بعد فضيحة التسريبات الألمانية، كشف أشخاص مطلعون أن بعض حلفاء ألمانيا حضوا برلين على تشديد الإجراءات الأمنية بشأن المعلومات السرية، بعد أن كشفت روسيا عن مناقشات حساسة بشأن المساعدات لأوكرانيا.فقد أعرب مسؤولون من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن قلقهم بشأن الإهمال الأمني الذي أدى إلى تسريب محادثة بين ضباط عسكريين ألمان، بما في ذلك استخدام منصة WebEx التجارية غير المشفرة للاجتماع.
ووصف أحدهم الإجراءات المتراخية بأنها غير مهنية، وقال إن مثل هذا السلوك متوقع من أشخاص لم يتلقوا إحاطات أمنية من قبل، ولكن ليس من المسؤولين العسكريين.
كذلك قال آخر إنهم لم يتفاجأوا بالهفوة من ألمانيا، بينما كشف ثالث أن التسريب من المرجح أن يؤدي إلى إجراءات أكثر صرامة في جميع المجالات، ولكن بشكل خاص في ألمانيا.
وطلب الجميع عدم ذكر أسمائهم نظرا لحساسية الأمر، بحسب ما نقلت وكالة "بلومبيرغ".
ومن جانبه أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الثلاثاء، أن "خطأ فردياً" أدى إلى تسريب التسجيل الصوتي لمناقشات ضباط ألمان حول الوضع في أوكرانيا، على شبكات تواصل اجتماعي روسية.
وقال بيستوريوس في مؤتمر صحافي، الثلاثاء: "حصل خطأ جسيم هنا، وما كان ينبغي أن يحدث"، وفق فرانس برس.
كما أضاف أن النتائج الأولية لتحقيق أظهرت أن "أنظمة الاتصالات التابعة للجيش الألماني لم ولن تتعرض للخطر"، مردفاً أن "السبب وراء إمكانية تسجيل المكالمة الهاتفية يرجع إلى خطأ فردي من المستخدم".
كذلك أوضح أن أحد المشاركين في "معرض سنغافورة الجوي" انضم إلى الاجتماع عبر "اتصال غير مصرح به".
وحضر عدد من المسؤولين العسكريين من عدة دول المعرض الذي قد تكون الاستخبارات الروسية استفادت منه "ميدانياً"، حسب بيستوريوس، مشيراً إلى أن الفنادق حيث أقام المشاركون كانت عرضة لـ"جهود تنصت واسعة النطاق".
كما اعتبر أن التنصت على الاتصال العسكري الألماني كان "إصابة عشوائية ضمن نهج تنصت واسع النطاق".
كذلك أكد أن "عواقب ذلك على الأفراد ليست مطروحة على الطاولة" حالياً، موضحاً: "لن أضحي بأفضل الضباط لدي من أجل لعبة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".
ونوه إلى أنه تواصل مع حلفاء برلين بشأن التسريب وأنهم أكدوا له أن "ثقتهم بألمانيا ثابتة"، مشدداً على أن "الجميع يعلم مدى خطورة هجمات التنصت هذه ويعرف أنه لا يمكن لأحد أن يوفر الحماية بنسبة 100%".
يذكر أن تسجيلاً صوتياً مدته 38 دقيقة نُشر الجمعة، يتضمن محادثات جرت بين ضباط ألمان وهم يبحثون يوم 19 فبراير في قصف شبه جزيرة القرم، ما أثار أزمة بين برلين وموسكو.
كما تضمن التسجيل المتداول أحاديث عن احتمال استخدام القوات الأوكرانية صواريخ ألمانية الصنع من طراز توروس وتأثيرها المحتمل، وأخرى عن توجيه الصواريخ نحو أهداف مثل جسر رئيسي فوق مضيق كيرتش يربط البر الرئيسي الروسي بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، بالإضافة إلى استخدام الصواريخ التي قدمتها كل من فرنسا وبريطانيا لكييف.
وبدأت ألمانيا تحقيقاً في الحادث وحضت في الرابع من مارس/آذار الحلفاء على عدم السماح لروسيا ببث الفرقة بينهم.
ونشرت وسائل إعلام روسية الأسبوع الماضي ما قالت إنها مناقشة خاصة بين مسؤولين رفيعي المستوى في القوات الجوية الألمانية حول تزويد أوكرانيا بصواريخ توروس طويلة المدى، وهو الأمر الذي استبعده المستشار أولاف شولتس مرارا وتكرارا.
بالإضافة إلى التشكيك في موقف المستشار، كشف الضباط أيضاً عن تفاصيل القوات البريطانية والفرنسية العاملة على الأرض في أوكرانيا وناقشوا استهداف جسر مضيق كيرتش، الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي الروسي.
وأدى الحادث إلى إحياء الخلاف بين ألمانيا وحلفائها بشأن توريد أسلحة عالية الجودة، وأثار غضب الفرنسيين والبريطانيين، وأتاح فرصة دعائية للروس.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
حلف الناتو يعقد مناورات معقدة لمواجهة الغواصات في البحر الأبيض المتوسط
روسيا تتهم الناتو بالمشاركة في الأعمال القتالية بأوكرانيا
أرسل تعليقك