أنقرة - جلال فواز
أفاد مصدر عسكري، بأن الجيش التركي أقام أربع عشرة نقطة آمنة شمالي غرب محافظة إدلب السورية. وقال المصدر إن الجيش التركي بدأ عمليات الاستطلاع والكشف جواً فوق منطقة عفرين، شمال غرب حلب وذلك باستخدام طائرة مسيّرة عن بُعد. وقد دفعت أنقرة بمزيد من التعزيزات العسكرية، إلى الحدود مع محافظة إدلب، تمهيدا للدخول إلى المحافظة لتطبيق اتفاق التهدئة، الموقع في أستانة.
وحسب معلومات موثوقة فقد وصلت تعزيزات عسكرية تركية، مساء الأربعاء، ولاية شرناق المحاذية للحدود العراقية. وجاءت التعزيزات الجديدة بالتزامن مع مواصلة الجيش التركي مناوراته العسكرية قرب معبر خابور الحدودي مع العراق. وحسب مراسل "الأناضول"، فإن التعزيزات التي شملت رتلًا عسكريًا مكونًا من دبابات، وصلت في ظل إجراءات أمنية مشددة، قضاء "سيلوبي" القريب من الحدود العراقية.
وكانت تركيا مؤخرا عملية عسكرية بطول حدودها مع محافظة إدلب شمال غربي سورية، التي يسيطر عليها مسلحون تابعون لتنظيم "القاعدة"، من أجل "تعزيز منطقة تهدئة". وأكدت تركيا أن عمليتها العسكرية التي أطلقتها في محافظة إدلب السورية مستمرة "حتى زوال الخطر" على حد وصفها. وأعطت أنقرة لعملها العسكري عدة مبررات منها حماية الحدود ووقف تدفق اللاجئين لأراضيها وتطبيق مخرجات اتفاق أستانة.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العملية العسكرية للجيش التركي في إدلب بأنها "مسألة أمن قومي" بالنسبة لتركيا، معتبرا أن الأراضي التركية قرب الحدود مع سوريا ترزح تحت التهديد. وقال أردوغان إن مناطق خفض التصعيد ستطبق في إدلب حيث "روسيا في الخارج وتركيا في الداخل"، بدعم من مقاتلي المعارضة السورية.
وفي واشنطن، قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، الأربعاء إن بلاده ستعمل جاهدة للمحافظة على اصطفافها مع القوات التركية في مواجهة "عدونا المشترك". جاء ذلك في تصريح للوزير قبيل صعوده لطائرة حكومية خاصة، متوجهًا إلى ولاية فلوريد. وأوضح ماتيس في تصريحاته أن "تركيا شريك لنا في حلف شمال الأطلسي "الناتو" ، ونحافظ على تعاون واتصالات وثيقة جدًا معها". واستطرد في ذات السياق قائلا "ولم يتأثر التفاعل والتكامل بين الجيشين بهذا الأمر"، في إشارة للتوتر الدبلوماسي الأخير بين البلدين.
وشدَّد الوزير ماتيس على ضرورة "أن نعمل جاهدين على البقاء مصطفين معها ضد عدونا المشترك، ونحن نؤدي عملاً طيباً في التعاون العسكري بيننا".
معلوم أن العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وانقرة توترت عقب قيام سفارة الولايات المتحدة بالعاصمة التركية، مساء الأحد الماضي بتعليق جميع خدمات التأشيرات في مقرها والقنصليات الأمريكية في البلاد "باستثناء المهاجرين". وعلى الفور ردت السفارة التركية في واشنطن على الخطوة الأميركية بإجراء مماثل يتمثل في تعليق إجراءات منح التأشيرات للأمريكيين في مقرها وجميع القنصليات التركية بالولايات المتحدة.
وجاء هذا التوتر، بعد أيام من صدور حكم قضائي تركي بحبس "متين طوبوز" الموظف في القنصلية الأمريكية العامة في إسطنبول، بتهم مختلفة بينها "التجسس". وخلال التحقيقات، تبيّن للنيابة العامة ارتباط "طوبوز" بالمدعي العام السابق الفار "زكريا أوز"، ومدراء شرطة سابقين، متهمون بالانتماء لمنظمة "فتح الله غولن" الإرهابية التي قامت بمحاولة انقلاب فاشلة في 15 يوليو/تموز 2016.
أرسل تعليقك