الجزائر – ربيعة خريس
أثارت العملية النوعية التي نفذها الجيش الجزائري، الأحد، في مدينة علي منجلي في محافظة قسنطينة شرق الجزائر، حيث تمكن من إلقاء القبض على ثلاثة متطرفين خطيرين تابعين لتنظيم " داعش " رفقة ثلاثة عناصر دعم وإسناد، والعثور بحوزتهم على مبلغ يفوق الـ 200 ألف يورو أي قرابة الـ 3 ملايين بحوزتهم عدة تساؤلات عن مصدر هذه الأموال والغرض منها. وأعادت تلك العملية مسألة تمويل الجماعات المتطرفة في الجزائر لتطفو إلى السطح مجددًا،
وليست هي المرة الأولى التي تعثر فيها القوات المسلحة الجزائرية على أموال طائلة بحوزة المتطرفين.
وحجز الجيش الجزائري بتاريخ 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016, على مبلغ يقدر بـ 9000 يورو كانت بحوزة متطرفين تم القضاء عليهما في منطقة مشتة بوغلة في محافظة جيجل شرق الجزائر.
وأجمع متتبعون للشأن الأمني في الجزائر، على المتطرفين المتواجدين على المستوى المحلي يتم تمويلهم من طرف التنظيمات المتطرفة الناشطة في منطقة المغرب العربي ودول الساحل والصحراء, هاته الأخيرة التي تعتمد على تحصيل أموال الفدية حيث شهدت منطقة الساحل الإفريقي خلال السنوات الأخيرة عمليات اختطاف متكررة لرعايا غربيين أغلبهم سياح وعمال في منشآت تديرها شركات متعدد الجنسيات، وعائدات التهريب بمختلف أشكاله كالسلاح والسجائر والمخدرات وأيضا تبييض الأموال وشبكات التمويل التي تشرف عليها جمعيات اتخذت الدين والأعمال الخيرية يافطة لها وحتى شبكات دعم وإسناد المتطرفين.
وكشف الخبير الأمني الجزائري ورئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة الوطنية، أحمد ميزاب، أن المتطرفين المحليين يتلقون دعما من الجماعات الناشطة في منطقة الساحل الإفريقي، وتأتي كلها مقابل إطلاق سراح رهائن غربيين سبق لهم وان اختطفتهم في وقت سابق, وتستغل الجماعات المتطرفة هذه الأموال في شراء السلاح وتجنيد عناصر جديدة وخلق بؤر التطرف في مناطق جديدة.
ويرى الخبير الأمني الجزائري، أحمد ميزاب أن العالم يشهد اليوم موجة تطرف جديدة، مشيرا إلى أن المتطرفين الحاليين متحالفين عضويا مع الجريمة المنظمة ولا سيما التهريب، فهناك تقاطعا بين الجريمة المنظمة والتطرف، وركزت الجزائر، أخيرا، وبشكل كبير جدا على ضرورة إقناع المجتمع الدولي بضرورة ربط المجموعات المتطرفة بالجريمة المنظمة، لتشكيل مقاربة محاربة ومواجهة هذه الظاهرة بنفس الوتيرة التي يتم التعامل بها مع التهديد المتطرف.
وقال الخبير في الشؤون الاستراتيجية عبد العزيز مجاهد، في تصريحات صحافية، إن المتطرفين يستعملون هذه الأموال لشراء السلاح مع تجنيد عناصر جديدة. ومن جانب آخر ضيقت قوات الجيش الجزائري الخناق على الشبكات العاملة في مجال الدعم والإسناد للمتطرفين، والتي تعمل على جمع المؤونة والأموال لهم، والشبكات التي تعمل على تجنيد الشباب الجزائريين للالتحاق بتنظيم "داعش" في العراق وسوريا، وخسرت خلايا التنظيم المعركة الإلكترونية وتكيف استعلامات الأمن والجيش مع التطورات الراهنة.
وكشفت إحصائيات وزارة الدفاع الجزائرية، إن الجيش الجزائري قضى على 90 متطرفا وأوقف 73 عنصر دعم وإسناد الجماعات المتطرفة في مناطق متفرقة من البلاد خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري. وتؤكد هذه الأرقام أن عدد المتطرفين الذين تم القضاء عليهم أكثر من ذلك المسجل خلال نفس الفترة من العام الماضي، حيث تم القضاء على 56 متطرفا و توقيف 70 عنصر دعم وإسناد للجماعات المتطرفة، وتعتبر هذه الإحصائيات بمثابة دليل يثبت فشل التنظيمات المتطرفة في تنظيم مخططاتها الاستعراضية.
أرسل تعليقك