كثيرة هي الأسباب التي قد تدفع بالأب إلى الرحيل عن المنزل والابتعاد عن طفله في الوقت والمسافات. ومن بين هذه الأسباب: الحصول على ترقية أو الانتقال من وظيفة إلى أخرى أو استحقاق فرصة عمل فريدة أو الطلاق.
لكن، لا داعي لهذا البعد أن يقضي على العلاقة الوالدية التي تجمعه بطفله. وهنا، يكمن دوره ودور الأم في الحفاظ على هذه العلاقة وبذل الجهود في سبيل إرساء أواصر التواصل التربوي الفعّال بين مختلف الأطراف. كيف ذلك؟ إليكِ الإرشادات فيما يلي:
من ناحية الأب ( الغائب ):
- حاول أيها الأب أن تُظهر اهتماماً خاصاً بحياة طفلك وابذل جهداً كبيراً من أجل حفظ أسماء الاشخاص الذين يتفاعل معهم صغيرك في شكل يومي، كالمعلمين في المدرسة والجيران والمدربين والأقرباء. ولا تنسى بأن تعرف أكثر عن خصال الأصدقاء المقرّبين لصغيرك ووظائفه المدرسية وأنشطته المفضّلة.
- بادر دائماً إلى الاتصال بطفلك والتواصل معه ولا تنتظر منه أي خطوة من هذا القبيل ولا تنزعج إن لم يرد يوماً على اتصالك أو لم يبقَ أكثر من بضع دقائق على الهاتف. فهذه تصرفات طبيعية ومتوقّعة من الأطفال عموماً.
- ضع جدولاً محدّداً ومنتظماً للاتصالات الهاتفية والإلكترونية والتزم بها. ومتى وعدته بالاتصال أو بإرسال بريد إلكتروني، لا تنسى وعدك له ونفّذه مهما كان. بكلامٍ آخر، كن صادقاً مع طفلك حتى يثق بك ويعرف في قرارة نفسه أنه قادر على الاتّكال عليك.
- عند التحدّث مع طفلك، تفادى طرح أسئلة تستوجب منه الإجابة عليها بـ"نعم" أو "كلا"، واستعيض عنها بأسئلة تحمّس صغيرك على الإسهاب في الحديث وتطلعك أكثر على مجريات حياته.
- إ حذر من استخدام الوقت المخصّص للحديث مع طفلك في مناقشة مسائل أخرى تتعلّق بالمنزل والأسرة.
- لا تجعل التواصل مع طفلك يقتصر على الاتصالات الهاتفية العادية، إنما استغل الوسائل التكنولوجية المتطورة لتبادل الرسائل والصور وتنسيق الزيارات الافتراضية فيما بينكما بالصوت والصورة.
- بين الحين والآخر، تذكّر إرسال بطاقات معايدة ورسائل إلى طفلك بواسطة البريد العادي. فالأطفال بطبعهم يحبّون فكرة تبادل الرسائل ويبتهجون عند فتح إحداها.
- حاول التقرّب من طفلك من خلال موضوع أو نشاط معين، كأن تشجّعا الفريق الرياضي نفسه أو تقرآ الكتاب نفسه أو تشاهدا البرامج التلفزيونية نفسها وتتناقشا في شأنها لاحقاً، أو تلعبا الشطرنج وأي لعبة أخرى على شبكة الإنترنت.
- تعامل مع طفلك دائماً بطريقةٍ إيجابية. وإن كنت ترغب في تشجيعه على تحسين علاماته أو سلوكه، فافعل ذلك من دون جرح مشاعره.
من ناحية الأم :
- لا تتحدّثي أيتها الأم بالسوء عن زوجكِ الغائب أمام طفلكِ حتى ولو كنتِ منزعجة من تصرّفٍ قام به أو كلمة تفوّه بها عن غير قصد. فكل ما يصدر عنكِ سيؤثر أولاً وأخيراً في علاقة طفلكِ بوالده.
- أظهري دعمكِ الكامل لعلاقة طفلكِ بوالده الغائب. ساعديه مثلاً على فتح حسابٍ إلكتروني، ونسّقي الزيارات الافتراضية بينهما، واقترحي أفكاراً يمكن أن يطبّقاها ليستمتعا أكثر بلحظاتهما معاً.
- تواصلي دائماً مع زوجكِ وأخبريه عن حياة طفلكما وتفاصيلها. فهذه الطريقة أكثر من ضرورية لتسهّلي عليه مهمة الانخراط فيها.
- أعطي طفلكِ صورةً لوالده يعرضها في غرفة نومه واسمحي له بالحديث عنه كلّما أراد. بهذه الطريقة، سيشعر بوجوده في حياته في كل لحظة.
بالمختصر المفيد، السفر أو الطلاق لا يعنيان بالضرورة نهاية العلاقة الوالدية بين الطفل ووالده. فبقليل من التعاون والتنسيق، والإيجابية، سيكون النجاح حليف جميع الأطراف!
أرسل تعليقك