اقتحم مسلحون ملثمون يرتدون زي "قوات مكافحة الإرهاب" اليمنية، مقر حزب "الإصلاح" الرئيسي في عدن بعد منتصف ليل الخميس الجمعة. وحسب مصادر في الحزب وسكان محليين فإن مسلحين قدموا على متن عربات تابعة للشرطة اقتحموا المقر الرئيسي لحزب الإصلاح في مدينة كريتر في العاصمة المؤقتة عدن، وأضرموا النار فيه قبل أن يلوذوا بالفرار.
وحسب ذات المصادر فإن المقر كان خالياً لحظة اقتحامه ولم يكن يتواجد فيه أحد، ووفقاً لسكان يقطنون بالقرب من مقر حزب الإصلاح فإن سيارات الإطفاء هرعت إلى المكان بعد اندلاع النيران و سيطرت على الحريق لاحقاً. ويأتي هذا الهجوم بعد يومين من حملة اعتقالات واسعة نفذتها قوات أمنية طالت قيادات وأعضاء في حزب الإصلاح في عدن بينهم الامين المساعد للحزب في عدن محمد عبدالملك.
وكان المقر الرئيسي للاصلاح قد تعرض لعملية مماثلة أواخر إبريل/نيسان الماضي ولم تكشف الجهات الأمنية هوية منفذيها والجهات التي تقف خلفهم، ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم رغم تعهد الجهات الأمنية بالكشف عن مرتكبيه. كما يأتي هذا الهجوم بعد وقت قصير من تداول نشطاء على الإنترنت مقطعًا مصورًا يظهر فيه مدير أمن عدن شلال شايع المؤيد للحراك المطالب بانفصال جنوب اليمن وهو يتهم حزب الإصلاح بالإرهاب ويهدد بمهاجمة مقراته.
من جهة ثانية، قال مصدر أمني بمحافظة مأرب إن الأجهزة الامنية تمكنت من القاء القبض على خليتين إرهابيتين. واوضح المصدر أن عمليات التحري والمراقبة تمكنت من كشف الخليتين وضبط أعضائها في مدينة مأرب الذين قدموا من عدد من المحافظات وبينت التحقيقات الأولية أن الخليتين كانتا تخطط لاستهداف قيادات سياسية وعسكرية وأمنية ومرافق حكومية ومنشآت حيوية، مشيرا إلى أنه يجري حاليا استكمال التحقيق مع أعضاء الخليتين وسيتم احالتها إلى القضاء المختص.
وأكد المصدر أن الأجهزة الأمنية في المحافظة في يقظة عالية وتعمل بهمة وكفاءة من أجل أمن المواطن وحماية المصالح العامة والخاصة وتعزيز الأمن والاستقرار ما مكنها من افشال كثير من المخططات التي تستهدف السكينة العامة. وحذر كل من تسول له نفسه العبث بالأمن والاستقرار سواء لمحافظة مأرب او للوطن عموما ولن تتوانى في الضرب بيد من حديد.
وأمس الخميس، اصيب مدير شرطة كابوتا “التقنيه” العقيد علي منصور وقتل أحد مرافقيه اثر اشتباك مع مسلحين مجهولين. وقال احد افراد الامن ان وقع الاشتباك مع المسلحين اثناء وجود العقيد وبعض مرافقيه بالقرب من منزل يشهد نزاعا بين مقتحمين ومالكين المنزل بحي الثقنية.
وفي نيويورك، طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مساء الخميس، أطراف الصراع اليمني بعدم "فرض قيود على حركة ونقل العاملين في المجال الإنساني والمساعدات الإنسانية"، والسماح لهم بالوصول للمحتاجين. جاء ذلك في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي التي عقدت الخميس، حول مخاطر المجاعة وتهديداتها للسلم والأمن الدوليين.
وقال الأمين العام في إفادته إلى أعضاء المجلس إن "ملايين من الناس لا يزالون يعانون (باليمن)، ومن الصعب الوصول إلى حوالي 700 ألف بمحافظات صعدة وحجة (شمال غرب)، والحديدة وتعز (غرب) بسبب العقبات البيروقراطية والضربات الجوية والقصف والاشتباكات البرية". وأضاف "فرض كل من تحالف الحوثيين و(الرئيس السابق) علي عبد الله صالح الذي يسيطر على صنعاء، وحكومة اليمن قيودا على حركة ونقل العاملين في المجال الإنساني".
وتابع غوتيريش أنه"سجل انتشار وباء الكوليرا أعلى المعدلات في العالم، حيث بلغ عدد حالات الإصابة المشتبه بها إلى 800 ألف حالة وأكثر من ألفي حالة وفاة". وكرر دعوته لجميع أطراف الصراع بضرورة "ضمان الوصول الإنساني للأشخاص المحتاجين دون معوقات، وأن يعود الطرفان إلى طاولة المفاوضات".
وفي الرياض، وجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بدعم الميزانية التشغيلية لمحافظة تعز وتفعيل عجلة التنمية، من خلال زيادة الإيرادات وضبط قنواتها وتحصيلها لدى فرع البنك المركزي بالمحافظة وكذلك استعادة وتفعيل المؤسسات الحكومية في المحافظة. وحث هادي محافظ تعز علي المعمري، خلال استقباله وفد "العمل المجتمعي والتنسيق والتعاون مع مختلف الأجهزة الحكومية والأمنية" على توحيد الجهود ورفع الطاقات لتحقيق الهدف الوطني المشترك في القضاء على فلول التمرد والانقلاب واستكمال تحرير تعز وبناء المؤسسات الوطنية بمفهومها ومعناها الصحيح والدائم، وذلك طبقا لما ذكره الموقع الرسمي لوكالة الأنباء اليمنية .
ورفض هادي استقالة المحافظ المعمري في الوقت الذي كلفه بمواصلة مهامه في قيادة المحافظة، وهي الاستقالة التي قدمها في الـ26 من سبتمبر/أيلول الماضي. كما أكد الرئيس هادي دعمه لمواصلة تطبيع الحياة في محافظة تعز، وأن الحكومة ستولي تعز كل الاهتمام لعودة الحياة إلى طبيعتها في ظل الظروف الراهنة وإعادة افتتاح وتشغيل فرع البنك المركزي والأجهزة الأمنية، محييًا في الوقت ذاته بسالة وصمود أبناء تعز الذين قال عنهم إنهم سطروا أروع الملاحم في وجه قوى التمرد والانقلاب.
بدوره، عبر المحافظ علي المعمري عن امتنانه وتقديره للرئيس هادي وعلى الثقة التي يوليها له بما تمثله من حمل ثقيل ومسؤولية مضاعفة في ظل الظروف الراهنة. وقال المعمري: "نجدد لكم العهد والوفاء بأننا سنظل عند حسن الظن ونعمل بكل ما أوتينا لخدمة تعز وأبنائها في إطار استعادة الدولة وبناء اليمن الاتحادي الجديد". كما استعرض واقع المحافظة الراهن وما يتطلبه من جهود ودعم على مختلف المجالات الأمنية والتنموية وغيرها.
أرسل تعليقك