الجزائر - ربيعة خريس
كشفت دراسة أعدها معهد للدراسات الأمنية في أفريقيا عن أن المهاجرين الساعين إلى الوصول إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط, يستخدمون ثلاثة مسارات للوصول إلى ليبيا, هي المسار الشرقي، والمسار الأوسط، والمسار الغربي نحو الجزائر، ويعتبر الأقل شعبية. ويعتبر المسار الغربي الذي يستخدمه المهاجرون الأفارقة للدخول إلى جنوب ليبيا، من الجزائر, وتعد مدينة غات، في صحراء ليبيا الغربية على مشارف الحدود الليبية الجزائرية, النقطة الرئيسية في هذا المسار, وتسيطر عليها قبائل عربية وشبكات تهريب من قبائل "الطوارق", ويُستخدم هذا المسار من قبل مهاجرين باحثين عن فرص عمل داخل ليبيا. ونظرًا لتفاقم الصراع في جنوب ليبيا، وتدهور الأوضاع الأمنية في هذه المناطق, تراجع استخدام المهاجرين لهذا المسار عقب إغلاق الطريق الوحيد الواصل بين مدينة غات وبين الساحل الليبي، بسبب الصراع المشتعل في مدينة أوباري، بين قبائل "التبو" و"الطوارق", لكن أعيد فتحه في نهاية 2016.
وأكدت الدراسة أن المسار الغربي أقل شعبية من المسارات الأخرى حاليًا, وذلك لأسباب عدة، أبرزها أن العبور من الجزائر يتطلب وجود أوراق رسمية وتأشيرة دخول, وهو ما لا يملكه معظم المهاجرين, يضطر أولئك للاعتماد على شبكات التهريب في الجزائر، ودفع رسوم مالية كبيرة، ولهذا فإن استخدام المسار الغربي يعد أكثر تعقيدًا وأغلى من المسارات الأخرى, حيث يصطدم المهاجرين غير الشرعيين الذين لا يحملون أي أوراق تثبت هويتهم الحقيقة, بقوات الأمن الجزائرية، التي أعلنت الاستنفار على حدودها الجنوبية والشرقية، وكثفت الحواجز الأمنية في المناطق الحدودية. وتسمح الجزائر بعبور أولئك المهاجرين الأفارقة الذين يحملون جوازات سفر. وضيق الجيش الجزائري الخناق على شبكات التهريب، التي ازدهرت بعد الأزمة الليبية, ووفق التقرير الأخير لمنظمة الهجرة الدولية، توجه قرابة 35 ألف مهاجر شمالاً من النيجر نحو الجزائر, وتمكن معظمهم من الوصول إلى ليبيا لركوب "قوارب الموت" إلى أوروبا.
وتحولت مدينة أغاديس، في النيجر، إلى عاصمة التهريب في أفريقيا، حيث يستغل المهربون المهاجرين المتجهين إلى أوروبا، في رحلة تكلف عادة بين 340 و1700 دولار للشخص، وعادة ما تنتهي في أغاديس أو ليبيا أو الجزائر. وتكسب ليبيا وحدها نحو 1.6 مليار دولار من هذه التجارة غير الشرعية، حيث تسمح ليبيا للمهربين بالسيطرة على أجزاء منها، والتعاون مع المتطرفين لتقويض الاستقرار.
أرسل تعليقك