واشنطن ـ عادل سلامة
كشف موقع اعلامي اميركي الخميس، عن خطة الرئيس دونالد ترامب "السرية" لقتال تنظيم "داعش"، مشيرة الى أن ترامب يستعين بطريقة سلفه باراك أوباما للقضاء على التنظيم. وقال موقع "ديلي بيست"، إن الرئيس دونالد ترامب أصبح أخيراً لديه خطة لمحاربة تنظيم داعش ، نوعاً ما". ونقل الموقع عمن وصفهم بـ"مطّلعين على نص وثيقة تخص الأمر"، القول إن "الخطة تمتلئ بالخطاب الحماسي المبالَغ فيه وتفتقر إلى استراتيجية موضوعية لتدمير الجماعة المسلحة".
وبحسب موقع "ديلي بيست"، فإن "الخطة السرية التي يعتمد عليها ترامب تشبه نهج باراك أوباما إلى حد كبير، حتى إنها تكرر نقاط ضعف أوباما وكذلك نقاط قوته؛ فهي تتعامل مع الحرب السورية باعتبارها تطوراً جيوسياسياً غير ذي صلة، بدلاً من اعتبارها المحرك الأساسي للعنف الجهادي في المنطقة". ويضيف أن "الاختلاف الرئيسي عن نهج أوباما تجاه "داعش" لغوي بحت. تزعم هذه الاستراتيجية، التي أمر ترامب بتحضيرها في 28 يناير/كانون الثاني وأرسلها البنتاغون إلى الكونغرس في 26 يونيو/حزيران، أنها تصف "حملة دولية شاملة لسحق ادعاء داعش أنها لا تقهر". وهي تسعى إلى "حرمان داعش من الملاذ الجغرافي الذي يمكن أن ينتج القتلة"، و"القضاء على قدرة داعش على العمل خارجياً، والقضاء على قدرتها على تجنيد وتمويل العمليات الإرهابية".
أهداف الوثيقة:
الأهداف المبينة في الوثيقة هي أكثر تواضعاً من خطاب ترامب السابق الجريء الذي وعد فيه بـ"القضاء" على قدرات داعش، فضلاً عن تعهد ترامب في أول خطاب له بالكونغرس في فبراير/شباط الماضي بـ"تقويض وتدمير داعش"، أو وعد حملة ترامب بـ"تدمير داعش تماماً"، أو أمره التنفيذي للبنتاغون، الذي ما مر عليه سوى 6 أشهر، بالتخطيط، في 30 يوماً، لـ"هزيمة" داعش، بحسب الموقع الأميركي.
وبالإضافة إلى حماية الولايات المتحدة والأميركيين من هجمات داعش، فإن الأهداف المذكورة هي "هزيمة معقل التنظيم في العراق وسوريا"، وهو ما يذكّر بتركيز خطة أوباما لمكافحة الإرهاب في عام 2009 على معقل "القاعدة" في المنطقة الحدودية الأفغانية-الباكستانية؛ من أجل "تحجيم فروعها على الصعيد العالمي" و"تعطيل شبكاتها"؛ و"تفنيد مزاعمها".
ويشير "ديلي بيست" إلى أن خطة ترامب تركز بالدرجة الأولى على وجود داعش في سورية، إلى حد اعتبار فروع داعش بأماكن مثل ليبيا وأفغانستان وما وراءها أشياء ثانوية. هذا على الرغم من أن القوات الأميركية تقاتل الجماعة الإرهابية على تلك الجبهات النائية. ساعدت تلك القوات في استعادة سرت من داعش العام الماضي، وهي الآن تهاجم داعش بأفغانستان مباشرة. في الأسبوع الماضي، قتلت القوات الأميركية أمير داعش بأفغانستان، أبو سيد، في مقاطعة كونار.
ولكن بينما يبقى التركيز على داعش في سورية، فإن أولئك الذين لديهم دراية بالاستراتيجية يعيبون عليها تكرار خطأ آخر من أخطاء إدارة أوباما: لا يوجد ربط بين قتال داعش والحرب في سوريا، التي أطلق عليها مكتب مساءلة الحكومة "حاضنة للمتطرفين الذين يتبنون العنف"، وذلك في تقرير جديد عن الجهود المبذولة لإحباط داعش. وقال موظفٌ مطّلع بالكونغرس لـ"ديلي بيست": "لا أرى اختلافاً كبيراً عن استراتيجية إدارة أوباما، وضمن ذلك الإخفاقُ في التعامل مع الظروف الأوسع بسورية التي مكنت من تقوية داعش وستمكِّن من تقوية مماثلة في المستقبل".
وقال النائب سيث مولتون لـ"ديلي بيست": "لا أزال قلقاً بشأن عدم وجود خطة محددة في مرحلة ما بعد الصراع في العراق، وطريقة واضحة للمضي قدماً في سوريا تتجاوز مجرد هزيمة داعش. إن الحرب الأهلية الوحشية في سورية مستمرة أكثر من 6 سنوات، وقد تسببت في مقتل أكثر من 400 ألف شخص، وأدت إلى تشريد الملايين. مع وجود أكثر من 500 من عناصر القوات الأميركية في سورية، نحن بحاجة إلى استراتيجية واضحة تحدد أهدافنا النهائية وكيفية تحقيقها".
ومن المقرر أن يُطلع ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، أعضاء مجلس الشيوخ على استراتيجية مواجهة "داعش" بعد ظهر الأربعاء ويقدموا معلومات محدثة حول تطورات الحرب. وقالت المتحدثة باسم البنتاغون لورا سيل، إن من بين مواضيع النقاش "أهمية دمج العمليات العسكرية مع الجهود السياسية والدبلوماسية".
أرسل تعليقك