تعرض موكب تابع لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لهجوم عنيف على طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، مما أدى إلى إصابة نائب قائد القوات المنتهية ولايته، اللواء شوك بهادور داكال من نيبال، الذي كان في طريقه إلى وطنه بعد انتهاء مهمته. الهجوم وقع بعد قرار السلطات اللبنانية إلغاء إذن هبوط لطائرة ركاب إيرانية، مما أثار احتجاجات في المنطقة. المحتجون، الذين يُعتقد أنهم من أنصار حزب الله، هاجموا الموكب وأضرموا النار في إحدى المركبات.
قائد الجيش اللبناني بالنيابة، اللواء الركن حسان عوده، تواصل مع قيادة اليونيفيل، مؤكداً رفض الجيش لأي اعتداء على القوات الأممية، وتعهد بالعمل على توقيف المتورطين وتقديمهم للعدالة. اليونيفيل أعربت عن صدمتها من الهجوم، واعتبرته انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، مطالبةً السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق فوري وشامل وتقديم الجناة إلى العدالة.
في السياق نفسه، أدانت الخارجية الأمريكية الهجوم، مشيدةً بالاستجابة السريعة للجيش اللبناني وتعهد الحكومة اللبنانية بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم. هذا الحادث يأتي في ظل توترات متصاعدة في لبنان، خاصة بعد تقارير عن استخدام رحلات مدنية لتهريب أموال إلى حزب الله، مما أدى إلى احتجاجات وأعمال شغب في عدة مناطق.
وقالت اليونيفيل، في بيان: "موكب كان يقل قوات حفظ السلام إلى مطار بيروت، تعرض لهجوم عنيف، وأُضرمت النيران في إحدى المركبات أدى لإصابة نائب قائد قوات اليونيفيل المنتهية ولايته، والذي كان عائدا إلى وطنه بعد انتهاء مهمته".
وتابع البيان: "لقد صدمنا من هذا الهجوم الفظيع على قوات تعمل على استعادة الأمن والاستقرار في جنوب لبنان خلال وقت عصيب".
وأشارت اليونيفيل إلى أن "الهجمات تشكل انتهاكات صارخة للقانون الدولي وقد ترقى إلى جرائم حرب، ونطالب السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق كامل وفوري وتقديم جميع الجناة إلى العدالة".
موقف واشنطن
وفي السياق، أدانت الخارجية الأمريكية في بيان السبت "الهجوم العنيف على قافلة اليونيفيل الذي تردد أنه من تنفيذ مجموعة من أنصار حزب الله"، مضيفة أن الهجوم "أسفر عن إصابة العديد من أفراد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة".
وأضاف البيان: "نشيد بالاستجابة السريعة للجيش اللبناني لمنع مزيد من العنف" و"نشيد بالتزام الحكومة اللبنانية باتخاذ جميع التدابير لمحاسبة المسؤولين عن هجوم بيروت".
تحرك لبناني
بدوره، أعلن قائد الجيش اللبناني بالنيابة، اللواء الركن حسان عوده، في بيان، أنه تواصل مع قائد قوات اليونيفيل، الجنرال أرولدو لازارو، مؤكدا رفض الجيش لأي اعتداء على القوات الأممية.
وشدد عوده على أن الجيش سيعمل على توقيف المتورطين في الاعتداء وتقديمهم إلى العدالة.
وأجرى رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، اتصالا بالمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام أرولدو لازارو، مستنكرا بأشد العبارات "الاعتداء الإجرامي" الذي استهدف قوات حفظ السلام.
وأكد سلام لهما أنه "طلب من وزير الداخلية اتخاذ الإجراءات العاجلة لتحديد هوية المعتدين، والعمل على توقيفهم وتحويلهم إلى القضاء"، وفق البيان ذاته.
بدوره، أعلن وزير العدل اللبناني عادل نصار، في بيان، أنه طلب من النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، التحرك للتحقيق في أحداث الهجوم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أن "عددا من الشبان هاجموا على طريق المطار القديم في محيط الكوكودي، موكبا تابعا لقوات اليونيفيل، وتم إحراق 3 سيارات تابعة للموكب".
وأشارت إلى أن "قوة من الجيش تدخلت لملاحقة المعتدين".
ويأتي ذلك مع تجدد احتجاجات لليوم الثاني على التوالي رفضا لعدم منح السلطات اللبنانية الإذن لطائرة إيرانية بالهبوط في بيروت الخميس.
وأشعل المحتجون إطارات السيارات أمام مدخل مطار رفيق الحريري، رافعين شعارات مؤيدة للأمين العام السابق لـ"حزب الله" حسن نصر الله، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء اللبنانية.
والخميس، أفادت وسائل إعلام لبنانية، بينها صحيفة النهار (خاصة)، بأن سلطات الطيران المدني اللبنانية لم تمنح إذنًا لطائرة ركاب إيرانية بالهبوط في مطار رفيق الحريري، ما أدى إلى عدم إقلاع الطائرة من مطار طهران الدولي.
يُذكر أنه في 3 يناير/ كانون الثاني الماضي، أخضعت سلطات مطار بيروت طائرة إيرانية تقلّ وفدا دبلوماسيا لتفتيش دقيق، ما أثار غضب أنصار "حزب الله"، حيث نظم عشرات منهم اعتصاما في محيط مطار رفيق الحريري احتجاجا على هذا الإجراء.
قد يهمك أيضــــاً:
مقتل خمسة جنود إسرائيليين وإصابة عشرين آخرين في هجوم صاروخي من حزب الله واليونيفيل تؤكد مواصلة عملها في جنوب لبنان
اليونيفيل تصدر بيانًا بشأن استخدام إسرائيل "الفسفور الأبيض" في العمليات العسكرية بلبنان
أرسل تعليقك