113 قتيلاً الثلاثاء والمؤبد للخاطفين في سورية وغموض يكتنف مصير وزير الدفاع

دمشق – جورج الشامي سقط الثلاثاء 113 سوريًا برصاص قوات الجيش الحكومي السوري الذي استمر في قصف الأحياء والبلدات السورية في مختلف المحافظات، وخاصة في دمشق وريفها، وفي ضوء انتشار حالات الخطف في سورية، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسومًا قضى بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة في حق الذين يقومون بعمليات خطف، على أن تصل العقوبة إلى الإعدام، إذا أدّى الخطف إلى وفاة المخطوف، فيما تمكن الجيش الحر من السيطرة على معمل تاميكو أحد نقاط تمركز جيش النظام في بلدة المليحة في ريف دمشق، فيما أعلن المجلس العسكري استهدافه موكب وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج في منطقة "نجها"، ولا يزال الغموض يكتنف مصير وزير الدفاع، بينما ذكرت مصادر عسكرية أن "قذيفة مورتر أطلقت في اشتباكات بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة سقطت في مرتفعات الجولان المحتلة".
ودعا برنامج الأغذية العالمي في بيان الأطراف المتقاتلة في سورية إلى "السماح بمرور المساعدات الغذائية إلى من هم في حاجة إليها"، فيما أكد مقاتل في "جبهة النصرة"، المدرجة على لائحة المنظمات "الإرهابية" من قبل الولايات المتحدة، إن عناصر من "الجيش السوري الحر" والقوات الحكومية تبيع النفط الخام من حقول دير الزور إلى تركيا. في غضون ذلك ونفيًا لشائعة مقتله بثت مقتطفات من لقاء أجراه الرئيس السوري بشار الأسد مع قناة قناة "أولوصال" وصحيفة "أيدنليك" التركيتين يبث يوم الجمعة المقبل، إلى ذلك يواصل ائتلاف المعارضة السورية جهوده للحصول على مقعد سورية في منظمة التعاون الإسلامي.
ومع انتهاء يوم الثلاثاء استطاعت لجان التنسيق توثيق 113 قتيل في سورية بينهم سبع سيدات وخمسة أطفال، ثمانية وخمسون في دمشق وريفها، ستة عشر في حلب، أحد عشر في القنيطرة، عشرة في حمص، سبعة في إدلب، ستة في درعا، اثنان في حماه، وواحد في كل من الرقة ودير الزور.
ووثقت اللجان 301 نقطة قصف في مختلف المدن والبلدات السورية، قصف الطيران سجل من خلال 9 نقاط في مختلف أنحاء سوريا و قصفت قوات النظام 8 صواريخ أرض - أرض في كان اعنفها مخيم اليرموك والحجر الاسود بدمشق, البراميل المتفجرة استعملت في 4 نقاط, قذائف الهاون سجلت في 105 نقاط، أما قصف بالمدفعية فقد سجل في 108 نقاط, والقصف الصاروخي سجل في 67 نقطة.
فيما اشتبك الجيش الحر مع قوات النظام في 119 نقطة قام من خلالها في إدلب بإسقاط طائرة حربية كانت تقصف معرة النعمان، وقصف بعدة قذائف على معسكر وادي الضيف، واستهدف معسكر الخزانات بصواريخ غراد محلية الصنع، واستهدف حاجز الضبعه في وادي الضيف بقذائف الهاون، وفي حماه فقام الحر باستهداف حواجز بريديج وتل عتمان والمغير بقذائف الهاون، واستهدف مطار حماه العسكري بصاروخين، وفي درعا قصف الجيش الحر كتيبة الدفاع الجوي 49 براجمات الصواريخ، وفي دمشق وريفها قام الجيش الحر بتحرير حاجز مشفى ابن سينا وحاجز مصح الوليد في مدينه عدرا في ريف دمشق، واستهدف مقرات للشبيحة بقذائف الهاون في العباسيين بدمشق، ودمر آليات ومدرعات عدة تابعة لقوات النظام في مدن وبلدات من سورية.
وفي دمشق ذكرت شبكة "شام" استمرار القصف العنيف على الأحياء الجنوبية وتحديدا الحجر الأسود الذي سقط فيه عدد من القتلى والجرحى بينهم طفل وامرأة. فيما شهد حي العسالي اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي على أطراف الحي وسط قصف من الدبابات يستهدفه. وفي القابون تجدد القصف بالهاون من قبل قوات النظام على الحي. وفي حي برزة سقط ستة قتلى جراء قصف لقوات النظام استهدف منازل المدنيين.
وفي ريف العاصمة وتحديدًا في معضمية الشام قامت قوات النظام بقصف بدبابات على المدينة. فيما تمكن الجيش الحر من تحرير معمل تاميكو أحد نقاط تمركز جيش النظام في بلدة المليحة بريف دمشق وتحرير حاجز النور في البلدة ذاتها، وشهدت بلدة البويضة  قصف لقوات النظام بالمدفعية الثقيلة، فيما سقط قتيلان وعدد من الجرحى في النبط جراء القصف العنيف لقوات النظام.
كما ذكرت شبكة "شام" أن قرية آبل في مدينة حمص تعرضت لقصف بالدبابات من قبل قوات النظام، فيما شهدت مدن الرستن والحولة والخالدية قصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، وفي درعا تجدد القصف المدفعي على  بلدة خربة غزالة ومحجة وقرى وادي اليرموك وبصر الحرير وأم الميادين ومنطقة التل الكبير غرب مدينة إنخل، وشهدت بلدة الكرك  قصف عنيف على البلدة من مطار الثعلة الحربي ولا أنباء عن وجود إصابات.
أما في حماة فقالت شبكة "شام" إن جبل شحشبو تعرض لقصف صاروخي على قرية دير سنبل وحورتة من حاجز تل عثمان، وتعرضت بلدة خطاب لقصف مدفعي، في حين استهدف الجيش الحر بالهاون حاجزي بلدة المغير وتل عتمان العسكريين إضافة إلى حاجز بريديج وألحق خسائر كبيرة في هذه الحواجز. كما استهدف حاجزًا عسكريًا لجيش النظام في قرية بريديج. فيما شنت قوات النظام حملة دهم واعتقال على حي المناخ.
فيما هزّ انفجار ضخم منطقة جبل الزاوية في إدلب حسب الشبكة، وتعرض جسر الشغور (قرية الجانودية) لقصف لقوات النظام براجمات الصواريخ، وقامت قوات النظام بقصف براجمات الصواريخ على بلدتي الركايا ومدايا. وفي معرة النعمان أسقط الجيش الحر طائرة حربية من طراز "ميغ".
وفي دير الزور قصف مدفعي لجيش النظام يستهدف منجم الملح القريب من بلدة التبني بريف ديرالزور الغربي. وقصف عنيف لقوات النظام يستهدف حي الحويقة. وفي حي الصناعة اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي.
وقالت شبكة "شام" في حلب إن تظاهرة مسائية خرجت في حي الفردوس من أمام فرن التقوى، هتفت بالحرية وطالبت بإعدام الرئيس. في حين تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة السفيرة أسفر عن سقوط عدد من الجرحى. وفي بلدة عزيزة اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام على أطراف البلدة. أما في حي الشيخ مقصود قصف لقوات النظام بالمدفعية الثقيلة على الحي خلف أضرارِ مادية. وقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات ريف حلب الشمالي من المدفعية المتمركزة غرب الزهراء.
في حين شن مقاتلو المعارضة، الثلاثاء، هجومًا كبيرًا على مواقع لقوات النظام السوري بالسلاح الثقيل لأول مرة في مدينة حلب، حيث استخدم مقاتلو الجيش الحر للمرة الأولى السلاح الثقيل في معركة أطلقوا عليها اسم "معركة فك الأسرى".
وأعلن المجلس العسكري للجيش الحر استهدافه موكب وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج، الثلاثاء، في منطقة "نجها" بالقرب من السيدة زينب. ولا يزال الغموض يكتنف مصير وزير الدفاع، وحول هذا الأمر قال فهد المصري المتحدث الإعلامي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل الداخل: "اتصلت قبل قليل بدمشق، وليس هناك معلومات أو تفاصيل حول استهداف موكب وزير الدفاع". وأضاف أن المؤكد هو استهداف مبنى الإمداد والتموين لهيئة التموين في "نجها"، وتم تدمير المبنى كاملاً، علماً أن هذا المبنى هو المسؤول عن تموين جميع الشبيحة والمراكز الأمنية وعناصر حزب الله.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أن المرسوم الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد أشار إلى أن "كل من خطف شخصًا حارمًا إيّاه من حريته، بقصد تحقيق مأرب سياسي أو مادي، أو بقصد الثأر أو الانتقام، أو لأسباب طائفية، أو بقصد طلب الفدية، يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة"، وأضاف أن "عقوبة الإعدام تكون إذا نجم عن جريمة الخطف وفاة أحد الأشخاص، أو التسبب له بعاهة دائمة أو اعتداء الفاعل جنسيًا على المجني عليه".
وأنزل المرسوم عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بـ"كل شخص يبتز المجني عليه بأي شكل كان، أو زوجه أو أحد أصوله أو فروعه بشكل مباشر أو غير مباشر"، وبموجب المرسوم فإنه "يستفيد من العذر المُحِلّ كل من لديه مخطوف فبادر إلى تحريره بشكل آمن، أو قام بتسليمه إلى أي جهة مختصة خلال 15 يومًا من تاريخ نفاذ هذا المرسوم".
فيما ذكرت مصادر عسكرية أن "قذيفة مورتر أطلقت في اشتباكات بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة سقطت، الثلاثاء، في مرتفعات الجولان المحتلة".
وقالت المصادر إنه "لم يتضح ما إذا كانت القذيفة التي سقطت قرب مستوطنة إسرائيلية أطلقت عمدًا على الأراضي التي تحتلها إسرائيل أم أنها قذيفة طائشة". وقالت متحدثة عسكرية أن "القذيفة لم تسبب إصابات ولا أضرار وأبلغت بها الأمم المتحدة".
وقالت المصادر إن "بعض الجنود الإسرائيليين في الجولان أفادوا بأنهم سمعوا بعد دقائق من سقوط القذيفة دوي إطلاق للنار على مقربة منهم ولم يتبين ما إذا كانت الطلقات التي لم تسبب أي إصابات كانت مصوبة نحو القوات الإسرائيلية". وسبق أن سقطت قذائف عدة مرات داخل مرتفعات الجولان. وردت إسرائيل في بعض الحالات بإطلاق النار. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون خلال جولة في الجولان في وقت سابق، الثلاثاء، إن "إسرائيل لن تتدخل في الحرب في سورية، ما لم يتعرض أمنها للخطر".
ونفيًا لشائعة مقتله بثت مقتطفات من لقاء أجراه الرئيس السوري بشار الأسد مع قناة قناة "أولوصال" وصحيفة "أيدنليك" التركيتين يبث يوم الجمعة قال فيه إن أردوغان لم يقل كلمة صدق واحدة منذ بدأت الأزمة وحكومته متورطة بالدماء السورية، وأضاف  إن موقف رجال الدين ومنهم الدكتور البوطي كان أساسيًا في إفشال هذا المخطط الذي يهدف لخلق فتنة طائفية .. لذلك اغتالوا الدكتور البوطي ومنذ يومين اغتالوا رجل دين أخر في حلب.
في غضون ذلك يواصل ائتلاف المعارضة السورية جهوده للحصول على مقعد سورية في منظمة التعاون الإسلامي، مستفيداً من الزخم الذي وفّره الحصول على مقعد بلاده في الجامعة العربية في اجتماع القمة الذي عُقد في العاصمة القطرية أخيرًا. وكشف ممثل الائتلاف السوري في دول مجلس التعاون الخليجي أديب الشيشكلي، في تصريح إلى "الحياة"، عن لقاء جمعه مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، على هامش قمة الدوحة، لبحث كيفية حصول الائتلاف على مقعد سورية، الذي تم تعليقه في المنظمة خلال اجتماع التضامن الإسلامي الذي عُقد في مكة المكرمة العام الماضي.
وأشار الشيشكلي إلى "وعود" حصلوا عليها من المنظمة للدفع في هذا الاتجاه، وطرح الأمر أمام الدول الـ57 الأعضاء في المنظمة. واعتبر ذلك "فرصة" لدول رفضت تمثيل الائتلاف في الجامعة العربية، مثل العراق والجزائر، "لإعادة النظر في موقفهما الرافض، الذي سُيحسب لهما من جانب الشعب السوري في حال الموافقة". فيما استبعد موافقة إيران التي "تدعم نظام بشار الأسد بالوسائل كافة، لضمان بقائه في السلطة". وطالب الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية والمنظمات المدرجة تحت مظلتها كافة "بتفعيل مواقفها بعد قمة الدوحة، وترجمتها على أرض الواقع، من خلال طرد سفارات النظام السوري، وعملاء النظام العاملين فيها، الذين يتم تجنيدهم كعناصر استخباراتية للتجسس على الجاليات السورية المقيمة، وكذلك على الدول العربية ذاتها التي لا تزال تعمل فيها". وعن قبول الائتلاف السوري استقالة رئيسه أحمد معاذ الخطيب من عدمها، أوضح أن ذلك سيتم تحديده خلال اجتماع سيُعقد في الأيام المقبلة، «وسيتم حسم هذا الموضوع تحديداً في شكل نهائي، وفي حال عدول الخطيب عن استقالته فإنه سيستمر حتى انتهاء فترته الرئاسية المحددة بستة أشهر، أما إذا أصرّ على الاستقالة فإن الهيئة العامة ستتجه لانتخاب أحد الأعضاء من داخل الائتلاف».
فيما أكد مقاتل في "جبهة النصرة"، المدرجة على لائحة المنظمات "الإرهابية" من قبل الولايات المتحدة، يسمي نفسه أبو البراء، إن عناصر من "الجيش السوري الحر" والقوات الحكومية تبيع النفط الخام من حقول دير الزور إلى تركيا. وقال "أبو البراء" في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" عبر سكايب "إن آبار النفط حول مدينة دير الزور تعاني الآن حالة من الفوضى، وتقوم عناصر من الجيش السوري الحر والقوات النظامية ببيع النفط الخام إلى تركيا بالشاحنات". وأضاف "نبحث عن مهندسين متخصصين للتعامل مع آبار النفط لجعلها تعمل، ونقوم في هذه اللحظة بحراسة هذه الآبار ولا نستخدمها على الإطلاق، لكننا نستخدم الغاز فقط لتلبية احتياجات الناس اليومية".
وزعم أبو البراء أن وجود الجيش السوري في مدينة دير الزور الواقعة شرق سورية "يتناقص وهو يسيطر على مطار المدينة وعلى الجبال المحيطة بها فقط، وسنقوم بالتركيز الآن على تحرير المطار وخاصة بعد أن صادرنا كمية كبيرة من الأسلحة من القوات الحكومية". وقال "لدينا الآن دبابات روسية وأوكرانية الصنع وعربات مدرعة ومدفعية وصواريخ مضادة للطائرات من طراز كوبرا، ولا نحتاج لشراء أسلحة من العراق بعد الآن". وأضاف أن "جبهة النصرة بدأت توزيع المساعدات الغذائية المقدمة من قبل منظمة الصليب الأحمر على المدنيين خوفاً من قيام مقاتلين يدّعون بأنهم أعضاء في الجيش السوري الحر ببيع هذه المساعدات للحصول على المال بدلاً من توزيعها على الناس".
وهاجم أبو البراء رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد معاذ الخطيب، لاعتباره أن المقاتلين الأجانب غرباء على سورية، وقال إن هذا الوصف "ينطبق في الواقع على الخطيب وأتباعه المقيمين في تركيا معظم الوقت، ويتحدثون فقط ويعقدون المؤتمرات الصحافية"، على حد تعبيره.
ودعا برنامج الأغذية العالمي في بيان الأطراف المتقاتلة في سورية إلى "السماح بمرور المساعدات الغذائية إلى من هم في حاجة إليها"، مشيراً إلى مشقات وعمليات حجز وخطف تعيق وصول هذه المساعدات إلى مناطق النزاع. وجاء في البيان "تسببت دورة العنف المتنامية في سوريا في منع وصول المساعدات الغذائية المنقذة للحياة إلى ملايين السوريين المتضررين الذين هم في حاجة إليها"، داعياً "جميع الأطراف إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية ومرورها بأمان إلى المناطق المتنازع عليها ومناطق الصراع".
ونقل عن منسق البرنامج الإقليمي لحالات الطوارئ للأزمة السورية مهند هادي قوله "أصبح الآن نقل المواد الغذائية من منطقة إلى أخرى عملية شاقة حيث تقع مخازننا وشاحناتنا على نحو متزايد في مرمى تبادل إطلاق النار". وأضاف "في بعض الأحيان يكون علينا اتخاذ القرار الصعب بإلغاء إرسال المواد الغذائية إلى مكان ما حيث نعلم بوجود حاجة ماسة إليها". وتابع "الوضع حرج وخاصة في مناطق النزاع حيث يستطيع البرنامج الوصول ولكن بقدر محدود وحيث يعتقد أن الملايين من الناس في حاجة ماسة للغذاء، وخاصة في شمال البلاد". وأشار البرنامج إلى "توقيف الشاحنات المتعاقدة مع البرنامج على نقاط التفتيش في أحيان كثيرة، وفي بعض الحالات يطلب منها أن تعود أدراجها أو يتم اختطافها مع محتواها في أحيان أخرى".