نيويورك - مادلين سعادة
أرجأ مجلس الأمن الدولي فجر اليوم الخميس في ختام جلسة طارئة عقدها مساء أمس، خصصت للبحث في الهجوم الكيمياوي على بلدة خان شيخون السورية، التصويت على مشروع قرار غربي يدين الحكومة السورية لارتكابها هذا الهجوم، وذلك لإفساح الوقت أمام ممثلي الدول الغربية للتفاوض مع مندوب موسكو حليفة دمشق.
وبحسب دبلوماسيين، فإن التصويت على مشروع القرار الذي قدمته واشنطن ولندن وباريس قد يتم اعتباراً من اليوم الخميس، علمًا بأن مشروع القرار الذي يدعو الى فتح تحقيق كامل في الهجوم الذي وقع في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة بمحافظة إدلب شمال غرب سورية اعتبرته روسيا "غير مقبول على الإطلاق". ورأى مساعد السفير الروسي لدى المنظمة الدولية، فلاديمير سافرونكوف، أن المشروع أعد على عجل وليس مفيداً، داعياً إلى "تحقيق موضوعي" في ما حصل.
وقال سافرونكوف، إن سورية طلبت الشهر الماضي إجراء تحقيق في واقعة استخدام الكيميائي في منطقة "خان العسل" ، مشيرا إلى أن عدم اتخاذ المجلس إجراءات شجع المسلحين وأشعرهم بأنهم سيفلتون من العقاب. وأكد المندوب الروسي أن دمشق تصرفت بحسن نية عندما تجاوبت مع منظمة حظر الكيميائي، مضيفا أن تحقيق نزع الأسلحة الكيميائية في سوريا كان ممكنا بفضل روسيا والولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
ودعا سافرونكوف إلى إجراء تحقيق غير مسيس مبني على حقائق، مؤكدا أنه ينبغي تعديل مشروع القرار المطروح أمام المجلس. وأضاف أن مشروع القرار تم إعداده على عجل ولا يحتوي على معلومات مؤكدة، مشيرا إلى أن المهمة الأساسية هي القيام بتحقيق موضوعي وتجنب تقارير "الخوذ البيضاء" و"المرصد".
أما مندوبة واشنطن الدائمة لدي الأمم المتحدة السفير نيكي هايلي فقد قالت خلال الجلسة، إن "الإخفاق المتوصل لمجلس الأمن الدولي إزاء سورية سيجبرنا علي التحرك بشكل منفرد". وأشارت إلى أن "عدم تحمل روسيا لمسؤولياتها" تجاه ما يحدث في سورية أدي إلى استمرار استحواذ الرئيس السوري بشار الأسد على أسلحة كيميائية "واستخدامها ضد المدنيين" في بلاده.
وأضافت السفيرة الأميركية: "لو أن روسيا تحملت مسؤوليتها بشكل كامل لما كانت هناك أسلحة كيمائية في سورية الآن .. وتقول روسيا إن لديها تأثير على سورية ونحن نود أن نري هذا التاثير الآن". وأكدت هايلي التي تتولي بلادها الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن الدولي للشهر الجاري، أن حديث المسؤولين الروس عن "صور مفبركة وتقارير مزيفة بشأن مجزرة خان شيخون أمس هو تكرار لنفس الروايات المغلوطة التي تستخدمها روسيا لإبعاد الأنظار عن نظام بشار الأسد".
وسألت "كم عدد الأطفال الذين يجب أن يموتوا حتى تتحرك روسيا؟.. إن الأسد وروسيا وإيران ليس لديهم أي اهتمام بتحقيق السلام في سوريا.. وها هو الأسد يستخدم الأسلحة الكيمائية ضد شعبه، .. والإنسانية بالنسبة له لا تعني أي شيء على الإطلاق".
أرسل تعليقك