لقاء دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يفشل في تجاوز العقدة الروسية
آخر تحديث GMT09:49:23
 العرب اليوم -

الرئيسان الأميركي والروسي ناقشا جميع الملفات السياسية الدولية

لقاء دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يفشل في تجاوز "العقدة الروسية"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - لقاء دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يفشل في تجاوز "العقدة الروسية"

أول لقاء رسمي بين الرئيسين ترامب وبوتين
هامبورغ ـ عادل سلامه

اكتشف العالم، بفضل تسريبات الصحافة الأميركية، الأسباب التي أدّت إلى التأخر في تأكيد انعقاد اللقاء الثنائي بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين التي تحوّلت منذ ليل الخميس الماضي إلى ساحة من الصدامات غير المسبوقة بين قوات الأمن والمتظاهرين المحتجين على النظام العالمي القائم، مستشارون ديبلوماسيون كثيرون ومسؤولو الأمن القومي نصحوا الرئيس الأميركي، وبعضهم بإلحاح، بعدم عقد هذا اللقاء الذي حذّر منه عدد من قادة الحزب الجمهوري وعارضه الديموقراطيون بشدة علناً منذ فترة، لكن ترامب الذي لم يخفِ أبداً إعجابه يوماً بفلاديمير بوتين، مفضلاً إياه على "أوباما المتردد" مرات عدة خلال الحملة الانتخابية، كان مصرّاً على عقد هذا اللقاء الذي طمح إلى أن يكون بمثابة تجاوز لـ "العقدة الروسية" التي تخيّم على ولايته منذ دخوله البيت الأبيض، وتثير حوله شكوكاً عجز حتى الآن عن تبديدها.

ودام اللقاء الذي كان مبرمجاً لنصف ساعة، أكثر من ساعتين واقتصر على الرئيسين ووزيري الخارجية ومترجمين وتناول كل الملفات السياسية الدولية المطروحة بدءاً بسورية ومروراً بكوريا الشمالية والتوتر في بحر الصين وصولاً إلى أوكرانيا، من غير أن يتوقف عند العناوين الكبرى للقمة مثل تغيّر المناخ وأزمة الهجرة واتفاقات التجارة الحرة، واكتفى ترامب، وفق ما سرّب، بطرح موضوع الاتهامات الموجهة إلى روسيا حول تدخلها في حملة انتخابات الرئاسة الأميركية، ليردّ عليه بوتين ناكراً أي تدخّل في ما يشبه السيناريو المعدّ سلفاً عند التحضير للقمة.
ويرى مراقبون أن المجازفة الكبرى التي أقدم عليها ترامب ليست في إصراره على عقد القمة مع بوتين وتجاهل نصائح مستشاريه المقرّبين، بل في إعلانه القبول برد الرئيس الروسي ونكرانه التدخل في الحملة الانتخابية، كما لو أنه يعتزم إقفال هذا الملف الشائك الذي ما زال يشكّل خطراً على رئاسته، وجاء الرد الروسي متعارضاً كليّاً مع استنتاجات التقرير المشترك الذي وضعته الوكالات الأمنية الأميركية الكبرى "مكتب التحقيقات الفيديرالي ووكالة الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية" والتي أكدت "أن فلاديمير بوتين هو الذي أصدر الأمر بشن هجوم إلكتروني على حملة انتخابات الرئاسة الأميركية، بهدف زعزعة ثقة الرأي العام في العملية الديموقراطية"، ويتخوّف مسؤولون في واشنطن من أن موقف ترامب لن يؤثر فقط في صدقيته كرئيس، بل من شأنه أن يلحق ضرراً بالأمن القومي الأميركي.

وخرج بوتين ظافراً من القمة على رغم أنه أصدر أوامره بشن أكبر حملة تدخّل في الشؤون الداخلية الأميركية، وبعد أشهر يجالس رئيس الولايات المتحدة، يتصافحان ويتحادثان كالأصدقاء ويتفقان على حل مشاكل العالم، وترامب الذي خرج باتفاق خجول لوقف النار في جنوب غربي سورية، تنتظره متاعب جديدة عند عودته إلى واشنطن حيث لا يزال يخضع للتحقيق من هيئة مستقلة في موضوع الشكوك التي تحوم حول تواطؤه مع التدخلات الروسية في الحملة الانتخابية، وليس مستبعداً أن تشهد واشنطن اعتباراً من الأسبوع المقبل عاصفة جديدة من الاحتجاجات والانتقادات لأداء ترامب خلال لقائه بوتين وضربه عرض الحائط بنصائح مستشاريه ودعوات غالبية أعضاء الكونغرس، ومن غير المستبعد أن يرتفع منسوب التوتر بين ترامب ومعارضيه في الأسابيع المقبلة إذا صحّت التوقعات وكشفت هيئة التحقيق المستقلة عن معلومات جديدة ينتظر أن تدفع إلى توجيه اتهامات مباشرة إلى الرئيس حول علاقاته الروسية المشبوهة.

وساد هدوء نسبي مناطق جنوب غربي سورية أمس، ترقباً لبدء تطبيق وقف النار الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا، ويسري اعتباراً من ظهر الأحد، وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهمية دفع مسار تأسيس مناطق خفض التوتر في سورية، وقال إن "الموقف الأميركي لم يتغير، لكنه غدا أكثر براغماتية، ما ساهم في الاتفاق على هدنة الجنوب"،  لكنه لفت إلى نقاط خلافية بين موسكو وواشنطن، منتقداً عبارات الوزير ريكس تيلرسون حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال بوتين، خلال مؤتمر صحافي عقده في اختتام أعمال قمة "العشرين" في هامبورغ، إن الملف السوري كان محور بحث في كل النقاشات الثنائية على هامش القمة، مشيرًا إلى أن الموقف الأميركي "لم يتغير، لكنه يبدو أكثر براغماتية، وباتت واشنطن تدرك أهمية التنسيق للتوصل إلى نتائج إيجابية وإلى مكافحة فعالة للإرهاب"، وزاد أن هذا الموقف "سمح بالتوصل إلى اتفاق الهدنة في جنوب سورية، عبر تنسيق مع كل من الأردن وإسرائيل".

واعتبر بوتين الاتفاق مع واشنطن "نتيجة حقيقية وجيدة"، لافتاً إلى أنه يشكل امتداداً "استكمالاً" للعمل المشترك لبناء مناطق خفض التوتر في سورية. وأشار إلى أهمية الجهد المشترك الذي بذلته موسكو مع كل من أنقرة وطهران على هذا الصعيد، إضافة إلى "التنسيق المتواصل مع الحكومة السورية"، وعلى رغم إشادة بوتين بنتائج محادثاته مع دونالد ترامب، إلا أنه لم يفوت فرصة انتقاد تصريحات الوزير تيلرسون التي قال فيها إن الرئيس السوري بشار الأسد لا مستقبل له في العملية السياسية، وأفاد الرئيس الروسي، بأنّه "على رغم احترامي لتيلرسون الحاصل على وسام روسي بارز إلا أنه ليس مواطناً سورياً، ومصير الأسد يحدده المواطنون السوريون فقط".

وأشاد بوتين الذي عقد أمس جلسة محادثات مطولة مع نظيره رجب طيب أردوغان، بأهمية الدور التركي، مشيرًا إلى أنّه "من دون الدعم التركي، لا يمكن التوصل إلى إقامة مناطق خفض التوتر، خصوصاً في إدلب وشمال سورية"، وكان بوتين خاطب أردوغان خلال لقائهما بالإشارة إلى أن "الفضل الملموس في ذلك يعود إلى موقفكم يا سيادة الرئيس، إذ تبدّل الوضع نحو الأفضل في سورية، والضربة القاصمة التي تلقتها العصابات الإرهابية هناك تمت في هذه الأثناء، ما أدى إلى أن تقطع التسوية شوطاً كبيراً"

وأردف بوتين أن الخطوة المهمة خلال المرحلة المقبلة هي "الاتفاق على حدود تلك المناطق وآليات العمل فيها، بالاعتماد على التجربة الإيجابية التي تم التوصل إليها حتى الآن"، وجدد تأكيد الموقف الروسي بأن "إقامة هذه المناطق لا ينبغي أن تسفر عن تقسيم سورية، ونجاح هذه التجربة من شأنه أن يساهم في الحفاظ على وحدة البلاد، لأن هذه المناطق يمكن أن تفتح آفاقاً للتعاون مع بعضها بعضاً، ومع الحكومة السورية".

وأكدت مصادر أردنية أن ثمة محادثات أردنية- أميركية- روسية تتناول آليات ستتم بلورتها ضمن اجتماعات لتبادل المعلومات، مرتبطة بعدد من الجوانب والتفاصيل الفنية المتعلقة بقرار وقف النار في جنوب غربي سورية، مشددة على أنّ "الطواقم العسكرية والفنية لا تزال تعمل عليها"، واعتبرت مصادر أردنية محلية أن الأردن يستخدم علاقاته المتوازنة مع الأطراف الدولية المؤثرة في الأزمة السورية، مشيرةً إلى أن عمان شاركت في صوغ قرار وقف النار في جنوب سورية، وأن المملكة متمسكة بموقفها من أن لا تكون طرفاً في الأزمة، خصوصاً في ما يتعلق برفضها نشر قوات عسكرية أردنية على الأرض، أو التدخل العسكري في الجنوب السوري، مع إبقاء قواتها في حالة تأهب قصوى على الحدود.

وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اعتبر أن قرار وقف النار في سورية يشكل خطوة نحو وقف كلي للقتال وحل سياسي يحفظ وحدة سورية واستقلالها، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن اتفاق وقف النار في جنوب غربي سورية يشمل محافظات درعا والسويداء والقنيطرة.

وتقدّمت القوات الحكومية السورية، نحو مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة الغربي، مقلصة بذلك المسافة التي تفصلها عن المطار الخاضع للقوى الكردية الموالية لواشنطن، وتكمن أهمية المطار وفق فريق كبير من الخبراء العسكريين والمراقبين "في نية واشنطن جعل الطبقة موطئ قدم لها في سورية في إطار شغل الضفة الشرقية من نهر الفرات، وتقسيم سورية إلى شطرين على غرار ألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لقاء دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يفشل في تجاوز العقدة الروسية لقاء دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يفشل في تجاوز العقدة الروسية



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - طهران ترى في فوز ترمب فرصة لمراجعة السياسات الخاطئة لواشنطن

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
 العرب اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 08:06 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حنان مطاوع تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد
 العرب اليوم - حنان مطاوع تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد

GMT 04:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
 العرب اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 09:19 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
 العرب اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب تعود بنشاط نسائي مميّز

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 13:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 6 بقصف روسي على زابوريجيا وإسقاط صاروخين و48 مسيرة

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 14:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ديوكوفيتش ينسحب من بطولة الماسترز

GMT 21:04 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ليل يتقدم على يوفنتوس بهدف في الشوط الأول

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الريان يحقق أول انتصاراته في دوري أبطال آسيا للنخبة

GMT 21:15 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يتقدم على الريال بهدفين في الشوط الأول

GMT 21:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هدفان مبكران في قمة ريال مدريد ضد ميلان في دوري أبطال أوروبا

GMT 12:23 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طائرات التحالف الدولى تنتهك المجال الجوى فى سوريا 8 مرات

GMT 21:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يتقدم ضد ليفركوزن بهدفين في 3 دقائق

GMT 13:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي ينسف عشرات القرى اللبنانية

GMT 13:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أمطارا غزيرة وعواصف في ولايات أميركية متأرجحة

GMT 18:35 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يُقيل وزير الدفاع يوآف غالانت

GMT 17:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة آتية من الشرق

GMT 20:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

1900 جندي لتأمين مباراة ريال مدريد ضد ميلان في دوري أبطال أوروبا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab