الطفولة التعيسة والأمراض العصبية
آخر تحديث GMT21:04:06
 العرب اليوم -

الطفولة التعيسة والأمراض العصبية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الطفولة التعيسة والأمراض العصبية

الطفولة
القاهرة - العرب اليوم

رغم أن الأمراض العصبية التي تصيب البالغين هي أمراض عضوية في الأساس، إلا أن الحالة النفسية السيئة في الطفولة يمكن أن تكون عاملاً مساعداً لحدوثها، وذلك تبعاً لأحدث دراسة نشرت في النصف الثاني من شهر سبتمبر (أيلول) من العام الحالي في دورية «الممارسة الإكلينكية لعلم الأعصاب» (Neurology Clinical Practice)، وهي المجلة الرسمية للأكاديمية الأميركية للأعصاب A AN).)
والحقيقة أن صحة الأطفال النفسية تعد أهم عامل على الإطلاق في تربية طفل ومراهق سوي يتمتع بصحة جيدة على المستويين النفسي والعضوي.

أوضحت الدراسة التي قام بها فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا (University of California)، أن الطفولة التعيسة لا تؤدي بالضرورة إلى الإصابة بالسكتة الدماغية أو التشنجات أو الصداع المزمن، ولكن تزيد من فرص حدوثها لاحقاً، وأن هناك رابطاً واضحاً بينها. وفي الأغلب فإن الأشخاص الذين عانوا من أحداث مأساوية في طفولتهم مثل الضرب المبرح أو الإهمال أو الاعتداء الجنسي هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكري واضطرابات النوم، والانخراط في سلوكيات صحية سيئة مثل الشرب وإدمان المواد المخدرة. ونتيجة لذلك يكونون أكثر عرضة للوفاة المبكرة.
قام الباحثون بإجراء الدراسة على 198 شخصاً من البالغين، وكانوا جميعاً من المرضى المترددين على عيادات طب الأعصاب لأسباب مختلفة، سواء الذين عانوا من أسباب مؤقتة مثل الصداع أو الخدر المستمر في طرف من الأطراف، أو عدم التمكن من الإمساك بالأشياء بشكل صحيح، وعدم القدرة على تحريك طرف معين، وكذلك آلام أسفل الظهر والتهاب الأعصاب الطرفية (peripheral neuropath)، بجانب الذين عانوا من أمراض مزمنة، وكانوا مواظبين على علاج لها مثل السكتة الدماغية أو الصرع.
وقام كل شخص من هؤلاء بالإجابة على استبيان حول طفولتهم ولأي مدى كانت سعيدة أو تعيسة، وإذا كانوا تعرضوا لتجارب سلبية أثناء الطفولة (Childhood Trauma) من عدمها. وخضع جميعهم لفحص نفسي لمعرفة مدى إصابتهم بالأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب في الوقت الحالي، وإلى أي مدى يشعرون بالرضا والسعادة.
وراجع الباحثون أيضاً السجلات الطبية الخاصة بهم لمعرفة إذا كان أي منهم قد تعرض لمخاطر صحية تستدعي التدخل الطبي الفوري سابقاً. وتم تحديد عدد المرات التي زار فيها المشاركون في الدراسة قسم الطوارئ، أو تم نقلهم إلى المستشفى، سواء لأسباب عصبية أو أسباب عضوية.
وتم تقسيم الدرجات الخاصة بالاستبيان من صفر إلى 10، بناءً على المواقف التي مرت على كل منهم والمشاعر السلبية المختلفة من الخوف والقلق والتوتر والمعاناة من التنمر، أو الإحساس بعدم الأمان والتعرض للإيذاء البدني والنفسي والجنسي، سواء من الأقارب أو الغرباء. وأيضاً تم سؤالهم عن المرات التي شعروا فيها بضرورة الحصول على المساعدة الطبية، سواء في العيادة، أو بشكل فوري في المستشفى، سواء لأسباب عضوية أو نفسية. وكان مجموع الدرجات من أربعة أو أعلى يعد من الدرجات العالية لمرضى الأعصاب.


أعراض عصبية
قام الباحثون بعمل مقارنة بين معدل انتشار الدرجات العالية في مجموعة الدراسة من الأشخاص المصابين بأمراض عصبية، وبين معدل انتشار الدرجات نفسها في سكان الولايات المتحدة بشكل عام. ووجدوا أنه ضمن مجموعة الدراسة كانت هناك نسبة بلغت 24 في المائة لديهم درجات مرتفعة، بينما كانت النسبة المعتادة هي 13 في المائة من عامة السكان. وقد قام الباحثون بتثبيت بقية العوامل التي يمكن أن تؤثر في النتيجة مثل العمر والجنس والعرق وطبيعة العمل والعادات الصحية التي يمكن أن تلعب دوراً مثل التدخين وشرب الكحوليات، أو استخدام أدوية مخدرة لسبب أو لآخر.
وجد الباحثون أن المشاركين في الدراسة الذين حصلوا على درجات عالية في الاستبيان كانوا يتوجهون أكثر لخدمات الرعاية الصحية لأسباب مختلفة، مما يدل على أنهم ليسوا أصحاء بشكل كامل، وكانوا أكثر احتمالاً من المشاركين الذين حصلوا على الدرجات المنخفضة (سواء في الدراسة أو جموع السكان) للتردد على قسم الطوارئ بـ21 ضعف الأشخاص العاديين بمعدل أربع زيارات أو أكثر في العام الماضي.
وأيضاً كانوا أكثر عرضة من الآخرين خمس أضعاف لدخول المستشفى بمعدل ثلاث مرات على الأقل في العام الماضي فقط. وكذلك كانوا أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للاتصال بعيادة الأعصاب بمعدل 15 مرة أو أكثر خلال العام الماضي.
وتشير هذه النتائج بوضوح إلى أن الأشخاص الذين يعانون من التجارب المؤلمة في الطفولة يمكن أن يصابوا لاحقاً بالأعراض العصبية أو أي مشكلة طبية أخرى. بالإضافة للأعراض العصبية كان المشاركون أصحاب الدرجات العالية أكثر عرضة للإصابة بأعراض طبية أخرى بنسبة 6 أضعاف الآخرين، وأيضاً كانوا أكثر عرضة للإصابة بحالة نفسية سيئة بنسبة 5 أضعاف. وعلى وجه التفصيل كانوا أكثر 7 أضعاف من الآخرين للإصابة بالاكتئاب، و4 أضعاف بالنسبة للقلق المرضي.
ونصحت الدراسة بضرورة عمل فحص نفسي للمرضى المصابين بالأمراض العصبية، حيث يمكن اكتشاف آثار الطفولة التعيسة ومحاولة علاجها. ويجب بطبيعة الحال تكثيف الجهود لمنع الصدمات النفسية للأطفال، سواء داخل المنزل أو خارجه، نظراً للآثار الممتدة المدمرة لصحة الفرد والمجتمع.
حذرت الدراسة من خطورة عدم التعامل بجدية مع المشاكل النفسية للأطفال، واعتبارها جزءاً من عملية النمو الطبيعي في المراهقة. وأكدت أن تقلب المزاج أمر طبيعي ومعتاد في هذه الفترة، ولكن يكون بشكل مؤقت ولا يغير من شخصية الطفل. وفي حالة استمراره يجب اللجوء إلى العناية الطبية المتخصصة، ونصحت الآباء بضرورة عدم التعامل بحدة وعنف مع الأطفال حتى لفظياً.

قد يهمك أيضا

كيفية التعامل مع سلوكيات الطفل التوحدي

8 خطوات لمساعدة طفلك على التوقف عن التبول اللاإرادي في الفراش

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطفولة التعيسة والأمراض العصبية الطفولة التعيسة والأمراض العصبية



GMT 12:01 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

حيلة بسيطة تجعل طفلك يتناول أطعمة صحية بكميات أكبر

GMT 21:13 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

طرق لجعل منزلك آمناً وطبيعياً لطفلك

GMT 03:17 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

فن تربية الأبناء والتعامل معهم أطفالاً ومراهقين

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 19:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
 العرب اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
 العرب اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025
 العرب اليوم - إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم

GMT 12:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اليورو يلامس أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ أواخر يونيو

GMT 02:27 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

27 شهيدًا ومصابًا في عدوان إسرائيلي استهدف السيدة زينب بدمشق

GMT 01:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إعلان حالة التأهب الجوي في ثلاث مقاطعات أوكرانية

GMT 08:40 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم مهدّدة بالخروج من دراما رمضان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab