رصاصات النصر تملأ سماء الموصل احتفالاً بعودة المدينة بالكامل الى العراق
آخر تحديث GMT09:49:23
 العرب اليوم -

تكهنات متشائمة يتقاسمها الكرد والسنة في مصير نينوى بعد التحرير

رصاصات النصر تملأ سماء الموصل احتفالاً بعودة المدينة بالكامل الى العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رصاصات النصر تملأ سماء الموصل احتفالاً بعودة المدينة بالكامل الى العراق

القوات الأمنية في مدينة الموصل القديمة
بغداد – نجلاء الطائي

باشرت القوات الامنية في مدينة الموصل القديمة ، اخر معاقل داعش في نينوى، باطلاق رصاصات النصر ، احتفالا بعودة الموصل بالكامل الى العراق وتحرير اهلها من سيطرة التنظيم داعش ، فيما بدأت حملة استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش تقترب من نهاية مُرَّة وسط أنقاض الحي القديم بالمدينة، لكن الصراع حول مستقبل العراق ما زال بعيدا عن النهاية.

وقال مصدر مطلع في تصريح صحفي ، إن "فرحة الانتصارات بدأت تشتعل في المدينة القديمة للموصل، مع اللحظات الاخيرة لاعلان تحريرها بالكامل من سيطرة تنظيم داعش".

واضاف المصدر ، أن "قوات الشرطة الاتحادية في الموصل احتفلت بالنصر الكبير، وبانتظار اصدار بيان من قبل القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، ليعلن فيه رسميا تحرير الموصل بالكامل من سيطرة داعش".

ولكن سقوط الموصل يكشف أيضا الانقسامات العرقية والطائفية التي يعاني منها العراق منذ أكثر من عشر سنوات.

فالنصر ينطوي على خطر إثارة أعمال عنف جديدة بين العرب والكرد بسبب أراض متنازع عليها أو بين السنة والشيعة حول السيطرة على السلطة، وهي أمور زادت حدة مع وجود قوى خارجية رسمت مستقبل العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 وأطاح بحكم الأقلية السنية بزعامة صدام حسين وجعل الأغلبية الشيعية المدعومة من إيران تصل إلى السلطة.

وبالنسبة للعراق الذي باغته هجوم تنظيم داعش على الموصل في 2014 وانهيار جيشه، فإن هذا الانتصار قد يتحول في نهاية الأمر إلى مشكلة لا تقل في جسامتها عن الهزيمة.

وانهار النموذج الاتحادي الذي صيغ تحت الاحتلال البريطاني الأمريكي وقام على أساس اتفاق لاقتسام السلطة بين السنة والشيعة والكرد، وشهد العراق مذابح عنف عرقية طائفية أججها تنظيم القاعدة الذي كان على الساحة قبل تنظيم داعش.

ولكن الآن، مع مواجهة التنظيم هزيمة عسكرية، فإن الوحدة التي كانت تجمع العراق بدأت في الانهيار.

أحد التحديات هو مستقبل الموصل نفسها، وهي مدينة عانت حكما وحشيا خلال سيطرة تنظيم داعش وأسوأها أحدث هجوم مدعوم من الولايات المتحدة مع سقوط آلاف القتلى وتشريد نحو مليون شخص.

ويقول مسؤولون غربيون وعراقيون وكرد إنهم مندهشون لتجاهل السلطات العراقية إعداد خطة للحكم والأمن في مرحلة ما بعد المعركة.

وقالوا إن إقليم كردستان وحكومة بغداد وقوى التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة شكلت لجنة على مستوى عال لمساعدة زعماء الموصل على إعادة بناء المدينة، لكنها لم تجتمع قط.

وقال هوشيار زيباري وهو شخصية تحظى باحترام على الصعيد الدولي وشغل من قبل منصبي وزيري المالية والخارجية "رئيس الوزراء (حيدر) العبادي ظل يتباطأ. في كل مرة نثير هذه المسألة معه يقول: فلننتظر حتى تنتهي العمليات العسكرية".

وأضاف زيباري، أن "مدينة بالكامل تفنى. انظروا إلى مدى إسهام الحكومة، وكأن الأمر لا يعنيها".
وجاءت أول إشارة إلى احتمال نشوب صراع في المستقبل عندما أعلن مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان عن إجراء استفتاء في 25 سبتمبر أيلول على إقامة دولة مستقلة.

ومن بين النذر الأخرى حملة فصائل شيعية مدعومة من إيران تجمعت تحت لواء الحشد الشعبي الذي تديره الحكومة للانتشار بطول المناطق الكردية والتقدم صوب الحدود السورية مدفوعة برغبة إيران في الانضمام إلى العراق وسوريا وإقامة ممر من طهران إلى بيروت.

وقال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الزعيم الأعلى لإيران علي خامنئي الأسبوع الماضي "اليوم يبدأ طريق المقاومة السريع من طهران ويصل إلى الموصل ودمشق وبيروت".

يأتي كل هذا على خلفية تناحر يجيش بين القوتين الإقليميتين إيران وتركيا، وفوق كل هذا تراجع النفوذ الأمريكي ومحاولات إيران الحثيثة لتعزيز سيطرتها في العراق.

وعلى الرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تنظر إلى سوريا والعراق إلا في إطار الحملة العسكرية لتدمير تنظيم داعش، فإن المتشددين المحليين سيمتزجون ببساطة بالسكان وقد يتجمعون من جديد لبدء تمرد جديد.

ويتفق إلى حد كبير الزعماء السنة والكرد في الموصل ومحيطها مع هذا التكهن المتشائم بعد أن تملكهم القلق من رفض العبادي حتى مناقشة مستقبل حكم الموصل والشك في أن إيران تحرك الأمور.

وتمتد الأراضي المتنازع عليها بمحاذاة شريط من الأرض يقطنه خليط عرقي ويفصل اقليم كوردستان في شمال العراق عن الجزء الذي تقطنه أغلبية عربية في الجنوب.

وقال أثيل النجيفي الذي كان محافظا لنينوي عندما سيطر داعش على الموصل عاصمة المحافظة في 2014 "رجعنا محل ما كنا. يريدون إبقاء هذه المناطق المحررة رخوة ليس فيها منظومات أمنية أو سياسية".

وأضاف "حتى الآن لا توجد خطة في الموصل وبغداد لم تفتح مجالا للحوار حول مستقبل الموصل".

ومضى قائلا "هناك جناحان في الشيعة يتصارعان وكل جناح لديه رؤى. هناك جناح المتطرفين من القيادات الشيعية وهؤلاء يريدون فرض شروط المنتصر على الموصل وكل المناطق المحررة في العراق وهناك جناح المعتدلين الذين يدركون أن هذا غير ممكن ويؤدي إلى نشوء تطرف في العراق، وتقديري أن إيران تدعم الطرفين".

وأضاف النجيفي، وهو سني يتولى الآن قيادة قوة مسلحة دربتها تركيا، إنه ترك منصبه كمحافظ لكنه لم يترك السياسة. وقال "القيادات السنية تعاني من مشكلة ضعف كبير لأن كل القيادات السنية القوية مهمشة وملاحقة أو مبعدة عن الساحة".

أثار الحديث عن استقلال الكرد مناقشات بشأن ما إذا كان يجب على العرب السنة إنشاء دولة منفصلة على الرغم من أن معظم المسؤولين يقولون إن هذا أمر غير عملي لأن الأراضي السنية تفتقر إلى القاعدة النفطية التي يمتلكها الشيعة والكرد كما أن تجربة تنظيم داعش ستظل شبحا يطارد أي كيان جديد بالإضافة إلى أن السنة متغلغلون بشكل كبير في شتى مناحي العراق.
ويعتقد بعض الزعماء السنة والكرد أن أحد الحلول هو جعل الموصل منطقة تتمتع بحكم ذاتي مثل كردستان مع وحدات حكم ذاتي أصغر كي تتكيف مع العدد الكبير من الأقليات وهو أمر يقولون إن الدستور يسمح به.

وقال زيباري "من قبل، كان السنة يشعرون بحساسية كبيرة للاعتقاد بأن (نقل السلطة لوحدات أصغر) سيؤدي إلى الانفصال وإلى تقسيم العراق، ولكنهم بدأوا الآن يتقبلون ذلك".

والسنة ليسوا هم الطرف الوحيد الذي يرفض حكومة بغداد التي يهيمن عليها الشيعة. فقد قرر إقليم كردستان إجراء استفتاء للانتقال من الحكم الذاتي إلى دولة مستقلة.

وقال بارزاني إن توقيت الاستقلال بعد الاستفتاء "يتسم بالمرونة ولكنه ليس بلا حدود".

وقال زيباري، وهو مسؤول كبير في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني والذي يبذل جهودا في بغداد منذ أكثر من عشر سنوات لإنجاح اقتسام السلطة، إن الوقت حان للاستقلال.

وأضاف "فقدنا الأمل والثقة في العراق الجديد الذي بنيناه. الحكومة خذلتنا في كل بند وكل مادة دستورية لإقامة بلد جديد بمواطنة متساوية، دون تمييز، وبشراكة. كل هذه الأحلام تبخرت".

وقال إن المشكلة هي أن كبار المسؤولين الإيرانيين لم يتركوا مجالا للشك في أن أولويتهم، المتمثلة في إقامة ممر للقوات الشيعية عبر الشمال يتولى الانضباط وفيه مجندون شيعة، تفوق أي شيء آخر.

وتابع قائلا "إنهم يقفون على رؤوسنا بطول خط الجبهة الكردية من سنجار إلى خانقين".

وأضاف "نتكيف مع الوضع حتى الآن ونتحلى بالصبر ونقوم بالتنسيق لمنع وقوع مناوشات أو أمور مفاجئة، ولكن هذا يتزايد".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رصاصات النصر تملأ سماء الموصل احتفالاً بعودة المدينة بالكامل الى العراق رصاصات النصر تملأ سماء الموصل احتفالاً بعودة المدينة بالكامل الى العراق



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - طهران ترى في فوز ترمب فرصة لمراجعة السياسات الخاطئة لواشنطن

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
 العرب اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 08:06 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حنان مطاوع تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد
 العرب اليوم - حنان مطاوع تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد

GMT 04:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
 العرب اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 09:19 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
 العرب اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب تعود بنشاط نسائي مميّز

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 13:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 6 بقصف روسي على زابوريجيا وإسقاط صاروخين و48 مسيرة

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 14:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ديوكوفيتش ينسحب من بطولة الماسترز

GMT 21:04 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ليل يتقدم على يوفنتوس بهدف في الشوط الأول

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الريان يحقق أول انتصاراته في دوري أبطال آسيا للنخبة

GMT 21:15 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يتقدم على الريال بهدفين في الشوط الأول

GMT 21:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هدفان مبكران في قمة ريال مدريد ضد ميلان في دوري أبطال أوروبا

GMT 12:23 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طائرات التحالف الدولى تنتهك المجال الجوى فى سوريا 8 مرات

GMT 21:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يتقدم ضد ليفركوزن بهدفين في 3 دقائق

GMT 13:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي ينسف عشرات القرى اللبنانية

GMT 13:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أمطارا غزيرة وعواصف في ولايات أميركية متأرجحة

GMT 18:35 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يُقيل وزير الدفاع يوآف غالانت

GMT 17:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة آتية من الشرق

GMT 20:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

1900 جندي لتأمين مباراة ريال مدريد ضد ميلان في دوري أبطال أوروبا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab