نيويورك ـ مادلين سعاده
طالب مجلس الأمن الدولي، فجر اليوم الجمعة، حكومة ميانمار بالوقف الفوري لعمليتها العسكرية والتطهير العرقي ضد مسلمي "الروهينغا" في إقليم أركان، غربي البلاد. كما حذّر في جلسة علنية، عقدها المجلس حول الأحداث في ميانمار، من تداعيات زعزعة الاستقرار في المنطقة، في حال استمرار أعمال "التطهير العرقي" الجارية بحق السكان في الإقليم. وأكدت دول المجلس بالاجماع مسؤولية حكومة ميانمار عن حماية المدنيين في البلاد، بما في ذلك سكان إقليم أراكان، وضمان العودة الطوعية والأمنية للفارين من الإقليم.
واعتبرت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة، نيكي هيلي ، في كلمة ألقتها خلال الجلسة الجرائم التي ترتكب بحق طائفة الروهنغيا، في إقليم أراكان، غربي ميانمار، "تطهيرًا عرقيًا". وقالت هيلي "لا أشعر بالخوف إذا ما أطلقت على ما يحدث في بورما (ميانمار) حملة وحشية مدعومة، لتطهير البلاد من مجموعة إثنية معينة". ورفضت في ذات السياق مزاعم حكومة ميانمار بأنها تحارب "متطرفين إسلاميين".
وأضافت هيلي في ذات النقطة "إذا كانت السلطات في ميانمار صادقة بأنها تحارب الإرهاب، فلتسمح للصحفيين بالدخول إلى راخين (أراكان) وتوثيق ذلك". وأردفت قائلة "نهيب بدول العالم أن تعلق تزويد ميانمار بالسلاح بسبب العنف الدائر ضد مسلمي الروهنغيا، وذلك حتي يتخذ العسكريون في ميانمار إجراءات كافية للمحاسبة". وتابعت "إنه أمر مخز بالنسبة لقادة بورما الذين قدموا التضحيات الهائلة لكي تصبح دولة ديمقراطية مفتوحة"، في إشارة إلى مساعيها للتخلص من الحكم العسكري للبلاد.
أما المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير فرانسوا ديلاتر، فقد أكد في إفادته أن بلاده "لا تستطيع الصمت أمام ما يحدث من تطهير عرقي بحث مسلمي الروهنغيا". وكشف أن بلاده التي تتولى الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن الدولي خلال أكتوبر/تشرين أول المقبل، ستدعو الأمين العام، الأسبق للأمم المتحدة، كوفي عنان، لتقديم إحاطة أمام المجلس بشأن أوضاع السكان في أراكان.
وأعرب عن أمله في أن تبعث جلسة مجلس الأمن "إشارة لسلطات بورما (ميانمار) حتى نتمكن من المضي قدما نحو إنهاء العنف ضد المدنيين". واستطرد "وحتى نتمكن من الوصول الكامل والفوري للوكالات الإنسانية، والمنظمات غير الحكومية، إلى المحتاجين". وتابع "وكي نتمكن من بدء حوار سياسي، استنادا لتوصيات اللجنة الاستشارية المعنية برئاسة عنان، على أن يكون ملف عودة اللاجئين والمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان أمرا أساسيا أيضا".
بدوره أعرب نائب المندوب الصيني الدائم لدي الأمم المتحدة السفير، "وي. هيتو" في إفادته عن استعداد بلاده للعمل مع الدول المعنية في المنطقة من أجل إيجاد حل دائم للأزمة.
من جانبه حذّر مندوب روسيا الدائم، السفير، فاسيلى نيبينزيا، من مخاطر استغلال الجماعات الإرهابية لما يحدث في ميانمار، والقيام بعمليات إرهابية تزعزع استقرار بلدان المنطقة. ودعا في إفادته لضرورة السماح بوصول المساعدات الإنسانية فورا للمحتاجين في إقليم أراكان، والعمل على ضمان العودة الطوعية والآمنة للفارين من العنف في الإقليم.
وسبق أن أعلنت الأمم المتحدة أمس الخميس، أن حكومة ميانمار ألغت زيارة كان يعتزم مسؤولون أمميون القيام بها إلى إقليم أراكان، للاطلاع على أوضاع أقلية الروهنغيا التي تتعرض لانتهاكات. جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، خلال الموجز الصحفي اليومي، حيث قال إن الحكومة ألغت الزيارة بسبب "الظروف الجوية". وأضاف "حق" أن الأمم المتحدة تطلب من حكومة ميانمار الوصول إلى أراكان منذ بداية الأزمة في 25 أغسطس/ آب الماضي.
وأشار إلى أن "المسؤولين الميانماريين أوضحوا أن السبب وراء إلغاء الزيارة هو الظروف الجوية. ينبغي عليهم توضيح عدم إجراء الزيارة اليوم، وتحديد موعد للزيارة مرتبط أيضا بهم". وشدد حق على أن عدد مسلمي أراكان الذين لجؤوا إلى بنغلاديش هربا من أحداث العنف في ميانمار تجاوز الـ 500 ألف شخص، مبيّنا أن المنطقة تشهد أكبر حالة تهجير في السنوات الأخيرة.
أرسل تعليقك