بحر، في وقت سابق من اليوم السبت، أن عناصر القوات الأمنية والحشد قتلوا انتحاريين اثنين من تنظيم "داعش" في القضاء. وأكد آمر فوج بطوارئ الأنبار، العقيد عاشور جلو، السبت، في تصريح صحافي، أنّ تنظيم "داعش" يسيطر بشكل كامل على منطقة وادي حوران الواقعة في الصحراء الغربية لمحافظة الأنبار، والممتدة حتى الحدود مع الأردن وسورية، موضحًا أنّ طبيعة الأرض الوعرة تساعد عناصر التنظيم على الاختفاء فيها.
وأضاف أنّه "يصعب السيطرة على وادي حوران على الرغم من الدعم الجوي، الذي نحظى به من قبل طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن"، مشيرًا إلى أنّ "عناصر داعش يستغلّون الجو المضطرب وظلام الليل، لشنّ هجماتهم المباغتة، كي يكونوا بعيدين عن مرمى القوات العراقية".
ولفت جلو إلى قيام تنظيم "داعش" بتكرار استهدافه للقطعات العراقية والتجمعات العشائرية من خلال صواريخ "كاتيوشا"، مؤكدًا تعرض القوات العراقية المرابطة على الطريق الدولي السريع، الذي يربط العراق بالأردن، لهجمات ليلية من قبل عناصر التنظيم.
وأشار إلى قيام قوة مشتركة من الجيش والعشائر، السبت، بتنفيذ عملية عسكرية خاطفة في الصحراء التابعة لمنطقة كيلو 160 (غرب الأنبار)، مبيّنًا أنّ العملية أسفرت عن تدمير شاحنتين محملتين بالغاز، فضلاً عن العثور على أحزمة ناسفة وأسلحة متنوعة في بعض المخابئ التي غادرها عناصر "داعش" أثناء الهجوم.
وحذّر القيادي في القوات العشائرية عدنان العيثاوي، السبت، من خطورة التغاضي عن تمركز قيادات وعناصر تنظيم "داعش" في صحراء الأنبار، موضحًا أنّ "داعش" بدأ يجمع عناصره في منطقة وادي حوران التي تحولت إلى بؤرة للتنظيم، عجزت القوات العراقية عن تحريرها على الرغم من العمليات المتكررة في محيطها. ورأى أنّ "التواجد المريب" لتنظيم "داعش"، يجعل من الحديث عن فتح الطريق الدولي الرابط بين العراق والأردن "ضرباً من الخيال"، بسبب مرور الطريق عبر مناطق صحراوية ما تزال خاضعة لسيطرة التنظيم.
وقال العيثاوي إنّ "تنظيم داعش يصر على إيصال رسالة مفادها أنّ الطريق الدولي الرابط بين بغداد وعمان غير آمن، من خلال الاستهداف المتكرر لنقاط التفتيش المكلفة بحماية الطريق"، مرجّحاً أنّ "الوضع في مناطق غرب الأنبار لن يستتب ما لم تتم السيطرة على الصحراء بشكل كامل". وأوضحت "خلية الإعلام الحربي" العراقية، السبت، في بيان، إنّ "القوة الجوية العراقية وجّهت ضربات جوية استهدفت مقرات لتنظيم داعش في بلدة القائم (غرب الأنبار)"، موضحة أنّ القصف أسفر عن تدمير أربعة مقرات ومخازن أسلحة تابعة للتنظيم.
وعلى الرغم من إعلان القوات العراقية، العام الماضي، عن تحرير مدن الفلوجة والرمادي وهيت، في محافظة الأنبار، من سيطرة تنظيم "داعش"، إلا أنّ التنظيم ما يزال يسيطر على بلدات القائم وعانة وراوة، غرب المحافظة.
أرسل تعليقك