أميركا ـ أ.ف.ب
حولت تغريدة عنصرية أرسلتها شابة أمريكية على تويتر حياتها إلى جحيم حيث تم تناقلها بشكل كبير على شبكات التواصل الإجتماعي، وأثارت موجة من الاستهجان في العديد من دول العالم، طردت على إثرها الشابة من عملها كمديرة إتصال في شركة أمريكية عملاقة. وأبرزت هذه القضية مخاطر النشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
أرسلت شابة أمريكية متخصصة في الاتصال تسمى جاستين ساكو تغريدة على حسابها على تويتر الجمعة الماضي ذات طابع عنصري وتم تناقلها على نطاق واسع جدا ما جعل عدد كبير من مواقع الإنترنت والمواقع الصحفية يشبه التغريدة بالتسونامي الذي ضرب تويتر طيلة ثلاثة أيام . تقاسم التغريدة بشكل سريع وواسع جدا أجبرها على حذف حسابها على تويتر وكذلك على فايسبوك
الأمريكية ساكو التي أرسلت تغريدة من مطار في لندن قبل أن تحملها الطائرة إلى جنوب أفريقيا لقضاء إجازة هناك، كتبت فيها " أسافر إلى أفريقيا، أرجو ألا أصاب بمرض الإيدز هناك. لا أنا أمزح ، فأنا بيضاء البشرة.."
التغريدة التي أرسلتها جاستين أحدثت ضجة كبرى في الولايات المتحدة وباقي دول العالم ما دفع شركة "أنتركتيف كورب" العملاقة المالكة لعدد من المواقع الاجتماعية المعروفة والتي توظف ساكو مديرة قسم الاتصال، إلى طردها عن العمل حتى قبل تتصل بها لمعرفة تفاصيل الحادثة، بعد أن اعتبرت الشركة التغريدة "فضيحة " و تغريدة جارحة" لا تمثل في أي حال من الأحوال مبادئ الشركة التي تعمل بها.
موقع متخصص أعاد نشر التويتر
الحادثة أخذت أبعادا واسعة فرغم أن هذه الأمريكية لا تملك على حسابها على تويتر أكثر من 200 شخص من المتابعين لها لكن رصد موقع "باز فييد" هذه التغريدة، وقيامه بنشرها بشكل واسع جدا على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر ساهم بدرجة كبيرة في انتشارها.
،انتشار هذه التغريدة يعود إلى الوظيفة التي تشغلها الشابة الأمريكية والتي للمفارقة وُلدت في جنوب أفريقيا، وكذلك لطبيعة الموضوع المتعلق بالإيدز في جنوب أفريقيا التي تعتبر الدولة التي تسجل بحسب منظمات الصحة العالمية أكبر نسب الإصابة بمرض الإيدز في العالم، وكذلك لطبيعة التغريدة العنصرية تجاه السود باعتبارهم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض القاتل في العالم.
إعادة التغريدة أو الريتويت وضع في المجال الأول وظيفة جاستين ساكو كمديرة قسم الاتصال، فهو الأمر الذي أسهم أكثر في إضفاء بعد أكبر على هذه "الفضيحة" حيث بدت مديرة الاتصال ترتكب خطآ "بدائيا" قاتلا، حتى أن تغريدات أكدت أن هذه الهفوة سيتم تدريسها في مدارس علوم الاتصال .
ساكو التي قامت بحذف التغريدة عند هبوط طائرتها، لم تكن تتوقع أن تأخذ القضية أبعادا خطيرة بهذا الشكل، حيث هاشتاغ "هل حطت طائرة جاستين ساكو" وهاشتاغات أخرى تحمل اسمها ظهرت على تويتر وانتشرت بشكل كبير جدا كما ظهرت صفحات منددة على فايسبوك، بالإضافة إلى رسوم ساخرة "كيف تفقد وظيفتك في 24 ساعة".كما أن منظمة غير حكومية أطلقت اسم هذه الشابة الأمريكية على موقع لجمع التبرعات لمقاومة مرض الإيدز .
ما تكتبه على الإنترنت لا يصبح ملك لك بمجرد نشره
مدير الشبكة العربية للمعلومات جمال عيد صرح لفرانس24 بأن هذه الحادثة ترتبط بمشاكل عصرية حديثة وظهرت مع المكانة البارزة التي أصبحت تضطلع بها مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، فما نكتبه اليوم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يصبح ملكا للجميع ويصعب السيطرة على هذا المضمون كما تصعب السيطرة بعد ذلك على ردود الفعل التي تتبعه، والتي قد تصبح بعد ذلك مادة للانتقام من هذه الشخصيات خاصة أن مواقع التواصل الاجتماعي غير خاضعة للرقابة وهي مجال واسع للتعبير عن الرأي. ولذلك يعمد سجناء الرأي في عدد كبير من الدول غير الديمقراطية إلى بث مقالاتهم وتصريحاتهم ومواقفهم عبر هذه المواقع لضمان انتشارها وأيضا للتغلب على القيود التي تضعها السلطات .
الإمكانيات التقنية للتصرف في هذه المواد يجعل إمكانية العودة إلى الوراء مستحيلة حيث أن إمكانية تسجيل هذه التصريحات وإعادة إرسالها عبر "الريتويت" وكذلك أخذ صور لشاشة الكومبيوتر يمكن المستخدمين من تقاسم هذه المادة على نطاق واسع جدا ما يدفع المستخدم الذي ارتكب "الهفوة" إلى القيام بتصريحات جديدة أو إرسال تغريدات جديدة لتدارك هذا الخطأ بدل التفكير في سحب الصور أو التعليقات التي تضمنت الخطأ..
أرسل تعليقك