لندن - العرب اليوم
أثبتت دراسة بريطانية جديدة هي الأكبر من نوعها أن النساء لا يحتملن السجون، وأن واحدة من كل أربع سجينات تقوم بإيذاء نفسها في كل عام، في حين تنخفض النسبة بين الرجال بشكل كبير حيث إن واحدًا من كل 16 سجينًا يقوم بإيذاء نفسه.
ونشرت مجلة "ذا لانست"، اليوم، معدل تكرار محاولات إيذاء النفس بين النساء في السجون، إذ وجدت الدراسة أن المرأة التي تحاول إيذاء نفسها لمرة تميل لتكرار ذلك لأكثر من ثماني مرات في العام، في حين لا يبدي الرجال تكرارًا في المحاولات، وهو ما يجعل شيوع حالات إيذاء النفس بين النساء تفوق نظيرتها عند الرجال بنسبة تفوق عشرة أضعاف، كما أنها تفوق الثلاثين ضعفًا إذا ما قورنت بمعدلات إيذاء النفس للأشخاص العاديين خارج السجون، "حسب العربية نت".
وسجل الباحثون 102 حالة لنساء في سجون انجلترا يقمن بإيذاء أنفسهن لأكثر من مئة مرة في العام الواحد، في حين لم توجد سوى حالتين مشابهتين بين الرجال، وهو ما يعكس مدى الفروقات الكبيرة في تكرار محاولات إيذاء النفس إذا ما قورنت بين الجنسين.
وبحسب الدراسة، فإن إيذاء النفس بالأدوات الحادة هو أكثر الطرق شيوعًا بين السجناء من كلا الجنسين، في حين يأتي بالمرتبة الثانية بالنسبة للنساء محاولات خنق الذات، بينما تأتي محاولات تسميم الذات بالأدوية أو بالمواد غير المعدة للأكل في المرتبة الثانية بالنسبة للرجال.
وقام الباحثون في الدراسة بتحديد عوامل الخطر التي تؤهل السجناء لارتكاب محاولات إيذاء الذات من كلا الجنسين، ووجدوا أن أهم هذه العوامل هي أن يكون السجين (أو السجينة) تحت سن العشرين عامًا، وأن يكون غير محكوم بعد أو محكومًا بالسجن مدى الحياة.
ووجد الباحثون أيضًا ارتباطًا بين محاولات إيذاء النفس وبين الانتحار، إذ يزيد خطر إقدام السجين على الانتحار بنسبة كبيرة إذا ما قام بإيذاء نفسه، إلا أن هذا الارتباط يبدو جليا بشكل أكبر بين الرجال، بحيث إن الرجل الذي قام بإيذاء نفسه يكون أكثر عرضة للانتحار بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف مقارنة بالسجين الذي لم يقم يومًا بإيذاء نفسه.
وجمعت هذه البيانات من سجون انجلترا، لكن يؤكد الباحثون أنها تعكس بشكل أو بآخر الحالة العامة في سجون أوربا وأمريكا، وأن الدراسات المشابهة في البلدان المختلفة تظهر فروقات طفيفة في النتائج رغم المحاولات التي تبذل من أجل تقليل محاولات إيذاء الذات والانتحار وتوفير حياة أفضل للسجناء، في حين لا تتواجد دراسات واسعة ومختصة بهذا الأمر من سجون البلاد العربية.
أرسل تعليقك