تونس - حياة الغانمي
أثارت حركة "أطباء ضدّ الدكتاتورية" قضية اختطاف عدد من الأطفال في جهة حمّام سوسة. وقالت إنّها تابعت حالة فتاة من بين المختطفين الذين يبلغ عددهم 13 فردا (ولدان و11 بنتا). وقالت رئيسة حركة " أطباء ضد الدكتاتورية" الدكتورة منية كتانة إنّ والد أحد الأطفال المختطفين اتصل بها عشية وأبلغها بأنّ ابنته فاطمة تبلغ من العمر 14 سنة اختفت منذ 4 أيام. وقد تولى الإبلاغ عن فقدانها بمركز المنشية بحمام سوسة منذ اختفائها ولم تتوصل الشرطة التونسية الى العثور عليها.
وأضافت أنّ والد الفتاة تمكن من معرفة مكان اختفاء ابنته فاتصل بمركز الأمن لمرافقته إلى هناك، مشيرة إلى أنّ الخاطفين فروا وتركوا الفتاة هناك وتركوا الباب مفتوحا فتمكن أخوها وخالها من اقتحام المبنى والعثور عليها. وقد كانت في حالة نفسية سيئة. وأوضحت الدكتورة أنّه تم العثور على الفتاة في استوديو بجهة المنشية حيث لم تكن فاطمة في وعيها تماما.
وأضافت أنّ الفتاة مقيمة حاليا داخل المستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة، حيث طلب والدها للوهلة الأولى بأن يتم فحص الطفلة من قبل طبيب أمراض النساء، وقال إن هناك تحاليل سموم لا بد من القيام بها وإنه يجب أن يعرض ابنته على طبيب نفسي وطبيب شرعي وإنه يطالب بشهادة طبية أولية. وأشارت إلى أنه عند وصول الأب وابنته امتنع الأطباء عن فحص الطفلة من دون وجود ولي أمرها، متسائلة كيف تغيب هذه المعلومة عن رجال الشرطة الذين طلبوا من الأب اصطحاب ابنته إلى مستشفى فرحات حشاد.
من جانبه قال روى والد الفتاة أن ابنته كانت عائدة على القدمين من مركز التدريب المهني الذي تدرس به إلى منزل خالتها في حمام سوسة وفجأة سمعت صوت فتاة تناديها. وكانت الفتاة تركب سيارة لم تتعرف إليها وعند التفاتها شعرت بيد قوية تحكم على أنفها وفمها ثم حين استيقظت وجدت نفسها في غرفة ومعها 10 فتيات وولدان. وحسب ما روته الفتاة لوالدها فقد كانت امرأة تلبس ميدعة بيضاء تأتي يوميا وتقوم بحقن الجميع ثم تنصرف.
وأوضح الأب أنّ المرأة كانت تغير الإبرة في كل مرة وليس الحقنة بأكملها كما أنها كانت تلبس قفازات. ودانت حركة "أطباء ضد الدكتاتورية" ما اعتبرته "تراخي أعوان مركز المنشية في التعامل مع هذه الحادثة المفجعة والخطيرة". وطالبت السلط المحلية ووزارة الداخلية بالتدخل العاجل وفتح تحقيق يكشف عن مكان احتجاز الأطفال المختطفين والإيقاع بالعصابة حسب ما جاء في بيان لها. كما دعت وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة إلى التدخل من أجل المطالبة ببذل أقصى الجهد لإيجاد الأطفال المفقودين. كما تطالب الحركة الوزارة بتوفير العناية الصحية اللازمة للأطفال بما في ذلك الإحاطة النفسية.
وتدعو المنظمات والجمعيات الحقوقية الى التحرك لتوفير الدعم المعنوي لكي تكون وسيلة ضغط ناجعة أمام التخاذل في القيام بالواجب والمماطلة من قبل أعوان الشرطة بالمنشية. ومن جانبه نفى رئيس فرقة الشرطة العدلية بمنطقة حمام سوسة تماما ما تمّ تداوله من أخبار حول وجود عناصر إجرامية أجنبية في الجهة تقوم بخطف الأطفال. كما نفى المندوب الجهوي لحماية الطفولة في سوسة، الطاهر العارم، في سوسة ما راج من أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص وجود عصابة في مدينة حمام سوسة تقوم بخطف الأطفال، واتهام احد الإطارات الأمنية بالجهة بالتستر على أنشطة هذه العصابة.
وقال العارم إن التحقيقات الأمنية التي تم اجراؤها توصلت فقط إلى إثبات مغادرة فتاة قاصر محل إقامتها بمدينة النفيضة طوعا ودون علم والديها، والتحاقها بصديقها الذي يقطن بإحدى الشقق المفروشة بحمام سوسة، بعد أن تعرفت عليه عن طريق "فيسبوك". وأفاد مندوب حماية الطفولة في سوسة أن مجريات القضية انطلقت عندما تم، في حدود الساعة السابعة من مساء الثلاثاء، إشعار المندوبية من قبل مركز شرطة الاستمرار بمدينة حمام سوسة بالعثور على طفلة لا يتجاوز عمرها 15 سنة داخل إحدى الشقق في حمام سوسة، وقد سبق وأن أبلغ والدها عن اختفائها منذ يوم السبت 8 يوليو/تموز الجاري. وأضاف أنه طلب إسعاف الطفلة ونقلها إلى المستشفى الجامعي فرحات حشاد، مصحوبة بحماية أمنية، قصد إخضاعها للتحاليل الطبية اللازمة، وعرضها على الطب الشرعي، وذلك بعد معاينة الحالة الصحية للطفلة التي رجح أنها تستدعي تدخلا طبيا عاجلا.
أرسل تعليقك