ألمانيا تدخل مرحلة عدم يقين عُقب الانتخابات التشريعية مع مداولات صعبة لتشكيل الحكومة
آخر تحديث GMT00:06:05
 العرب اليوم -

ألمانيا تدخل مرحلة "عدم يقين" عُقب الانتخابات التشريعية مع مداولات صعبة لتشكيل الحكومة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ألمانيا تدخل مرحلة "عدم يقين" عُقب الانتخابات التشريعية مع مداولات صعبة لتشكيل الحكومة

رأى زعيم الاشتراكيين أولاف شولتز أن على المحافظين أن ينضموا إلى صفوف المعارضة بعد حلولهم في المرتبة الثانية
برلين ـ جورج كرم

ستكون الحكومة الألمانية المقبلة هي الأولى منذ 16 عاماً التي لا تقودها المستشارة أنجيلا ميركل. ويعتبر هذا الوضع لتشكيل ائتلافاً جديداً من عدة أحزاب، قد يستغرق أسابيع أو حتى شهوراً، تاريخياً. وبهذا تدخل ألمانيا التي كانت قطب استقرار في عهد ميركل، في مرحلة عدم يقين نسبي مع مداولات صعبة متوقعة لتشكيل الحكومة المقبلة إثر الانتخابات التشريعية التي تقدم الاشتراكيون الديمقراطيون فيها بشكل طفيف على المحافظين.

وبعد 3  حملات انتخابية كانت فيها المستشارة المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل في مقدمتها قبل وبعد الاقتراع، جاءت حملة هذا العام بكثير من التشويق انتظاراً لمن يحل أولاً ومن يملك الفرص الأكبر لخلافة أقوى امرأة في العالم لسنوات طويلة، وجاءت النتائج مليئة بشحنة من التغيير مع رغبة لا تقل أهمية في الاستمرارية والاستقرار.

أُسدل الستار على الانتخابات الألمانية العامة العشرين، وسط نتائج أولية تشير إلى فوز الحزب الديمقراطي الاشتراكي، ومرشحه أولاف شولتز، والذي و بدوره قال إن "أول ما فعلته بعد استيقاظي من النوم هو إلقاء نظرة على الأرقام عبر هاتفي الجوال، وعندما رأيتها اطمأننت جداً وسعدت بها".

وبعد حملة انتخابية كانت داخلية بحتة في ملفاتها وعانت من فقر في أطروحاتها الأوروبية والسياسية الخارجية أو حتى مسألة الهجرة، عبر الناخب عن حاجته إلى الاستمرارية، فصوت للحزبين الكبيرين بنسبة تقارب 50%، وجاء الحزب الديمقراطي أولاً بنسبة 25.7% والاتحادين المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي (حزب ميركل) بنسبة 24.1%، ولم يكن مفاجئاً أن يتقدم الديمقراطي الاشتراكي ومرشحه للمستشارية أولاف شولتز على خصمه التقليدي.

وهناك 4 معطيات عززت هذا التفوق، على رأسها التأييد الواسع لشخص المرشح أولاف شولتز أمام خصمه أرمين لاشيت، ومن ثم كانت الحملة الدعائية الموفقة للحزب والتي أظهرت برنامجاً يدعو للعدالة الاجتماعية وحماية المناخ في تعاون مع الاقتصاد ودون الإضرار بالأخير.

وفي استطلاع جديد للناخبين قال 51% منهم إن مطلب العدالة الاجتماعية كان الحاسم في تصويته، أما العنصر الرابع فتمثل في إظهار قيادة الحزب تماسكاً، على الرغم من ميول رئاسة الحزب اليسارية في الطرح مقابل اعتدال يتميز به شولتز نفسه.

ولم ينجح الاتحاد المسيحي الديمقراطي في إحداث شقاق بين شولتز ورئاسة حزبه التي انتقدت سابقاً (عام 2019) التزامه بمبادئ الحزب في ملف العدالة الاجتماعية، إلا أنها هذه المرة كانت قليلة الظهور ولم تترك مجالاً لتأويل ولائها لشولتز.

ولم يكتف الديمقراطي الاشتراكي بالفوز في انتخابات البوندستاج، بل عززه بفوز في الانتخابات المتزامنة لبرلمان ولاية برلين وبفوز كاسح للحزب في ولاية مكلنبورج ـ فوربومرن في شمالي شرق ألمانيا، وكأن الرياح كلها أتت مواتية لسفن أولاف شولتز وحزبه، وامتلأت صحف ألمانيا بسرد قصة النجاح للحزب ومرشحه الذي كسب نحو 20 نقطة في 4 شهور فقط.في المقابل كان أرمين لاشيت يعاني من ضعف مصداقيته عند الناخب الألماني، كما يعاني من قلة الثقة بخبرته الحكومية أو قدرته على تقديم الحلول، على عكس ما رآه الناخب عند شولتز.

وتمكن لاشيت بفضل دعم المستشارة ميركل وظهورها معه في اللحظات الأخيرة للحملة الانتخابية من تقليص الفارق دون أن يكسر الفجوة تماماً، ولكن في المقابل، رفع كثيرون داخل معسكر المحافظين اسم منافسه السابق على الترشيح ضمن معسكر المحافظين ماركوس زودر، رئيس وزراء بافاريا، على لافتاتهم، ما أضعفه كثيراً، زيادة على هفواته في الأشهر القليلة الماضية.

يبدو إعلان شولتز رغبته في تشكيل ائتلاف حكومي مدعم بأرقام التصويت طبيعياً، في حين يبدو إعلان لاشيت بشأن بتشكيل الحكومة المقبلة مستغرباً، ما جعل ميشائيل كريتشمر، رئيس وزراء ولاية سكسونيا ورفيق لاشيت في الحزب، يقول إنه يجب على بلاشيت أن يدرك الزلزال الانتخابي الذي هز أركان الحزب والاعتراف بالهزيمة، بعد تسجيل أسوأ نتيجة في انتخابات ألمانيا الحديثة (منذ 1949).

وليس هناك من مبادئ قانونية تحدد كيفية التفاوض بين الأحزاب لتشكيل الحكومة المستقبلية، لكن العادة جرت على أن يتولى الحزب الفائز، مفاوضات مع شركاء محتملين، باعتبار أنه يملك تفويضاً وحقاً أخلاقياً لفعل ذلك، دون أن ينفي من حيث المبدأ إمكانية أن يسارع الفائز الثاني بفعل الشيء ذاته.

شحنة التغيير تعبر عنها نسبة حزب الخضر التي ارتفعت بنحو 5.9% ليسجل الحزب في الاقتراع نسبة 14.8%، وعلى الرغم من فرحة حزب الخضر بهذه الزيادة إلا أن الخضر يعلمون أنه كان بإمكانهم تحقيق المزيد ولربما احتلال الموقع الأول في التصويت، لولا أخطاء وقعت فيها المرشحة لمنصب المستشارة أنالينا بيربوك (تجميل السيرة الذاتية ونشر كتاب تخللته فقرات مستنسخة دون الإشارة إلى المصادر)، بالإضافة إلى نجاح الأحزاب المتنافسة معه في تصويره حزباً يسعى لحماية المناخ مهما كلف الأمر من تبعات للمواطن أو الاقتصاد.

جاءت هذه النتيجة للخضر بفضل قناعة من المواطنين الألمان أنه لا بد من فعل المزيد من أجل حماية المناخ وبالتالي حماية المواطن من تبعات تغيرات المناخ الراديكالية، خاصة بعد موجة الفيضانات التي عمت غرب ألمانيا في يوليو الماضي، لكن هذه الزيادة جاءت محدودة، بسبب قناعة أخرى ملازمة لدى الناخب الألماني الذي يريد الخروج من أزمة كورونا قريباً ويتمنى للاقتصاد ما بعد كورونا أن يتعافى، وبالتالي لا يرغب بالضرورة في تكبيله بكثير من القيود الضريبية.

الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) حافظ على موقعه السابق وبزيادة طفيفة 0.7% ليسجل 11.5% من الأصوات، ما يجعله مثل الخضر رقماً صعباً في معادلة تشكيل الحكومة واختيار المستشار، وإن كانت العلاقة التقليدية بين الليبرالي والخضر تتصف بالمنافسة ومحاولة الإقصاء، إلا أن الحزبين اقتنعا هذه المرة بضرورة التنسيق حتى لا يتم جرهما إلى ائتلاف مع أحد الحزبين الكبيرين بما لا يحقق طموحهما.

وأشار أحد قادة الحزب الليبرالي إلى أن كتلة مكونة من الليبرالي والخضر هي أكبر من أي من الحزبين الكبيرين، لكن أحداً لا يمكنه تجاهل الخلافات الكبيرة بين الطرفين في ملف المالية والضرائب من جهة وحماية المناخ على الجهة الأخرى، فالليبرالي أكثر تشدداً في مطلب ضبط ديون الدولة والخضر يطالبون بإجراءات حاسمة لحماية المناخ، قد تقلق أنصار ليبرالية السوق.

عزم الحزبين (الخضر والليبرالي) على التنسيق دون إعلانهما عن هوية الائتلاف الذي ينشدانه أو تأييدهما لشخص مرشح للمستشارية دون غيره، يأتي في سياق التكتيكات الانتخابية، فكلاهما يريد أن يرفع ثمن مشاركته في الائتلاف، وقال رئيس كتلة الخضر في البوندستاج الحالي "أنطون هوفرايتر" إن حزبه سينظر إلى من يعطيه أكثر لدعم هدفه في حماية المناخ، وسأل قيادي الخضر من أصول تركية جيم أوزديمير الحزبين الكبيرين، إن كان أحدهما يؤيد التسريع في الاعتماد على الفحم الحجري كمصدر لتوليد الكهرباء.

تصريحات أرمين لاشيت التي قال فيها إنه جاهز للتفاوض مع الحزبين (الليبرالي والخضر) لتشكيل حكومة، جعلت المراقبين يتوقعون أن يذهب بعيداً في التوافق معهما وكأنه في مزاد علني، نظراً لأنها الفرصة الأخيرة له في صراعه على البقاء.

ولو خرج من سباق المستشارية بخفي حُنين، فإنه سيضطر لترك منصبه كرئيس للحزب المسيحي الديمقراطي (حزب ميركل) إن عاجلاً أو آجلاً، فيما يعارض شريكه في "الاتحاد المسيحي" ماركوس زودر، من بافاريا قائلاً إنه لن يقبل بأي تسوية لمجرد تشكيل ائتلاف حكومي.

أما أولاف شولتز الذي ظهر غداة الانتخابات أمام الصحافة هادئاً كعادته، دون المبالغة في إظهار فرحته بالنتيجة، فكان واثقاً من سعيه لتشكيل الائتلاف الحكومي القادم، ومن أحقيته الأخلاقية، فيما هي ليست متوفرة لخصمه لاشيت الذي يراه في المعارضة.

وجه شولتز رسائله للناخب والأحزاب الشريكة المحتملة على حد سواء، وفسّر شولتز سر زيادة نسب حزبه والخضر وكذلك نسبة الليبرالي على أنها تأييد من الناخب لانطلاقة جديدة، مغازلاً الحزبين لتشكيل شراكة حكومية، وقال أيضاً إن الديمقراطي الاشتراكي حكم سابقاً مع الليبرالي (1969 ــ 1982) ومن ثم مع الخضر (1998 ــ 2005) وبالتالي هناك قاعدة للعمل مع الحزبين، محاولاً طمأنة الناخب بأن ائتلاف الإشارة الضوئية، وهو الوحيد الذي يراه شولتز، يندرج في إطار الاستمرارية مع شحنة من التغيير، وأنه لا يمثل مغامرة غير محسوبة النتائج.

ويبدو الارتياح ظاهراً على أولاف شولتز وهو المعتدل المنتمي ليمين الديمقراطي الاشتراكي، لأنه لم يعد مضطراً لتداول إمكانية تشكيل تحالف يساري مع الخضر وحزب اليسار (خلف الحزب الشيوعي السابق في ألمانيا الشرقية) مع بعض قيادة حزبه التي تميل لليسار.

وخسر حزب اليسار نصف قاعدته الانتخابية بحصوله على 4.9% من الأصوات فقط، وكاد أن يخرج من البرلمان نهائياً، لولا استثناء في قانون الانتخاب الألماني يقول إن فوز أي حزب بـ3 دوائر انتخابية مباشرة يؤهله للقفز فوق عتبة الـ 5% وحجز المقاعد البرلمانية وفق النسبة التي سجلها.

لكن كثير من المراقبين يرون أنها ربما تكون الدورة البرلمانية الأخيرة التي يصل فيها هذا الحزب إلى البرلمان بعد استنفاد مخزونه الكبير في شرق ألمانيا، حيث تجاوزه الديمقراطي الاشتراكي وكذلك حزب أقصى اليمين الشعبوي "البديل من أجل ألمانيا".

لكن هذا الحزب اليميني الشعبوي وصاحب الارتباطات باليمين المتطرف، المعادي للجوء ولما يسميه "أسلمة ألمانيا" خسر شيئاً من تأييده، فبعد أن دخل البرلمان لأول مرة عام 2017 برصيد 12.6% على ظهر حملته ضد تدفق اللاجئين السوريين وغيرهم على ألمانيا أعوام 2015 و2016، إذ تجاوز عددهم المليون، لم يتمكن هذا العام، وعلى الرغم من تكراره ذات الشعارات مضيفاً إليها رفض سياسات ميركل في أزمة كورونا، من تصعيد أجندته إلى صدارة اهتمامات الناخب الألماني، وسجل في النهاية نسبة 10.3% من الأصوات.

في المقابل تتشدق قيادته بأن الحزب باق في الحياة السياسية على الرغم من سعي الأحزاب الأخرى لتحجيمه أكثر ورفضها أي تعاون مستقبلي معه باعتباره لا يتسق مع ألمانيا الحديثة والمنفتحة.

وأظهرت استطلاعات أولية لقناة "N-TV" الإخبارية أن نحو 80% من مشاهديها يؤيدون أن يكون شولتز هو المستشار، فيما يرى 20% فقط، أن أرمين لاشيت هو الأفضل.

ومع أنه استطلاع محدود ولا يمكن اتخاذه كعينة

قد يهمك ايضا 

ميركل تخفف إغلاق "كورونا" بألمانيا بدءا من الإثنين

أنجيلا ميركل تبحث تخفيف قيود كورونا في ألمانيا

متكاملة، فإن ما يشير إليه يتطلب جهداً من أولاف شولتز وبراجماتية عالية وقدرة كبيرة منه على إقناع الشركاء المحتملين وإقناع قطاعات واسعة في حزبه بالتسويات التي لا بد منها، وإن كان تحدياً كبيراً، فهو ممكن ومرجح، من دون الاستبعاد الكلي لتشكيل ائتلاف آخر "جامايكا" بين المسيحي الديمقراطي والخضر والليبرالي، وإن كان أقل ترجيحاً.أما طموحات الخضر في الريادة وتشكيل حكومة "حماية المناخ" فتبدو مؤجلة لكن لم يتم طيّها إلى الأبد، ولربما جاء زمن الخضر مباشرة بعد 4 سنوات أو بعد ذلك بقليل.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألمانيا تدخل مرحلة عدم يقين عُقب الانتخابات التشريعية مع مداولات صعبة لتشكيل الحكومة ألمانيا تدخل مرحلة عدم يقين عُقب الانتخابات التشريعية مع مداولات صعبة لتشكيل الحكومة



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي
 العرب اليوم - تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab