واشنطن - عادل سلامة
تشهد أروقة البيت الأبيض والكونغرس الأميركيين هذه الأيام، حراكا لتضيق الخناق على إيران و"حزب الله" اللبناني الذي تعتبره واشنطن أبرز أذرع طهران لضرب وزعزعة استقرار المنطقة وتصنفه بـ"جماعة إرهابية". فقد وصف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إد رويس، النظام في إيران، بـ"التيار المزعزع لاستقرار جيرانه"، محذرا في جلسة للكونغرس الأميركي حول التهديدات الإيرانية من تمدد إيران في العراق وسورية ولبنان.
وقال رويس: "يبدو واضحًا أنَّ النظامَ في طِهران، يرى نفسَه تيارًا يستخدمُ الإيديولوجيةَ والعنف، لزعزعةِ استقرارِ جيرانِه وتهديدِهم في العراق وسورية."
وأضاف: "الحرسُ الثّوريُّ الإيرانيّ يتمدّد، مستغلًا الحَرب ضدَّ داعش. وفي لبنان، ميليشيات "حزب الله" تبني ترسانةً صاروخية كبيرة، تحملُ تهديداتٍ إرهابية.."
وخلال الجلسة أكد الجنرال السابق في القوات الجوية، تشارلز فالد، أهمية التصدي لطهران. وقال إنه" ينبغي على الولايات المتحدة الشروع في تعزيز قدراتها لمواجهة التهديد الذي يمثله كل من إيران، وميليشيات حزب الله اللبنانية المرتبطة عضويا وعقائديا بنظام ولي الفقيه".
ومن المتوقع أن يعلن ترامب هذا الأسبوع أن إيران غير ملتزمة بالاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015، الذي أتاح للنظام الإيراني موردا جديدا لدعم الميليشيات الإرهابية بعد رفع العقوبات الاقتصادية. ومن المنتظر أيضا، أن يكشف الرئيس الأميركي عن استراتيجية جديدة صارمة للتعامل مع النظام الإيراني، ويشمل ذلك تصنيف الحرس الثوري الإيراني تنظيما إرهابيا وهو ما يمكن أن ينسف الاتفاق النووي.
كما من المتوقع أن يلقي ترامب بالكرة في ملعب الكونغرس الذي سيكون أمامه مهلة 60 يوما لاتخاذ قراره بشأن ما إذا كان سيعيد فرض العقوبات التي رفعت بموجب الاتفاق المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ميشيل راتني، في تصريحات صحفية الأربعاء، إن حزب الله تعبير صريح عن النزعة التوسعية لإيران في الشرق الأوسط. ويأتي التصريح بعد يوم واحد من إعلان الخارجية الأميركية عن مكافأة بقيمة 7 ملايين دولار لأي معلومات تؤدي إلى اعتقال القيادي بميليشيات حزب الله اللبنانية المصنفة إرهابية، طلال حمية، و5 ملايين دولار لأي معلومات عن قيادي آخر يدعى فؤاد شكر.
وقال منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأميركية، ناتنا سايلز، أن مواجهة ميليشيات "حزب الله" هي أولوية للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وشدد مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة، نيكولا راسموسن عن أن الميليشيات لاتزال تشكل تهديدا للولايات المتحدة، وأن الولايات المتحدة تواصل مراقة تحركات عناصره، لاسيما في الأراضي الأميركية.
وفي المقابل، ندد "حزب لله" اللبناني بالمكافأتين بقيمة ملايين الدولارات، اللتين أعلنت واشنطن، الثلاثاء، عن منحهما مقابل تقديم معلومات تساهم في إلقاء القبض على قياديين بارزين فيه. وقال مسؤول كبير في "حزب الله"، الأربعاء، في حديث لوكالة "رويترز": "إن هذه الاتهامات من الإدارة الأميركية ضد حزب الله ومجاهديه هي اتهامات مرفوضة وباطلة، ولن تؤثر إطلاقا على عمل المقاومة ضد العدو الصهيوني وضد الإرهابيين والتكفيريين".
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه: "نحن نعتقد جازمين أن هذه الاتهامات تأتي في سياق رد الفعل على الانتصارات الكبيرة، التي حققها محور المقاومة في سورية والعراق ضد الإرهابيين والتكفيريين".
يذكر أن حمية مدرج على قائمة الوزارة للإرهابيين الأجانب منذ العام 2015، بينما أضيف شكر إليها في العام 2013.
أرسل تعليقك