بيروت ميشال حداد
شنَّ مسلحو "حزب الله" اللبناني اليوم الجمعة، هجومًا على الجماعات المتطرفة في جرود بلدة عرسال الحدودية مع القلمون سورية، بينما يساندهم من الجهة الأخرى قوات الجيش السوري. وأفادت الوكالةُ الوطنية للإعلام بأن الهجوم البري لـ"حزب الله" بدأ من مرتفعات سلسلة الجبال الشرقية باتجاه مواقع جبهة النصرة بعد قصف مدفعي مركز وغاراتٍ جويةٍ لطيران النظام السوري. وقد شنت طائرات النظام حوالي 15 غارة على مواقعِ النصرة في جرود عرسال.
وسيطر مسلحو "حزب الله" على بعض النقاط في جرود عرسال اللبنانية مدعومةً بغطاء جوي من القوات الجوية السورية، فيما لم تحدد ميليشيات "حزب الله" فترةً زمنيةً لانتهاء المعارك مشيرةً إلى أن العملية العسكرية ستسير "وفق خطة موضوعة". وأفادت مصادر لقناتي "العربية" و"الحدث" بسقوط عدد من القتلى من عناصر حزب الله في جرد فليطة السورية، أثناء محاولة اقتحام ثالثة فاشلة، بعد أن حاول مقاتلو الحزب الهجوم من كافة المحاور مع التركيز على استهداف جرد الرهوة.
كما واجه "حزب الله" صعوبات في التقدم إلى مناطق تحت سيطرة "جبهة النصرة" في جرود عرسال، متكبداً خسائر بشرية في صفوفه. وأفادت معلومات باستمرار الوساطة مع المسلحين لإقناعهم بالانسحاب بمبادرات شخصية رغم المعارك. وأفادت مصادر أمنية أن الاشتباكات التي اندلعت مساء الخميس، أوقعت عددًا من القتلى والجرحى بينهم 8 عناصر من "حزب الله"، حسبما أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية".
ومنذ ليل الخميس، تستهدف مدفعية "حزب الله" والقوات السورية مسلحي "جبهة النصرة" في تلال عرسال بالأراضي اللبنانية، فيما تقصف أيضا القلمون بالجانب السوري. وأفادت مصادر "سكاي نيوز عربية" أن 8 من ميليشيات حزب الله قتلوا خلال الاشتباكات، فيما قتل لاجئ سوري في مخيم قريب من حواجز الجيش اللبناني.
ومن جهة أخرى، استهدفت المعارضة السورية المسلحة تجمعا لجماعة "حزب الله" بصورايخ حرارية موجهة في جرود بلدة "فليطة" في القلمون الغربي، مما أدى الى تدمير الموقع ومقتل المسلحين المتواجدين فيه. وتمكنت المعارضة من إسقاط طائرتي استطلاع تابعة لميليشيات حزب الله في جرود القلمون الغربي.
ويعمل الجيش اللبناني على منع فرار مقاتلي "النصرة" إلى الداخل اللبناني. وأفادت مصادر عسكرية أن الجيش اللبناني يشدد المراقبة على كل المعابر بين جرود عرسال والبلدة لمنع تسلل أي مقاتلين. وقد استهدف الجيش اللبناني مجموعةً إرهابيةً حاولت الفرار باتجاه عرسال قادمه من وادي الزعرور. في سياق متصل، يسهل الجيش فرار لاجئين سوريين من مخيمات جرود عرسال إلى الداخل اللبناني، وذلك بإشراف مندوبين من الأمم المتحدة. وبالفعل، فرّ لاجئون سوريون من مخيمات في منطقة جرود عرسال، إلا أن مصادر "العربية" و"الحدث" لم تذكر عدد الفارين من المخيمات.
من جهة أخرى، ترأس وزير الداخلية والبلديات اللبناني نهاد المشنوق اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي في مقر وزارة الداخلية للبحث في التطورات الأمنية. وبحث الاجتماع سبل مكافحة التحريض في مواقع التواصل وتدابير حماية المدنيين.
أرسل تعليقك