دور المسنين في ألمانيا تؤكد أن الطلب أكثر من العرض
آخر تحديث GMT21:34:28
 العرب اليوم -

دور المسنين في ألمانيا تؤكد أن الطلب أكثر من العرض

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دور المسنين في ألمانيا تؤكد أن الطلب أكثر من العرض

برلين - د.ب.أ

يزداد الطلب على خدمات رعاية المسنين في ألمانيا مقابل قلة الموارد البشرية العاملة في هذا المجال، وأمام هذا الوضع يجد خبراء ألمان أن جزءا من الحل يكمن في مساعدة الأهل والأقارب، لكن في ظل انشغال هؤلاء تبقى المشكلة مطروحة. تأتي ريناتة لينغناو -يوميا- لدار المسنين للاعتناء بوالدتها، تجلب لها الأكل وتخصص وقتا لمساعدتها على قضاء حاجياتها اليومية، وتذهب معها لزيارة الطبيب -أيضا- وفي بعض الأحيان تجلس معها على طاولة المطبخ للتحدث سويا. والدة ريناتة هي حالة من بين حالات كثيرة في ألمانيا لمسنين يحتاجون الرعاية ويقضون أوقاتا في دور المسنين أو يقطنون بها. الحاجة إلى هذا النوع من الرعاية تتزايد في ألمانيا مع ارتفاع عدد المسنين خصوصا أن التزام أفراد العائلة بتخصيص هذه الرعاية يكون صعبا ومحدودا بسبب مشاغل الحياة اليومية، وقلة العاملين في هذا المجال. تستفيد والدة ريناتة من الدرجة رقم 1 في ترتيب الرعاية المتكون من ثلاث درجات، وذلك يعني أنها تحتاج يوميا لحصة من الرعاية والمساعدة لمدة تسعين دقيقة، ورغم أن وضعها الصحي يجعلها في بعض الأحيان غير قادرة على تلبية أبسط حاجياتها، إلا أن هذه الأرملة المسنة سعيدة لكون ابنتها بجانبها في هذه المرحلة من العمر للاعتناء بها. وإلى جانب والدة ريناته يعيش عجزة آخرون في دار المسنين، بعضهم يعتني بنفسه دون أية مساعدة بينما يستفيد نحو مليون مسن في ألمانيا من رعاية الأهل والأقارب. تكاليف دور المسنين مشكلة إضافية وفي ظل استياء بعض المسنين وأقاربهم من جودة خدمات الرعاية المتنقلة والوقت المخصص لها، يشكو العاملون في هذا المجال من جانبهم أيضا من قلة الوقت المخصص لتلبية حاجيات المسنين، حيث يضطر كل واحد منهم في بعض الأحيان إلى الاعتناء بـ 30 مسنا في اليوم الواحد. الوقت وجودة الخدمات مشاكل ضمن أخرى لعل أهمها التكاليف المخصصة لرعاية هؤلاء المسنين وإقامتهم في دور المسنين في ألمانيا. فإذا كانت ريناتة مثلا تستطيع -حتى الآن- الاعتناء بوالدتها بنفسها إلا أنه من غير الواضح كيف ستتصرف في الأمر بعد سنوات، عندما تزداد حاجيات والدتها ويصبح انتقالها للعيش في دار للمسنين أمرا ملحا. "أستطيع العيش في دار للعجزة والموت فيها -أيضا- فقد سبقني إلى ذلك الكثيرون"، تقول أم ريناتة: لكن تكاليف ذلك لن تستطيع تحملها لوحدها فهي تتلقى معاشا بسيطا على غرار الكثيرات من بنات جيلها. أم ريناتة ليست حالة استثنائية فالآلاف من المسنين الألمان يجدون أنفسهم عاجزين عن دفع تكاليف الإقامة في دور العجزة شهريا والاستفادة من الرعاية الكاملة بعدما أصبحوا غير قادرين على الاعتماد على أنفسهم في حياتهم اليومية، وهو ما يدفعهم إلى الاعتماد على الدولة أو على أبنائهم في دفع هذه المصاريف. لورا يعقوب، متطوعة من أجل المسنين تبدو الخيارات قليلة أمام قلة الموارد البشرية وصعوبة التزام الأهل بالاهتمام بالمسنين من أقاربهم، لكن العمل التطوعي يبقى حلا "مثاليا" في بعض الأحيان إلا أنه غير منتشر بما يكفي لسد الطلب المتزايد على خدمات رعاية المسنين. لورا يعقوب نموذج لهؤلاء المتطوعين الذين قرروا بشكل إرادي تخصيص جزء من وقتهم للاهتمام بالمسنين. " العاملون في دور المسنين يهتمون بغسل ملابسهم وتوفير غذائهم وشرابهم وبالكاد يكفيهم الوقت لفعل ذلك، ولهذا أنا هنا". تقول الشابة المتطوعة. لورا، الطالبة التي تبلغ من العمر 28 عاما تدرك جيدا الصعوبات التي يواجهها مجال رعاية المسنين في ألمانيا ولهذا تقدمت بطلب الالتحاق بإحدى دور المسنين بمدينة مونستر، وهي الآن تعتني بإحدى السيدات المسنات هناك. في مجتمع شائخ كالمجتمع الألماني، تعتبر وظائف رعاية المسنين مهمة، فبحسب تقديرات الخبراء ستصل الوظائف المطلوبة في هذا المجال إلى أكثر من مائة ألف وظيفة بحلول عام 2030، ومع ذلك فإن إقبال الشباب على الالتحاق بهذا النوع من المهن يبقى ضعيفا بسبب ظروف العمل الصعبة وانخفاض الأجور المخصصة لها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دور المسنين في ألمانيا تؤكد أن الطلب أكثر من العرض دور المسنين في ألمانيا تؤكد أن الطلب أكثر من العرض



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab