كييف ـ أ.ف.ب
يستقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك في ما يدل على الدعم للسلطات الانتقالية في كييف في وقت تضيق فيه موسكو خناقها على القرم قبل اربعة ايام من الاستفتاء على الحاقها بروسيا.
واعلن الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف الثلاثاء ان الجيش الاوكراني لن يتدخل لمنع الحاق القرم بروسيا لان كييف اختارت حماية حدودها الشرقية.
وتوحي تصريحات الرئيس الاوكراني بان خسارة شبه الجزيرة الاوكرانية هذه اصبحت حتمية.
وقبل اربعة ايام من الاستفتاء حول ضم القرم الى روسيا الذي تنظمه الاحد سلطاتها الانتقالية، بقيت الاتصالات بين واشنطن وموسكو في الايام الماضية بدون نتيجة.
وقال تورتشينوف وهو ايضا قائد القوات المسلحة الاوكرانية في مقابلة مع وكالة فرانس برس "لا يمكننا شن عملية عسكرية في القرم، لاننه سنعرض الحدود الشرقية (القريبة من روسيا) للخطر ولن تكون اوكرانيا محمية" مؤكدا ان "العسكريين الروس يراهنون على ذلك".
وتابع "تم حشد وحدات ضخمة من المدرعات على حدود اوكرانيا الشرقية".
وسئل عن الاستفتاء الذي ستنظمه شبه الجزيرة البالغ عدد سكانها مليوني نسمة والتي تحتلها القوات الروسية منذ نهاية شباط/فبراير فندد تورتشينوف ب"استفتاء لن يجري في القرم بل من مكاتب الكرملين".
وسيبقى تورتشينوف على رأس الدولة الاوكرانية والقوات المسلحة الى حين اجراء الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 25 ايار/مايو المقبل. وقد تحدث الى فرانس برس في ختام اجتماع لمجلس الامن القومي والدفاع في كييف.
من جهته غادر رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك الى واشنطن حيث يلتقي الاربعاء اعتبارا من الساعة 14,45 (18,45 ت.غ) الرئيس اوباما. وفي المكتب البيضاوي سيبحث المسؤولان "طريقة ايجاد حل سلمي للتدخل العسكري الروسي في القرم تحترم سيادة ووحدة اراضي اوكرانيا" كما اعلن البيت الابيض.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان "التدخل العسكري لروسيا (في القرم) ينتهك القانون الدولي ووحدة اراضي اوكرانيا هو امر نرفضه جميعا".
والثلاثاء تبنى مجلسا الكونغرس الاميركي نصين يدينان التدخل الروسي في اوكرانيا وهي اشارة رمزية ولكنها قوية وذلك عشية زيارة رئيس الوزراء الاوكراني الى واشنطن.
واقر مجلس النواب بشبه اجماع (402 مقابل 7) قرارا يدين "انتهاك القوات العسكرية للاتحاد الروسي لسيادة واستقلال ووحدة اراضي اوكرانيا".
ويدعو القرار غير الملزم الحكومة الاميركية الى "فرض عقوبات مالية وتجارية وعقوبات اخرى خصوصا عدم منح تأشيرات دخول، ضد كبار المسؤولين في الاتحاد الروسي وعقوبات على المصارف والمنظمات التجارية التي تشرف عليها الدولة وكذلك على وكالات عامة اخرى".
وسيلتقي رئيس الوزراء الاوكراني مسؤولين من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ثم سيتوجه الى نيويورك حيث ستكون الازمة الاوكرانية الخميس على جدول اعمال مجلس الامن الدولي.
وسيلقي ياتسينيوك كلمة امام المجلس الذي سيطلع على الوضع في اوكرانيا ايضا من مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان.
لكن اعتماد موقف مشترك في مجلس الامن يبدو غير مرجح لان موسكو تملك حق النقض.
واعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الثلاثاء ان الحاق القرم بروسيا المرتقب بعد استفتاء ينظم الاحد سيكون "عملية ضم" من قبل موسكو فيما تواصل القوات الانفصالية والروسية تعزيز سيطرتها على شبه الجزيرة الاوكرانية.
وفي موازاة ذلك تحدث الاوروبيون لا سيما البريطانيين والفرنسيين عن عقوبات جديدة محتملة بحق روسيا.
من جهتها خطت السلطات الموالية لروسيا في القرم خطوة اضافية نحو الانفصال عبر اعتماد "اعلان الاستقلال" الذي سيتيح للقرم ان تطلب بكل سيادة الانضمام الى روسيا فور اعلان نتائج الاستفتاء التي تعتبر محسومة سلفا.
وصوت على هذه الوثيقة 78 من اصل 81 نائبا في البرلمان المحلي.
وجاء في الاعلان ان "جمهورية القرم ستكون دولة ديموقراطية، علمانية ومتعددة القوميات وتتعهد بالحفاظ على السلام والوفاق بين الاتنيات والطوائف على اراضيها".
واعتبرت موسكو على الفور ان اعلان الاستقلال "شرعي تماما" وذكرت بقرار صادر عن محكمة العدل الدولية بشأن كوسوفو اعتبر ان "اعلان استقلال من طرف واحد لقسم من دولة لا يخرق القانون الدولي".
وياتي تصويت البرلمانيين فيما اصبحت القوات الروسية تسيطر على نقاط استراتيجية في شبه الجزيرة الاوكرانية. وقد باتت كل الامور جاهزة لحصول انفصال شبه الجزيرة بشكل سريع حيث اعلن "رئيس الوزراء" سيرغي اكسيونوف نفسه "قائد الجيوش"، ورأى سكان القرم المليونان الناطقين بقسمهم الاكبر بالروسية ان القنوات التلفزيونية الروسية حلت محل الشبكات التلفزيونية الاوكرانية على محطتهم التلفزيونية.
ويفتش رجال بالزي العسكري كل مسافر يصل الى سيمفروبول آتيا من الشمال، ووحدها الرحلات الاتية من موسكو يمكن ان تهبط في هذه المدينة.
وباتت منطقة القرم بحكم الامر الواقع محظورة على المراقبين الدوليين. واعلنت الامم المتحدة الثلاثاء ان موفدها الى اوكرانيا ايفان سيمونوفيتش تخلى في الوقت الحاضر عن التوجه الى القرم.
وعشية زيارة رئيس الوزراء الاوكراني واشنطن يبدو التباين كاملا بين الروس والغربيين.
فواشنطن تتهم موسكو بأنها لا تأخذ في الاعتبار مقترحات مطروحة. الا ان موسكو التي قدمت مقترحات مضادة اكدت انها لن تقبل بسياسة الامر الواقع بعد تغيير السلطة في كييف.
وعلى غرار المرات السابقة جرى اتصال هاتفي جديد الثلاثاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري ولم ينجح في تحقيق اي تقدم.
واجرى الوزيران المكالمة بعد ان كشف كيري عن مجموعة من المقترحات حول تخفيف التوترات التي تصاعدت منذ الاطاحة بالرئيس الموالي للكرملين فيكتور يانوكوفيتش الشهر الماضي.
وظهر يانوكوفيتش الثلاثاء علنا للمرة الثانية منذ اقالته في اواخر شباط/فبراير. وقال انه الرئيس "الشرعي" الوحيد لاوكرانيا، لكنه بدا على خلاف مع الكرملين عندما اعرب عن الاسف "لانفصال القرم" عن اوكرانيا.
أرسل تعليقك