تقرير لمجلة بريطانية يقارن بين قوة الوجودين الأميركي والإيراني في العراق
آخر تحديث GMT08:07:16
 العرب اليوم -

الميليشيات الإيرانية تنتشر في أرجاء العراق وعددها خمسة أضعاف القوات الأميركية

تقرير لمجلة بريطانية يقارن بين قوة الوجودين الأميركي والإيراني في العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تقرير لمجلة بريطانية يقارن بين قوة الوجودين الأميركي والإيراني في العراق

الميليشيات الإيرانية تنتشر في أرجاء العراق
بغداد ـ عمر السويدي

تساءلت مجلة "إيكونوميست" البريطانية في تقرير لها، حول من يحكم العراق اليوم، الولايات المتحدة أم إيران؟. وقالت: " إن أردت فهم كيفية سيطرة إيران العظمى على العراق، فما عليك إلا أن تتجه نحو منطقة المدائن أو سلمان بك، عاصمة فارس القديمة جنوب مدينة بغداد، التي يبلغ عمرها ألفًا و500 عام، ولا تزال آثار قصرها بادية، وفيها أكبر قوس غير مدعم في العالم "طاق كسرى" وحتى سيطرة الجيوش الإسلامية عليها في بداية الفتح الإسلامي، فإن حجم المدينة كان ضعف روما الإمبريالية ومركز الإمبراطورية الساسانية، التي امتدت من مصر إلى جبال الهندوكوش".

ويعلق التقرير، الذي ترجمته "عربي21" بالقول إن "قلة من العراقيين يريدون اليوم تذكر هذا التاريخ، فالآثار الفارسية تحيط بها الأسلاك الشائكة، كما لو أن نفوذ إيران الماضي والحاضر يثير الحرج". وتشير المجلة إلى أن "هناك 95 مستشارًا عسكريًا إيرانيًا في البلد، مقارنة مع 5800 جندي أميركي، وعدد كبير من القواعد العسكرية، وسيطرة على الأجواء، ومن الناحية الواقعية، فإن عدد القوات الإيرانية، بحسب ما كشف مستشار لرئيس الوزراء حيدر العبادي، يفوق عدد الأميركيين بنسبة خمسة لكل واحد".

وبحسب التقرير فإن "يد إيران الخفية واضحة في كل مكان في العراق، وتذكر مسؤولة في الأمم المتحدة عندما زارت محافظة عراقية قريبة أنها فوجئت بأن القائد العسكري الإيراني الغامض قاسم سليماني، وقائد فيلق القدس كان يزور المنطقة في الوقت ذاته". وتنقل المجلة عن المحلل الأمني العراقي في بغداد هشام الهاشمي، قوله: إن "الأميركيين هم الأقوى، لكن الإيرانيين هم الأخطر، حيث اخترقوا كل جهاز من أجهزة الدولة".

ويلفت التقرير إلى أن " تدخل الإيرانيين في العراق يعود لعقود طويلة، فبعد الثورة الإسلامية عام 1979، قامت ايران بتجنيد الشيعة المنفيين، الذين طردهم الرئيس الراحل صدام حسين، وفي الثمانينيات من القرن الماضي أرسلوهم إلى المعركة ضد العراق، وبعد الإطاحة بصدام حسين عام 2003، عاد هؤلاء الشيعة المرتبطون بإيران، وملأوا الفراغ الذي شغر برحيل حزب البعث، وإصدار الأميركيين  قرارًا بحظره".

وتجد المجلة أن "الانسحاب الأميركي عام 2011، ساهم في صعود تنظيم "داعش" بعد ثلاثة أعوام، والذي هزم الجيش العراقي، وسيطر على مناطق واسعة من البلاد، وفي الوقت الذي توجهت فيه قواته نحو الجنوب، أعلنت فيه المرجعية عن "الحشد الشعبي" الذي انضم إليه عشرات الآلاف من المتطوعين، وبدعم بالسلاح الذي قدمه سليماني، فإنهم منعوا تقدم تنظيم "داعش" إلى العاصمة بغداد، وتحت شعار حماية البلاد، فإنهم قاموا بالسيطرة على ما تبقى منها".

وينوه التقرير إلى أن "عملية السيطرة لا تزال مستمرة، ففي آذار/ مارس قامت "عصائب الحق"، التي تعد من أكبر المليشيات، بمصادرة قصر يعود لساجدة صدام حسين، زوجة الرئيس السابق، في منطقة الأعظمية ذات الغالبية السنية، وتم اقتسام بقية أحياء العاصمة بين أكثر من مئة مليشيا". وتبين المجلة أنه "على خلاف بقية الشيعة الذين يتبعون المرجع الشيعي علي السيستاني في النجف، فإن معظم المليشيات تتبع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، وتقوم عناصر المليشيا بحراسة شوارع العاصمة بصفتها شرطة دينية، كما تفعل شرطة "الباسيج" الايرانية في طهران، ويحظى عدد من هذه المليشيات بتمثيل برلماني، حيث تجمَّع عدد من هذه المليشيات لتشكيل كتلة شيعية قوية موالية لإيران من أجل انتخابات عام 2018".

ويفيد التقرير بأن هادي العامري زعيم منظمة "بدر"، التي يقول إن لديها 20 ألف عنصر، وهي من أكبر المليشيات، لا يزال يصدر أوامره باللغة الفارسية، وهو صديق للجنرال سليماني، ويتبع أوامر المرشد في طهران، مع أنه ترك لعناصره حرية الاختيار. وتقول المجلة إن "هناك منافع من أتباع إيران، مع أن العراق، كما يقول العامري، متعدد الأديان ولا يمكن أن يتبنى نظام المرجعية، فيما تعهدت مليشيات بمنع إيران من السيطرة على النجف في حال رحيل السيستاني، ومن هنا فإن وجود الأميركيين يمنع من الاعتماد الكبير على جارتهم القوية، وعندما أرسلت الولايات المتحدة قواتها إلى العراق للمساعدة في قتال تنظيم "داعش"، رحبت معظم المليشيات بها".

ويورد التقرير أن "مليشيات الحشد الشعبي اتبعت في الوقت الحالي الأوامر بعدم التدخل في معركة الموصل، وترك العملية للقوات التي دربها الأميركيون، وليس للمستشارين الإيرانيين، وتركوا لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي لا يميل كثيرًا نحو إيران، كما كان يفعل سلفه، الإعلان عن المكاسب في الموصل، وذلك مقابل الحصول على الرواتب، والاعتراف الرسمي بأنها جزء من القوات المسلحة".

وتكشف المجلة عن أن "مليشيات الحشد الشعبي أزالت اللافتات والرموز الشيعية التي علقت في بغداد بعد الإعلان عن انضمام قوات الحشد للجيش العراقي، ولم تتدخل عندما تبنى العبادي سياسة خارجية مؤيدة للولايات المتحدة ومتقاربة مع الدول العربية، وقررت السلطات عدم السماح للحجاج الإيرانيين الذين دخلوا العراق دون تأشيرة، وقام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بزيارة إلى العراق في شباط / فبراير، وهي أول زيارة يقوم بها مسؤول سعودي بارز منذ 27 عامًا، وزار وفد عراقي الرياض لإعادة فتح العلاقات والمعابر الحدودية بين البلدين".

ويؤكد التقرير أنه "بعيدًا عن التحالف التكتيكي في الموصل، فإن الأطراف كلها تتساءل عن ديمومة التقارب، وبعد بناء أربع قواعد عسكرية فإنه لا يوجد ما يشير إلى نية أميركية لمغادرة العراق، ويتحدث رجال العبادي عن وجود لعدة سنوات، وأعلن العبادي بعد عودته من واشنطن في آذار/ مارس، عن تسريح نصف مليشيات الحشد الشعبي، البالغ عددها 100 ألف عنصر، ودمج الباقي في القوات المسلحة، وعبرت إيران عن قلقها، وأرسلت سفيرا جديدًا وهو مستشار بارز للجنرال سليماني، وتنتشر أشرطة فيديو دعائية تهدد بعمليات انتقامية ضد القواعد العسكرية الأميركية، فيما ترفع بعض المليشيات الشعارات المعادية للولايات المتحدة".

وتنقل المجلة عن قاسم مصلح، الذي يقود كتائب علي أكبر في كربلاء، قوله: "الاحتلال الأميركي مقبول من الحكومة لا الشعب"، ويرى أن إيران لا الولايات المتحدة هي الضامن الوحيد لاستقرار العراق. وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالقول إن "العراق مثل سورية، هو مسرح تحتاج فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسياسة خارجية واضحة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقرير لمجلة بريطانية يقارن بين قوة الوجودين الأميركي والإيراني في العراق تقرير لمجلة بريطانية يقارن بين قوة الوجودين الأميركي والإيراني في العراق



ميريام فارس بإطلالات شاطئية عصرية وأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:07 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

غارة إسرائيلية على أطراف بلدة مركبا فى لبنان

GMT 16:01 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

ارتفاع التضخم في أمريكا خلال يونيو الماضي

GMT 13:19 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

محمد ممدوح يكشف عن مهنته قبل التمثيل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab