الرياض ـ سعيد الغامدي
تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء، بحثا خلاله في العلاقات الثنائية والعمل من أجل الأمن والاستقرار في المنطقة، وتطرقا إلى الأزمة القطرية التي تزداد تعقيداً، فيما دعت الولايات المتحدة السلطات في قطر إلى إيجاد أرضية مشتركة لحل أزمتها مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، إن الملك سلمان والرئيس بوتين بحثا التعاون المشترك لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب، سعياً لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. بدوره، قال الكرملين إن الاتصال تناول الوضع المتوتر حول قطر.
وكان وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، أعلن أمام الكونغرس أول من أمس، إن أي دعم للمجموعات الإرهابية يعاكس مصلحة الولايات المتحدة، منوهاً بأن أمير قطر الحالي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورث وضعاً صعباً معقداً للغاية، وعليه أن يسير في الطريق الصحيح لمكافحة دعم الإرهاب، مضيفاً: نحن "نتفق على أن دعم الجماعات الإرهابية ضد مصلحتنا جميعاً، وعلى قطر أن تجد أرضية مشتركة مع جيرانها الدول الخليجية ومصر لإنهاء الأزمة".
وأكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن مقاطعة قطر ليست حصاراً، مشيراً، عقب لقائه نظيره الأميركي ريكس تيلرسون في واشنطن، أمس، إلى أن السعودية تمارس حقها السيادي في منع قطر من استخدام الموانئ والمجالات الجوية السعودية، في حين الموانئ القطرية لا تزال تعمل ومطاراتها مفتوحة. وأوضح الجبير، أن بلاده على استعداد لتقديم المساعدات الغذائية والطبية لدولة قطر، إذا كانت بحاجة إليها، مشدداً على أن حل الأزمة الدبلوماسية مع قطر يجب أن يتم في إطار خليجي خليجي.
وجدد الوزير السعودي القول إن "على قطر الاستجابة للمطالب المتعلقة بوقف دعم المنظمات الإرهابية وعدم التدخل في شؤون جيرانها وعدم التحريض". واضاف الجبير بالقول: إننا "نأمل أن تستجيب قطر إلى هذه المطالب العادلة والمنطقية، ونتمنى أن تسود الحكمة والمنطق القيادة القطرية، وأن توقف تمويل الإرهاب والتطرف". وتابع أن "موانئ قطر ومطاراتها لا تزال مفتوحة، لكن السعودية منعت شركات الطيران القطرية من عبور أجوائها كما منعت سفنها من دخول المياه الإقليمية السعودية، وهو أمر سيادي تتخذه الدول".
وأبدى الجبير في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أمله في أن تسود الحكمة والمنطق السياسة القطرية، وأن تتجاوب الدوحة مع دول الجوار، قائلاً: "نأمل بأن تتجاوب قطر مع مطالبنا كي نتجاوز هذه الأزمة". وأضاف أن الحل بيد قطر، ذلك أن "الانفراج يتوقف على مدى استجابة مطالب وقف دعم التطرف والتدخل في الشؤون الداخلية للدول". وأشار الجبير إلى أن هناك مراجعة أميركية للأسماء التي وردت في القائمة الإرهابية المرتبطة مع قطر، التي أصدرتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
وعلمت "الشرق الأوسط" من مصادر أميركية موثوقة، بأن وفداً خليجياً رفيع المستوى موجود في واشنطن للقاء مسؤولين في الكونغرس لمناقشة الأزمة الخليجية وسبل وقف دعم الإرهاب، وذلك قبل الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى المنطقة في الأيام المقبلة.
ووصل إلى واشنطن أمس وزير الدفاع القطري خالد العطية للبحث في تداعيات الأزمة على العلاقة الدفاعية بين الدوحة وواشنطن. في الوقت ذاته، ذكرت شبكة "سي أن بي سي" الأميركية أن السفيرة الأميركية في الدوحة دانا شيل سميث، قدمت استقالتها إلى الرئيس دونالد ترامب بسبب اعتراضها على أداء الإدارة في التعامل مع الأزمة والشرخ بين البيت الأبيض والخارجية الأميركية. وأكدت مصادر أميركية لـ "الحياة" أن سميث كانت تستعد للتقاعد بعد أكثر من عقدين في الحقل الديبلوماسي على رغم أن خروجها بهذه الطريقة يترك فراغاً أميركياً في الدوحة بانتظار ترشيح وجه ديبلوماسي جديد للمنصب.
أرسل تعليقك