هامبورغ - سامي زغيب
ظهرت الخلافات بين الولايات المتحدة الأميركية وبقية دول مجموعة العشرين بشكل واضح وجلي حول مسألة المناخ في البيان الختامي للقمة التي عقدت في مدينة هامبورغ الألمانية. وجاء في البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين : " لقد أحطنا علما بقرار الولايات المتحدة الأميركية الخروج من اتفاقية باريس، إلا أن قادة بقية بلدان مجموعة العشرين أكدوا تمسكهم بالاتفاقية وأنهم لن يعيدوا النظر فيها".
وبالرغم من إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب خروج بلاده من اتفاقية باريس الخاصة بالمناخ وتضمين البيان الختامي الخلافات معه في هذا الشأن في خطوة تعد غير معتادة، إلا أن البيان نص أيضا على أن "الولايات المتحدة أكدت التزامها القوي باتباع نهج عالمي يقلص غازات الاحتباس الحراري ويدعم النمو الاقتصادي ويفي بحاجات أمن الطاقة".
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قمة مجموعة العشرين تناولت قضايا اقتصادية مهمة. وقال إن " القمة في المقام الأول اقتصادية، لكننا تطرقنا الى مسائل كثيرة ذات طابع سياسي، لكن الموضوع الرئيسي ركز على كيفية تطوير الاقتصاد العالمي، وتعريف مبادئ الاستدامة الاقتصادية والعمل الموحد والمشترك". واعتبر الرئيس الروسي أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر واقعية بشأن الأزمة في سورية، مبديًا ثقته بتحسن العلاقات مع واشنطن "إذا أكملنا الحوار الذي جمعنا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدًا أن اتفاق وقف إطلاق النار الجديد في سورية جاء نتيجة تغير في الموقف الأميركي.
كلام بوتين جاء خلال مؤتمر صحافي عقده عصر اليوم السبت في ختام أعمال قمة "مجموعة العشرين" التي انعقدت في مدينة هامبورغ الألمانية على مدى يومين. وجدد بوتين القول إن مستقبل سورية والرئيس بشار الأسد يحددهما الشعب السوري وليس وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون. وأكد أن القرار بشأن مناطق خفض التصعيد في جنوب سورية اتخذ بما في ذلك بفضل الولايات المتحدة.
واشار الى أن وقف إطلاق النار جنوب غرب سورية، انضمت إليه الأردن وإسرائيل، مؤكدا أنه من الضروري تأمين وحدة الأراضي السورية. وتابع أنه من الضروري أن تتعاون هذه المناطق في ما بينها ومع الحكومة المركزية في دمشق، ليتم فيما بعد التوصل إلى تسوية شاملة في سورية.
وأكد بوتين أن لدى روسيا اتصالات مع الكثير من الفصائل الكردية في سورية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة في نفس الشأن متقدمة بشكل أكبر من وجهة نظر التسليح. وقال إنه يمكن اتخاذ خطوات مستقبلية للتسوية في سورية بالارتكاز إلى إرادة إيران وتركيا والقيادة السورية، مؤكدا أنه بحث الموضوع السوري مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال القمة.
من جهتها،أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن سعادتها من لقاء الزعيمين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب لأول مرة خلال قمة العشرين، معتبرا أن ذلك يصب في مصلحة تطور العلاقات. وقالت ميركل للصحفيين في ختام "قمة G20" في مدينة هامبورغ الألمانية: إن "هناك مشاكل معينة في العالم لا يمكن حلها إلا من خلال التعاون بين روسيا والولايات المتحدة".
واشارت الى أن "اتفاق مينسك" حول الأزمة الأوكرانية يشهد تقدما بطيئا جدا، مشيرة إلى أنها ستتصل هاتفيا قريبا مع قادة روسيا وفرنسا وأوكرانيا بهذا الخصوص. وأضافت أنها اتفقت خلال لقائها مع الرئيس بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لمواصلة المحادثات ضمن إطار "رباعية نورماندي". ورأت ميركل أن استعداد قادة G20 للتوصل إلى حل وسط انعكس إيجابيا على البيان الختامي المشترك للقمة، التي عقدت في بلادها، فيما أدانت بشدة ما وصفته بـ "الوحشية الجامحة" التي بدرت عن بعض المتظاهرين المناهضين للقمة في مدينة هامبورغ، بعد المواجهات العنيفة التي تسببت بإصابة المئات من رجال الشرطة.
أرسل تعليقك